بين الادعاءات والعِلم: هل يقودك رجيم سيرتفود لخسارة الوزن؟
ربّما مللت حمية الكيتو أو رجيم البحر المتوسط أو حتى النظام الغذائي النباتي، وترغب في تجربة رجيم جديد، بأطعمة مختلفة، مُحدّدة جدًا، ليس لأنّ سعراتها الحرارية منخفضة، ولكن لأنّها تنشّط ما يُعرَف بجينات النحافة "السيرتوينات".
هذا ما يقدّمه رجيم سيرتفود للراغبين في تجربته لإنقاص الوزن، لكن هل هناك أدلّة علمية تدعم هذا النظام الغذائي في هذا الأمر حقًا؟ وهل يمكِن أن يساعد على خسارة 3 كجم من الوزن في 7 أيام فقط؟ لنتعرّف إلى التفاصيل في السطور الآتية.
من أين بدأ رجيم سيرتفود؟
أُلِّف كتاب "Sirtfood Diet" من قِبل "إيدان جوجينز" و"جلين ماتن"، ونُشِر عام 2017، ليدل على تمحور هذا النظام الغذائي حول تناول الأطعمة الغنية بالبوليفينول.
وهي مركبات نباتية يقول المؤلّفون أنّها تنشّط بروتينات تسمّى السيرتوينات في جسم الإنسان، والتي تحفّز ما يُسمّى بجينات النحافة، وفقًا للكتاب.
وتساعد السيروتوينات على تنظيم مجموعة متنوّعة من وظائف الجسم على مستوى الخلايا. وتقول "شيلبي بيرنز" اختصاصية التغذية المسجلة في بوسطن: "إنّ لها دورًا مهمًا في عملية التمثيل الغذائي، وربّما تقلل الالتهاب والشيخوخة".
كما يوصِي المؤلفون بفواكه وخضراوات محددة جدًا في هذا النظام الغذائي، مستندين إلى بدراسات حلّلت تناول الفلافونويدات، وكيف ترتبط بفقدان الوزن.
الأطعمة الموصى بها في رجيم سيرتفود
حسب كتاب "Sirtfood Diet"، فهذه أفضل الأطعمة والمشروبات المُدرجة في هذا النظام الغذائي:
- الجرجير.
- الحنطة السوداء.
- الكبّار.
- الكرفس (بما في ذلك الأوراق).
- الفلفل الحار.
- الكاكو.
- القهوة.
- زيت الزيتون البكر الممتاز.
- الثوم.
- الشاي الأخضر، خاصةً الماتشا.
- الملفوف.
- تمر مجدول.
- البقدونس.
- الهندباء الحمراء.
- البصل الأحمر.
- الصويا.
- الفراولة.
- الكركم.
- الجوز.
الأطعمة التي يُوصَى بتجنّبها في رجيم سيرتفود
يُوصَى بتجنّب تناول بعض الأطعمة حال التزام رجيم سيرتفود:
- المخبوزات.
- الحلويات.
- الدهون (عدا زيت الزيتون البكر الممتاز).
- الأطعمة الجاهزة المصنعة.
- القطع الدهنية من اللحوم.
- الأسماك التي تحتوي على نسبة عالية من الزئبق.
طريقة التزام رجيم سيرتفود
يمرّ رجيم سيرتفود عبر مرحلتين أساسيتين:
المرحلة الأولى: العصير الأخضر
تستمر هذه المرحلة لمدة أسبوع، إذ تتناول خلال الأيام الثلاثة الأولى من النظام الغذائي 1,000 سعر حراري يوميًا، تتضمّن عصائر خضراء ووجبة واحدة تركّز على الأطعمة المنشطة للسيرتوين.
ثُمّ تنتقل بعد ذلك إلى 1,500 سعر حراري خلال الأيام من الرابع إلى السابع، مع شُرب عصيرين أخضرَين وتناول وجبتَين.
فالركيزة الأساسية في المرحلة الأولى هي العصير الأخضر، الذي يُصنَع من الكرنب، الجرجير، البقدونس، الكرفس، التفاح، الزنجبيل، الليمون، مسحوق الماتشا.
اقرأ أيضًا: ممارسة التمارين الرياضية أثناء رجيم الكيتو: هل تعزز فقدان الوزن؟
المرحلة الثانية: المداومة
خلال الأسبوعين المقبلين، تناول ثلاث وجبات "سيرتفود"، بالإضافة إلى:
- عصير أخضر واحد يوميًا.
- وجبتان خفيفتان اختياريتَان من قائمة طعام سيرتفود (قد تكون الوجبة الخفيفة تمرًا أو جوزًا).
ولا تُُوَجد متطلبات أو حدود معينة للسعرات الحرارية خلال هذه المرحلة.
ما بعد المرحلة الثانية
ليس هناك الكثير من الإرشادات بشأن ما يجب فعله بمجرد انتهاء الأسابيع الثلاثة، لكن يُفضّل المواظبة على نظام غذائي غني بأطعمة سيرتفود مع الاستمرار في تناول العصير.
أيضًا يسعك بعد ذلك زيادة الأطعمة التي تتناولها تدريجيًا، ففي الفاكهة مثلا بدلا من الاقتصار على الفراولة، يمكنك تناول أنواع التوت الأخرى، مثل التوت الأزرق.
كذلك بدلا من الاكتفاء بالجوز فقط، فإنّ الفستق أو الفول السوداني من الوجبات الخفيفة الممتازة.
الفوائد الصحية المحتملة لرجيم سيرتفود
يمكِن لرجيم سيرتفود أن يوفّر بعض الفوائد الصحية بلا شكّ، والتي منها على سبيل المثال:
1. المساعدة على تقليل الالتهابات
من المعروف أنّ الأنسجة الدهنية تعزّز الالتهاب لدى المصابين بالسمنة، وحسب دراسةٍ منشورة عام 2018 في مجلة "Frontiers in Endocrinology"، فإنّ تنشيط جين "سيرتوين 1"، أدّى إلى قمع المسارات الالتهابية والتحكّم في الحالة الالتهابية لخلايا مُعيّنة.
وهذا بدوره ساعد في تنظيم عملية التمثيل الغذائي وتقليل التهاب الأنسجة الدهنية، لكن هذه الدراسة أُجريت على الفئران، ومن ثمّ قد تكون هناك حاجة إلى دراسات بشرية أكبر لتأكيد تلك الفوائد.
2. حماية القلب
رجيم سيرتفود هو نظام غذائي نباتي بطبعه، ومِنْ ثمّ يمكن أن يكون مفيدًا للقلب والأوعية الدموية، خاصةً إذا ساعد المصابين بالسمنة على فقدان الوزن بالفعل، إذ إنّ السمنة عامل خطر للإصابة بأمراض القلب.
وحسب دراسةٍ عام 2019 في مجلة "Circulation Research"، فإنّ الفقدان الطبيعي لنشاط السيرتوين، الذي يحدث مع التقدّم في السن، مُتورّط في العديد من أمراض القلب والأوعية الدموية والتمثيل الغذائي، بما في ذلك متلازمة الأيض، واختلال مستويات الدهون في الدم.
وهذا قد يدل على أن تنشيط السيرتوينات بمساعدة رجيم سيرتفود، قد يساعد في حماية القلب من الأمراض وتنظيم التمثيل الغذائي، ومع ذلك فمن غير الواضح ما إذا كان هذا الارتباط مباشِر بهذا الرجيم أم لا.
أضرار رجيم سيرتفود
رغم الفوائد المحتملة لرجيم سيرتفود، فإنّه قد يحمل بعض الأضرار، مثل:
- الدوار، الصداع، الغثيان، الإمساك، الجوع، صعوبة التركيز، تغيّرات المزاج والتعب، فهو نظام غذائي منخفض السعرات الحرارية، وما يوفّره من سعرات ليس كافيًا للحفاظ على النشاط البدني.
- سوء التغذية أو نقص بعض العناصر الغذائية.
- عدم انتظام مستويات الجلوكوز في الدم بسبب تناول العصائر، خاصةً بين مرضى السكري.
اقرأ أيضًا: رجيم المناطق الزرقاء.. هل يساعد حقًا على العيش لأكثر من 100 عام؟
من هم الأشخاص الذين لا يُناسِبهم رجيم سيرتفود؟
قد لا يناسِب رجيم سيرتفود جميع الناس، خاصةً في حالة:
- سبق الإصابة باضطرابات الأكل أو المعرّضنين للإصابة بها بالفعل، فهناك مخاوف من أنّ رجيم سيرتفود قد يحفّز أنماط أكل غير مرغوبة.
- الرياضيون ومن يعملون في وظائف شاقّة، يجب أن يتجنّبوا هذا النظام الغذائي، لأنّه لا يوفّر سعرات حرارية كافية لمثل هذا النوع من النشاط.
- مرضى السكري.
هل يساعد رجيم سيرت فود على إنقاص الوزن فعلاً؟
يزعم مؤلّفو كتاب "نظام سيرتفود الغذائي" أنّ اتباع هذا الرجيم، يمكن أن يُفقِد الشخص 3 كجم من الوزن في سبعة أيام باتّباع بروتوكول منخفض السعرات الحرارية، بل يُقال إنّ المغنّية "أديل" فقدت 45 كجم من الوزن مع هذا النظام الغذائي.
السعرات الحرارية في رجيم سيرتفود
رغم ذلك فإنّ تقييد السعرات الحرارية الذي يقترحه هذا الرجيم قد لا يناسِب الجميع، إذ تختلف احتياجات كل فردٍ عن غيره، فمثلا الأشخاص الأكثر نشاطًا يحتاجون إلى استهلاك مزيدٍ من السعرات الحرارية، بخلاف من ليس لديهم نشاط بدني كبير.
كما أنّ هناك عوامل أخرى يجب الانتباه لها بشأن السعرات الحرارية، مثل العُمر والجنس والوزن الحالي وما إذا كانت هناك مشكلات صحية أم لا، للوصول إلى السعرات الحرارية المناسبة للجسم.
ولكن النظام الغذائي الذي يخفض السعرات الحرارية إلى 1,000 سعرة حراريّة في الأسبوع الأول، سيؤدي إلى فقدان الوزن بالتأكيد، لكن قد لا يمكن الاستمرار على هذا النهج دائمًا، إذ ينبغي للشخص البالغ العادي أن يحصل على 2,000 سعرة حراريّة يوميًا.
الاستدامة والنتائج طويلة الأمد
كذلك تُعد فترة الثلاثة أسابيع فترة قصيرة جدًا، لتحقيق فقدان ناجح للوزن على المدى الطويل، كما أنّ الطبيعة التقييدية للنظام الغذائي لا تساعد على الاستمرار فيه لفترة طويلة، فهو يلتزم أطعمة معيّنة، مما قد لا يناسِب بعض الناس، لكنّه يُعدّ خطوة إيجابية على طريق خسارة الوزن وتجربة نظامٍ غذائي مليء بأطعمة مُفِيدة للصحة عمومًا، بشرط ألّا يكون مُضرًا بالنسبة لك.
