كيف تساعد الهرمونات على علاج الاكتئاب؟ دراسة تكشف
كشفت دراسة علمية جديدة أن جلسة واحدة من التمارين الرياضية، تستمر لمدة 30 دقيقة فقط، يمكن أن تُحدث تأثيرًا فوريًا في تحسين المزاج والتقليل من أعراض الاكتئاب لدى البشر.
وحدّد الباحثون مسارًا بيولوجيًا دقيقًا يتضمن هرمونًا تفرزه الخلايا الدهنية، يعمل على تعزيز مرونة الدماغ وتنشيط مراكزه المسؤولة عن الشعور الإيجابي.
علاقة الهرمونات بالحالة النفسية
ووفقًا لفريق البحث بقيادة العالمة سوناتا ياو من جامعة هونغ كونغ، فإن ممارسة نشاط بدني واحد كافٍ لرفع مستويات هرمون "أديبونيكتين" (Adiponectin) في الدماغ، وهو هرمون يُفرز عادة من الأنسجة الدهنية.
وأظهر البحث أن هذا الهرمون ينشّط خلايا عصبية محددة داخل القشرة الحزامية الأمامية، وهي منطقة تتحكم في العواطف وتنظيم المزاج، مما يؤدي إلى انخفاض واضح في أعراض الاكتئاب.
وشملت الدراسة المنشورة في مجلة Molecular Psychiatry، أربعين مشاركاً من طلاب الجامعة وموظفيها، خضع نصفهم لتقييمات أولية كشفت عن أعراض اكتئاب أو قلق. وبعد جلسة ركض استمرت 30 دقيقة، سجّل المشاركون تحسناً ملحوظاً في مستويات النشاط والطاقة، إلى جانب انخفاض في مشاعر التوتر والإرهاق.
أظهرت الدراسة أن هرمون "أديبونيكتين" يرتبط بمستقبِلات خاصة في الخلايا العصبية تُعرف باسم "AdipoR1"، ومع تنشيط هذه المستقبلات، ينتقل بروتين يُسمى "APPL1" من السيتوبلازم إلى نواة الخلية، محدثاً تغييرات جينية.
وتؤدي هذه العملية إلى تحفيز إنتاج بروتينات تساعد على تكوين وصلات جديدة بين الخلايا العصبية، تُعرف بالأشواك التغصنية، وهو ما يدعم المرونة العصبية ويُعيد التوازن لمراكز المزاج في الدماغ.
وأوضح الباحثون أن تعطيل حركة بروتين "APPL1" داخل الخلايا العصبية أوقف حدوث التحسن المزاجي والسلوك الإيجابي لدى المشاركين في التجارب، ما يؤكد أن هذه العملية الجزيئية هي المفتاح للتأثير السريع الذي تحدثه التمارين الرياضية على الحالة النفسية.
وأضافت نتائج الدراسة أن ممارسة نشاط بدني معتدل لمدة ثلاثين دقيقة فقط يمكن أن تكون طريقة فعالة وغير مكلفة لتخفيف أعراض الاكتئاب بشكل فوري، مشيرة إلى أهمية التوجه نحو العلاجات الطبيعية وغير الدوائية، خصوصًا في ظل ارتفاع معدلات الاكتئاب بين فئة المراهقين.
وأكدت الباحثة سوناتا ياو أن الهدف الأساسي من هذا العمل العلمي هو وضع توصيات واضحة ومبنية على الأدلة لاستخدام التمارين الرياضية كوسيلة علاجية فعالة لتحسين الحالة المزاجية والحد من احتمالات الإصابة بالاكتئاب في المستقبل.
