دراسة تكشف اختلافات سرطان القولون بين الرجال والنساء
يعد سرطان القولون، أحد أكثر أنواع السرطان شيوعًا في العالم، من الأمراض التي تؤثر على ملايين الأشخاص سنويًا.
ورغم أنه يُعتبر مرضًا يرتبط بالأشخاص في سن متقدمة، فقد أظهرت دراسة حديثة تزايدًا ملحوظًا في حالات الإصابة بين الأشخاص دون سن الـ 50 عامًا، مما يثير القلق بين الأطباء والباحثين.
إلا أن ما يزيد تعقيد هذا المرض هو الاختلافات الواضحة في كيفية تأثيره على الرجال والنساء، سواء من حيث الأعراض أو العوامل المسببة، وحتى الموقع الورمي داخل الأمعاء.
وأوضحت الدراسة التي نشرت في موقع timesofindia، أن سرطان القولون يبدأ عادة في خلايا الأمعاء الغليظة، وعادةً ما يتطور من بوليبات حميدة قد تتحول إلى أورام خبيثة مع مرور الوقت.
هذا المرض من الأنواع القابلة للعلاج إذا تم اكتشافه مبكرًا، ولكن لا يزال التشخيص المبكر تحديًا كبيرًا بسبب الفروق بين الجنسين في أعراض المرض والوقت الذي يتم فيه التشخيص.
دور هرمون الإستروجين في الوقاية من سرطان القولون
تتشابه الأعراض بين الرجال والنساء بشكل عام، حيث يعاني كلا الجنسين من أعراض مثل التغيرات في عادات الأمعاء، وجود دم في البراز، والإرهاق غير المفسر.
ومع ذلك، تشير الدراسات إلى أن النساء غالبًا ما يُظهرن هذه الأعراض في وقت متأخر بحوالي 10 سنوات مقارنة بالرجال.
هذا التأخير في ظهور الأعراض يمكن أن يؤدي إلى تأخير التشخيص والعلاج. بالإضافة إلى ذلك، تميل النساء إلى تأجيل طلب التقييم الطبي أكثر من الرجال، مما يزيد من احتمالية اكتشاف المرض في مراحل متقدمة.
دراسة حديثة: منتجات الألبان تقي من السرطان وأمراض القلب والسُكري
وعلاوة على ذلك، هناك اختلافات أخرى في الموقع الورمي بين الجنسين، حيث يشير الأطباء إلى أن النساء أكثر عرضة للإصابة بسرطان القولون في الجزء الأيمن (البروكسيمالي) من الأمعاء الغليظة. تتميز الأورام في هذا الجزء بأنها أكثر عدوانية وأصعب في الكشف المبكر، إذ تميل إلى أن تكون مسطحة وأقل وضوحًا أثناء الفحوصات مثل التنظير القولوني، مما يجعل اكتشافها في المراحل المبكرة أكثر صعوبة. في المقابل، يميل الرجال إلى تطوير الأورام في الجانب الأيسر من الأمعاء، حيث تكون أكثر وضوحًا وأسهل في الكشف، مما يساهم في تشخيصها في وقت أبكر.
تلعب العوامل البيولوجية والوراثية دورًا محوريًا في هذه الاختلافات بين الجنسين.
فالنساء في سن ما قبل انقطاع الطمث يستفدن من تأثيرات وقائية لهرمون الإستروجين، الذي قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان القولون، ولكن بعد انقطاع الطمث، قد يؤدي انخفاض مستويات الإستروجين إلى زيادة خطر الإصابة بالأورام الأكثر عدوانية.
بالإضافة إلى ذلك، أظهرت الدراسات أن الكروموسوم X في النساء يوفر بعض الحماية الجينية التي لا تتوفر لدى الرجال، مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالمرض.
وبالتالي، تتداخل هذه العوامل البيولوجية مع الاختلافات في الأعراض والموقع الورمي لتشكل تحديات إضافية في تشخيص وعلاج سرطان القولون بين الجنسين.
تأثير العوامل الحياتية على المرض
تؤثر العديد من العوامل الحياتية مثل السمنة، النظام الغذائي الغني باللحوم الحمراء أو المعالجة، والتدخين بشكل كبير على خطر الإصابة بسرطان القولون.
وتشير الدراسات إلى أن الرجال يكونون أكثر عرضة للعوامل القابلة للتعديل مثل التدخين، استهلاك الكحول، واللحوم الحمراء، بينما تعتبر السمنة في مرحلة الطفولة عامل خطر أكبر بالنسبة للنساء، حيث ترتبط السمنة المبكرة بزيادة فرص الإصابة بسرطان القولون في مراحل لاحقة من الحياة.
أمل جديد لمرضى سرطان البروستاتا: نصف جرعة العلاج كافية
وقد شهدت السنوات الأخيرة زيادة ملحوظة في حالات الإصابة بسرطان القولون في مرحلة مبكرة (أقل من 50 عامًا)، مما يعكس تحولًا كبيرًا في أنماط الإصابة بهذا المرض. العوامل مثل السمنة، النظام الغذائي الغربي، والعادات غير الصحية مثل قلة النشاط البدني، تساهم بشكل كبير في هذا الارتفاع.
ورغم أن النساء دون سن الـ 50 يعانين من نسبة إصابة أعلى مقارنة بالرجال في نفس الفئة العمرية، إلا أن التشخيص المتأخر يشكل تحديًا رئيسيًا، حيث يُعتقد عادةً أن الأشخاص الأصغر سنًا أقل عرضة للإصابة بالمرض.
وتعد الطريقة الأكثر فعالية لمكافحة سرطان القولون هي الكشف المبكر. وفقًا للإرشادات الحديثة، تم تعديل العمر الموصى به لبدء الفحص الدوري إلى 45 عامًا بدلاً من 50 عامًا.
كما يُنصح بتخصيص الفحوصات والوقاية وفقًا للجنس، نظرًا للاختلافات الواضحة في مخاطر الإصابة والعوامل المسببة بين الرجال والنساء.
