اكتشاف علمي يربط بين ألزهايمر وسرطان الرئة
كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة Science Translational Medicine، عن دور مفاجئ لبروتين مرتبط بمرض ألزهايمر في تسهيل انتقال سرطان الرئة غير صغير الخلايا إلى الدماغ.
وأوضح الباحثون من جامعة ماكماستر الكندية، بالتعاون مع عيادة كليفلاند ومركز كيس الشامل للسرطان، أن البروتين المعروف باسم BACE1، والذي لطالما ارتبط بتكوين اللويحات المسببة لمرض ألزهايمر، يُسهّل بشكل كبير انتشار الخلايا السرطانية نحو الدماغ.
اعتمدت الدراسة على تقنية رائدة تُعرف باسم CRISPR لتفعيل الجينات داخل الجسم الحي، حيث فعّل العلماء آلاف الجينات واحدًا تلو الآخر في خلايا سرطان الرئة، ثم زرعوا هذه الخلايا في فئران تجارب.
النتيجة كانت واضحة: عندما يُفعَّل الجين المسؤول عن إنتاج BACE1، تزداد قدرة الخلايا السرطانية على اختراق الحاجز الدموي الدماغي، ما يؤدي إلى ظهور أورام دماغية ثانوية.
وقالت الدكتورة شيلا سينغ، الباحثة الرئيسية في الدراسة ومديرة مركز اكتشاف السرطان في ماكماستر: "لطالما اعتبرنا BACE1 مرتبطًا فقط بمرض ألزهايمر، لكن نتائجنا تُظهر أنه يؤدي دورًا محوريًا في أحد أخطر مسارات تطور السرطان".
وتُعد أورام الدماغ الثانوية الناتجة عن سرطان الرئة من أخطر المضاعفات، إذ تصيب نحو 40% من المرضى، وغالبًا ما تكون خيارات العلاج محدودة عند بلوغ هذا المستوى من الانتشار.
اقرأ أيضًا: الميكروبلاستيك يهدد الخصوبة البشرية.. دراسة جديدة تُطلق ناقوس الخطر
دواء ألزهايمر الفاشل يعود كأمل لمرضى السرطان
رغم التحديات التي تواجه علاج أورام الدماغ الثانوية، فإن هذا الاكتشاف يقدم بارقة أمل، إذ يشير إلى إمكانية إعادة استخدام أدوية ألزهايمر لكبح انتشار السرطان. وأبرز هذه الأدوية هو Verubecestat، الذي طُوّر سابقًا لتعطيل نشاط BACE1 في مرضى الزهايمر. ورغم إيقافه في المرحلة الثالثة من التجارب السريرية عام 2018 بسبب عدم فعاليته في تحسين حالة الخرف، إلا أنه أظهر نتائج واعدة على الفئران المصابة بسرطان الرئة، إذ قلل عدد الأورام وحجمها، وأطال متوسط العمر لدى الحيوانات.
ويرى الباحث شيدينغ باو، من قسم بيولوجيا السرطان في كليفلاند كلينك، أن هذا المسار العلاجي الجديد يستحق الدراسة السريرية الموسعة، موضحًا أن فهم كيفية تفاعل BACE1 مع الخلايا السرطانية قد يُحدث نقلة في علاج الانتقالات الدماغية للسرطان.
وأكد الفريق العلمي أن المرحلة المقبلة تتطلب اختبارات دقيقة لتحديد مدى فعالية Verubecestat لدى البشر، وإمكانية اعتماده كعلاج وقائي أو مكبّح لانتشار السرطان إلى الدماغ. ويُتوقع أن يُسهم هذا المسار في تقليل المعاناة الناتجة عن أورام الدماغ وتحسين نسب النجاة بين المرضى.
