الميكروبلاستيك يهدد الخصوبة البشرية.. دراسة جديدة تُطلق ناقوس الخطر
في كشف علمي يثير تساؤلات واسعة حول الصحة الإنجابية، أعلنت دراسة حديثة عن رصد جزيئات ميكروبلاستيكية لأول مرة في السائل المنوي والسوائل التناسلية الأنثوية، ما يطرح فرضيات مثيرة بشأن تأثير هذه الجزيئات على نوعية الحيوانات المنوية والبويضات، رغم عدم وجود دليل قاطع بعد.
وعُرضت نتائج الدراسة يوم الثلاثاء الماضي، خلال الاجتماع السنوي الحادي والأربعين للجمعية الأوروبية لطب التكاثر البشري (ESHRE)، حيث قام الباحثون بتحليل عينات من السائل المنوي لـ22 رجلًا، والسائل الجريبي لـ29 امرأة.
وكشف التحليل عن وجود جزيئات بلاستيكية دقيقة في نحو 70% من عينات السائل الجريبي، بينما ظهرت هذه الجزيئات في نحو 55% من عينات السائل المنوي، وتبيّن أن البوليمر الأكثر شيوعًا كان بوليتترافلوروإيثيلين (PTFE)، المعروف باستخدامه في أدوات المطبخ غير اللاصقة.
أنواع البلاستيك المكتشفة
وجد الباحثون جزيئات من عدة أنواع شائعة من البوليمرات، منها:
- بوليسترين (PS).
- بولي إيثيلين تيرفثالات (PET).
اقرأ أيضًا: الزنك مفتاح استعادة الصحة الإنجابية للرجال
- بولي أميد (PA).
- بولي بروبيلين (PP).
- بولي يوريثان (PU).
وأكّد الفريق البحثي أنه تم استبعاد فرضية التلوث العرضي، إذ تم جمع العينات في عبوات زجاجية وخضعت لمعالجة كيميائية دقيقة قبل التحليل.
آثار محتملة على الخصوبة
قال الدكتور إميليو غوميز-سانشيز، الباحث الرئيس في الدراسة: "رغم أن وجود الميكروبلاستيك في أعضاء بشرية مختلفة لم يعد مفاجئًا، فإن شيوعه في سوائل الجهاز التناسلي أثار دهشتنا"، مشيرًا إلى أن "69% من النساء و55% من الرجال ممن شملتهم الدراسة أظهرت عيناتهم وجود هذه الجزيئات".
ورغم أن النتائج تشير إلى احتمال تأثير هذه الجزيئات في جودة البويضات أو الحيوانات المنوية، فإن العلماء لا يزالون يفتقرون إلى أدلة كافية لإثبات هذا الأثر بشكل قاطع.
اقرأ أيضًا: 74 مشكلة صحية في العشرينيات تؤثر على الإنجاب مستقبلا
ويسعى الفريق حاليًا إلى توسيع نطاق التحليل ليشمل شريحة سكانية أكبر، إلى جانب إعداد استبيان مفصّل حول نمط الحياة والتعرّض البيئي لعوامل التلوث، لتحديد العلاقة الدقيقة بين الميكروبلاستيك والخصوبة.
وختم غوميز-سانشيز بالقول: "لسنا في موقف يدعو للذعر، فالميكروبلاستيك هو أحد العوامل البيئية المتعددة، التي قد تؤثر في الخصوبة، لكن من الحكمة اتخاذ خطوات لتقليل التعرّض له، مثل استخدام الحاويات الزجاجية بدلًا من البلاستيكية، وتقليل شرب المياه المعبأة في زجاجات بلاستيكية".
