تحذيرات من مادة سامة في الإيصالات.. وتأثيرها يصل إلى الخصوبة
أثارت التحذيرات المتداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي بشأن مخاطر الإيصالات الورقية تساؤلات واسعة، خاصة فيما يتعلق بتأثيرها المحتمل على الصحة الإنجابية لدى الجنسين، ورغم أن بعضها قد يبدو مبالغًا فيه، إلا أن دراسات علمية حديثة وتصريحات مختصين تكشف عن أساس علمي يستوجب الانتباه.
فلأعوام طويلة، كانت الإيصالات تُطبع باستخدام مركب كيميائي يُعرف باسم "بيسفينول إيه" (Bisphenol A)، وهو مادة تُصنّف كمُحاكٍ لهرمون الإستروجين، ما يجعله قادرًا على التأثير في التوازن الهرموني للجسم، الأمر الذي قد يؤدي إلى اضطرابات في الخصوبة، ومقاومة للإنسولين، بل ربما زيادة خطر بعض أنواع السرطان.
ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست الأميركية، فإن الخبراء يرون أن مستوى الخطر المتأتي من التعامل مع هذه الإيصالات يعتمد بشكل أساسي على عدد مرات الملامسة ومدتها، مما يجعل الخطر متفاوتًا بين المستخدمين العاديين والعاملين في المتاجر الذين يتعاملون مع مئات الإيصالات يوميًا.
ومع تصاعد المخاوف من تأثيرات "بيسفينول إيه"، اتجهت الشركات إلى استبداله بمركب آخر هو "بيسفينول إس" (Bisphenol S)، إلا أن هذا البديل لا يبدو آمنًا تمامًا بحسب ما يؤكده باحثون مثل الدكتورة نانسي هوبف من جامعة لوزان، التي تشير إلى أن الأدلة المتزايدة تلمّح إلى أن تأثيراته قد تكون مماثلة، في خطورتها للمركب الأول.
اقرأ أيضًا: حس الدعابة ليس وراثياً.. دراسة تشكك في أسطورة "الدم الخفيف"
البديل الآمن: الإيصال الإلكتروني
وأظهرت دراسة أُجريت في عام 2023 على 571 إيصالًا من 24 ولاية أميركية أن 85% من هذه الإيصالات تحتوي على مادة "بيسفينول إس"، بينما لم تتضمن سوى 1% منها مادة "بيسفينول إيه".
وفي دراسة منفصلة شملت 1841 امرأة حاملًا في الصين، تبيّن أن النساء اللواتي ظهرت لديهن نسب مرتفعة من "بيسفينول إس" في البول كُنّ أكثر عرضة للإصابة بسكري الحمل بنسبة تصل إلى 68%. كما أظهرت تجارب أُجريت على الفئران أن التعرّض للمادة ذاتها ارتبط بضعف الخصوبة ومعدلات حمل أقل، في حين رُصدت لدى الأطفال مؤشرات تدل على مقاومة الإنسولين واضطرابات في الأوعية الدموية.
وتوضح الدكتورة أندريا غور أن امتصاص الجسم لهذه المواد لا يحدث لحظيًّا، بل يستغرق نحو ساعتين من التلامس المباشر، ما يعني أن لمس الإيصال لبضع ثوان لا يشكل خطرًا حقيقيًا، بخلاف العاملين في المتاجر الذين يمسكون بعشرات الإيصالات يوميًا.
وتحذّر الدكتورة نانسي من استخدام معقّمات اليد بعد ملامسة الإيصالات، إذ تُسرّع من امتصاص المواد الكيميائية، وتوصي بغسل اليدين في أقرب وقت، وتفادي ترك الإيصالات على الملابس أو داخل الحقائب أو في متناول الأطفال.
ويرى الخبراء أن الخيار الأنسب هو التخلي عن الإيصالات الورقية واللجوء إلى البديل الإلكتروني، خاصةً في التعاملات المتكررة.
