حس الدعابة ليس وراثياً.. دراسة تشكك في أسطورة "الدم الخفيف"
في دراسة غير مسبوقة نُشرت في مجلة Twin Research and Human Genetics، توصّل فريق من الباحثين بقيادة الدكتور غيل غرينغروس من قسم علم النفس بجامعة أبيريستويث البريطانية، إلى نتيجة مفادها أن حس الدعابة لا ينتقل بالوراثة كما هو الحال مع الذكاء أو لون العينين.
اعتمد الباحثون على تحليل بيانات من 1000 توأم، طُلب منهم ابتكار تسميات ساخرة لرسوم كاريكاتورية، وشملت العيّنة توائم متماثلة (يتشاركون 100% من الحمض النووي) وغير متماثلة (يتشاركون 50%).
النتيجة كانت واضحة: لم يظهر أي تفوّق في التشابه الكوميدي بين التوائم المتطابقة مقارنة بغير المتطابقة، ما يشير إلى أن الدعابة تتشكل من بيئة الفرد أكثر من حمضه الوراثي.
اقرأ أيضًا: هل التوافق الحقيقي بين الأزواج مهم فعلًا؟ دراسة جديدة تثير الشكوك
يقول غرينغروس إن النكتة الناجحة قد تبدو بسيطة، لكن امتلاك حس فكاهي لافت يتطلب توافر مجموعة معقدة من الصفات النفسية والاجتماعية، ويرى أن اختلاف السياقات الاجتماعية يلعب دورًا مهمًا في تشكيل هذه المهارة.
النتائج تفسّر سبب قلة ظهور ثنائيات كوميدية شهيرة تنتمي إلى نفس العائلة، مثل الأخوين ماركس أو تشاكل براذرز، مقارنة بما نراه في مجالات أخرى كالموسيقى أو التمثيل.
حس الفكاهة والتطوّر والعلاقات
تفتح هذه الدراسة أبوابًا جديدة لفهم الدور الذي تلعبه الفكاهة في التطوّر البشري، والتفاعلات العاطفية تحديدًا، إذ تُظهر أبحاث سابقة أن النساء يميلن إلى اختيار الشريك الذي يتمتع بروح دعابة، فيما يُقدّر الرجال المرأة التي تتجاوب مع حسهم الفكاهي.
ويشير الباحثون إلى أن هذا الضغط الاجتماعي قد يفسّر ميل الرجال لأن يكونوا أكثر طرافة في المتوسط، وهي فرضية تدعمها نتائج الدراسة الأخيرة.
ولكن، إذا لم تكن الدعابة هبة وراثية، فما الذي يصنع "الطرفة" في شخص دون آخر؟
هذا ما تسعى الأبحاث المستقبلية إلى فهمه، من خلال الغوص أعمق في تأثيرات التربية، والبيئة، والتجارب الفردية.
