هل التوافق الحقيقي بين الأزواج مهم فعلًا؟ دراسة جديدة تثير الشكوك
أظهرت مراجعة علمية حديثة شملت 340 دراسة أن التشابه الفعلي بين الأزواج في السمات الشخصية أو الخلفية أو أسلوب الحياة لا يُعد مؤشرًا قويًا أو ثابتًا على جودة العلاقة أو استمراريتها، وذلك خلافًا للاعتقاد السائد.
ونُشرت نتائج المراجعة في مجلة Journal of Social and Personal Relationships، حيث أكدت أن ما يؤثر بشكل أوضح على الرضا والاستقرار العاطفي هو الشعور الذاتي بالتشابه مع الشريك، وليس بالضرورة التشابه الواقعي بين الطرفين.
قاد المراجعة فريق بحثي من جامعة ميشيغان الأمريكية، وصرّحت الباحثة الرئيسية أنيكا فروم بأن الهدف كان فهم ما إذا كان التوافق الفعلي يؤثر فعليًا في نجاح العلاقات الرومانسية.
ولتحقيق ذلك، أجرى الفريق مراجعة منهجية لما يُعرف بـ"الدراسات بعيدة المدى"، شملت بيانات من 1937 إلى 2024، معظمها من الولايات المتحدة ودول غربية أخرى.
وقد صنّفت المراجعة ستة مجالات للتشابه: القيم والمعتقدات، الخلفية الديموغرافية، أسلوب الحياة، السمات الشخصية، الخصائص الجسدية، والعادات الرومانسية.
اقرأ أيضًا: دراسة حديثة: تعبير الأزواج عن المودة علنًا يحسّن الصحة النفسية وجودة الحياة
ورغم تعدد هذه الجوانب، لم تظهر العلاقة بين التشابه الفعلي والنجاح العاطفي إلا بشكل محدود، وغالبًا غير منتظم، وفي المقابل، أظهرت الدراسات التي تقيس مدى شعور الشخص بأن شريكه يشبهه نتائج أكثر إيجابية على مستوى الرضا والاستقرار.
أدوات القياس تصنع الفارق
كشفت المراجعة أن النتائج المتعلقة بمدى تأثير التشابه بين الأزواج على نجاح العلاقة تختلف بشكل كبير بحسب الأسلوب الإحصائي المعتمد في الدراسة.
إذ أظهرت الأبحاث التي استخدمت طرقًا مبسطة للمقارنة نتائج تميل إلى وجود علاقة إيجابية بين التشابه والاستقرار العاطفي، في حين أن الدراسات التي لجأت إلى تحليلات إحصائية أكثر تقدمًا – تأخذ في الاعتبار التحيزات الفردية والاتجاهات العامة – غالبًا ما توصلت إلى تأثير ضعيف أو غير موجود للتشابه الفعلي على جودة العلاقة.
كما أوضحت أن عوامل مثل النوع الاجتماعي، الحالة الاجتماعية، أو البلد، لم تلعب دورًا واضحًا في تعزيز أو إضعاف العلاقة بين التشابه والنتائج العاطفية. العامل الحاسم كان دومًا الطريقة التي تُقاس بها البيانات.
رغم أن فكرة "الطيور على أشكالها تقع" متجذرة في الثقافة الغربية، وتُستخدم بكثرة في تطبيقات المواعدة، إلا أن الدلائل الفعلية على فائدتها في العلاقات الطويلة الأمد تبقى ضعيفة.
اقرأ أيضًا: لماذا تنهار العلاقات فجأة؟ دراسة تكشف المرحلة "النهائية"
قالت أنيكا فروم، مؤلفة الدراسة: "لا نجد دليلًا على أن التشابه الفعلي مع الشريك يؤثر على جودة العلاقة أو على احتمال الاستمرار بها". لكنها أضافت: "هناك ما يدعو للاهتمام في تأثير الشعور بالتشابه، وهو ما أنوي دراسته في المستقبل".
أشارت الدراسة إلى بعض القيود المنهجية، أبرزها تركيزها على الأزواج المستقرين في سياقات غربية، مع استبعاد العلاقات في مراحلها المبكرة أو تلك التي تنشأ في بيئات ثقافية مختلفة.
ورغم ذلك، تُعد هذه المراجعة من بين الأوسع نطاقًا التي تناولت مسألة التشابه بين الأزواج من منظور علمي شامل.
