دراسة ترصد 3 استراتيجيات ينهي بها الناس علاقاتهم
في محاولة لفهم كيف ينهي البشر علاقاتهم العاطفية، كشفت دراستان نُشرتا في مجلة Personality and Individual Differences عن ثلاث استراتيجيات أساسية يعتمدها الأشخاص عند الانفصال عن شركائهم، وذلك بعد تحليل سلوك أكثر من 600 مشارك .
في الدراسة الأولى، تم إشراك 228 مشاركًا (122 امرأة و105 رجال)، طُلب منهم تخيّل أنهم يعيشون علاقة عاطفية غير سعيدة، وكتابة كيف سينهونها. وبلغ متوسط أعمار النساء 30 عامًا، والرجال 31 عامًا.
راجع الباحثون إجابات المشاركين، ونجحوا في استخلاص 45 طريقة مختلفة لإنهاء العلاقة، مثل: التلاشي البارد، المصارحة بالأسباب، التهرب من المواجهة، الاعتراف بالخيانة، أو اقتراح فترة استراحة.
اقرأ أيضًا: لماذا يختفي البعض من العلاقات فجأة؟ دراسة تكشف السبب الصادم
في المرحلة الثانية، تم إشراك 392 مشاركًا إضافيًا (185 امرأة، 201 رجل، 2 "آخر"، بمتوسط عمر بلغ 34 عامًا للنساء و38 عامًا للرجال. طُلب من المشاركين تقييم احتمالية استخدامهم لكل طريقة من الطرق الـ45 في حالة قرروا إنهاء علاقة، مع الإجابة عن استبيانات لقياس السمات الشخصية.
قام الباحثون لاحقًا بتجميع الطرق الـ45 في تسع استراتيجيات فرعية، ثم صُنّفت في ثلاث فئات عامة تُلخص الأساليب الأكثر شيوعًا لإنهاء العلاقات:
التخفيف من الأذى (Soften the blow): وهي الطريقة الأكثر شيوعًا، استخدمها 86% من المشاركين، وتتضمّن شرح أسباب الانفصال، تحمّل جزء من اللوم، ومحاولة إقناع الطرف الآخر بأن الانفصال يصب في مصلحة الطرفين.
أخذ استراحة (Take a break): ويعتمدها 24% من المشاركين، حيث يُقترح الانفصال المؤقت لإعادة تقييم العلاقة.
تجنّب المواجهة (Avoid confrontation): وهي الأقل شيوعًا، بنسبة 16% فقط، وتشمل التلاشي التدريجي أو "الاختفاء" دون تفسير مباشر.
الارتباط بالسمات الشخصية
رغم تنوع الأساليب، بيّنت الدراستان أن السمات الشخصية لم يكن لها تأثير كبير في تحديد استراتيجية الانفصال، باستثناء بعض الملاحظات الدقيقة؛ فقد كان الأشخاص الأكثر وُدًّا أقل ميلًا إلى استخدام أسلوب "البرود والانسحاب"، في حين أظهر من يتمتعون بسمات "سيكوباتية" ميولًا أكبر نحو الانفصال البارد أو لوم الشريك.
اقرأ أيضًا: الباحثون يكشفون الرابط بين الشخصية العصابية وتدهور العلاقات الزوجية
وأشار الباحثون إلى أن هذه النتائج قد تعكس أثر التطور البشري والسلوكيات المتوارثة، إذ إن الانفصال بطريقة تقلّل الصدام ربما كان يحمي الأفراد في المجتمعات القديمة من العواقب الاجتماعية أو العنف.
