لماذا لا تزال طفايات السجائر موجودة في طائرات ممنوع فيها التدخين؟
نشرت صحيفة Daily Mail تقريرًا أوضحت فيه أن هيئة الطيران الفيدرالية الأميركية (FAA) لا تزال تلزم شركات الطيران بتثبيت طفايات سجائر في حمامات الطائرات، رغم الحظر الكامل للتدخين على متن الرحلات الجوية داخل الولايات المتحدة منذ عام 2000.
وأشارت إلى أن هذا الإجراء لا يعود إلى التساهل مع التدخين، بل إلى اعتبارات تتعلق بالسلامة الجوية، موضحة أن بعض الركاب لا يزالون يحاولون إشعال السجائر في أثناء التحليق، ما يستدعي توفير وسيلة آمنة للتخلّص من أعقابها.
وأكدت الهيئة، وفق التقرير، أن وجود طفاية سجائر قرب باب الحمام يوفّر موقعًا واضحًا لأي راكب قد يُخالف القواعد، ليتمكن من إطفاء السيجارة بطريقة آمنة، بدلًا من التخلص منها في سلال المهملات المليئة بالمناديل والمواد القابلة للاشتعال.
اقرأ أيضًا: من الملكية الكاملة إلى الاستئجار: دليلك الكامل للطيران الخاص
سلوكيات مقلقة وغرامات باهظة
وأفاد التقرير بأن هيئة الطيران الفيدرالية الأميركية (FAA) تواصل تسجيل انتهاكات متكررة تتعلق بتصرفات غير منضبطة من بعض الركاب، من بينها محاولات التدخين على متن الطائرات، رغم الحظر الصارم المفروض منذ أكثر من عقدين.
وفي إحدى أبرز الحوادث، فرضت الهيئة في عام 2021 غرامة مالية بلغت 16,700 دولار على راكب كان يدخّن داخل حمام طائرة تابعة لشركة Allegiant Air. وتشير الهيئة إلى أن مثل هذه الانتهاكات قد تُحال إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) في حال تصاعدها، كما يمكن فرض غرامات تصل إلى 37,000 دولار لكل مخالفة.
وشهد العام نفسه حادثة أخرى أثارت الجدل، عندما أشعلت راكبة سيجارة على مدرج مطار فورت لودرديل بعد تأخر الطائرة في الوصول إلى البوابة، ما استدعى تدخل الشرطة لإخراجها من الطائرة تحت أنظار الركاب.
أما في واقعة أحدث، فقد وثّق أحد الركاب مقطع فيديو يُظهر راكبًا في درجة رجال الأعمال على متن رحلة تابعة لشركة Garuda Indonesia، وهو يُخفي سيجارة إلكترونية تحت وسادة حمراء ويقوم بالتدخين خلسة خلال الرحلة من جاكرتا إلى ميدان في مارس الماضي، في سلوك وصفته التقارير بـ"الجريء والمستهتر".
اقرأ أيضًا: دراسة تربط بين التدخين وزيادة دهون البطن
وأعادت صحيفة Daily Mail تسليط الضوء على واقع التدخين داخل الطائرات خلال العقود الماضية، من خلال شهادة مضيفة الطيران السابقة ماري ماكينا، التي عملت في شركة أمريكان إيرلاينز بين عامي 1976 و2010. وكشفت ماكينا أن كثافة دخان السجائر داخل مقصورات الركاب كانت في بعض الرحلات تتسبب بذوبان مكياجها وصعوبة تنفسها، مشيرة إلى أنها كانت تضطر لمراقبة الركاب النائمين عن كثب خوفًا من غفوتهم وسيجارة مشتعلة لا تزال في أيديهم.
ورغم حظر التدخين الكامل على متن الطائرات منذ سنوات، إلا أن التقرير يشير إلى أن وجود طفايات السجائر لا يزال شرطًا إلزاميًا في الحمامات، باعتباره إجراءً وقائيًا أساسيًا يراعي احتمال سلوك غير متوقّع من بعض الركاب أثناء التحليق.
