دراسة صينية: العلاج الكيميائي قد يوقظ خلايا السرطان الخاملة
في اكتشاف يفتح بابًا جديدًا في فهم آلية انتشار الأورام، توصّل فريق من الباحثين الصينيين إلى أن العلاج الكيميائي قد يلعب دورًا غير متوقع في تسريع انتقال السرطان إلى أعضاء أخرى، من خلال تحفيز ما يُعرف بـ"إيقاظ الخلايا السرطانية الخاملة".
وتأتي هذه النتائج من دراسة حديثة نُشرت في المجلة العلمية المحكمة Cancer Cell، وتناولت العلاقة المباشرة بين بعض أدوية العلاج الكيميائي وانتقال سرطان الثدي إلى الرئتين.
أوضح الفريق أن الأدوية المستخدمة على نطاق واسع مثل دوكسوروبيسين (Doxorubicin) وسيسبلاتين (Cisplatin)، يمكن أن تُحفّز تكاثر الخلايا السرطانية التي دخلت في حالة "السبات" بعد السيطرة على الورم الأولي.
هذه الخلايا، رغم أنها لا تكون نشطة أو ظاهرة طبيًا، قد تعود فجأة إلى النمو والنشاط، مما يُمهّد لظهور الأورام الثانوية أو ما يُعرف بالانتقال النقلي للسرطان، لا سيما في الرئتين.
ما علاقة الدراسة بسرطان الثدي وانتشاره إلى الرئتين؟
ركز الباحثون في هذه الدراسة على سرطان الثدي تحديدًا، حيث أظهرت التجارب أن العلاج الكيميائي يمكن أن يُحدث نتيجة عكسية عند بعض المريضات، تتمثل في استفاقة الخلايا السرطانية الخاملة وانتقالها إلى أعضاء مثل الرئتين.
وأكدت الدراسة أن هذه الظاهرة تحدث رغم استئصال الورم الأساسي ونجاح العلاج التقليدي، ما يفسّر عودة المرض بشكل مفاجئ بعد أشهر أو حتى سنوات من العلاج.
النتائج، التي جاءت بعد تجارب مخبرية على نماذج من الفئران، أظهرت أن استخدام بعض العقاقير بالتزامن مع العلاج الكيميائي يمكن أن يثبط هذه الظاهرة، ويمنع استفاقة تلك الخلايا. وبدأ بالفعل اختبار سريري على مرضى بسرطان الثدي، للتحقق من فعالية هذه الاستراتيجية العلاجية المشتركة.
كيف يمكن أن تؤثر هذه النتائج على مستقبل علاج السرطان؟
تسلّط هذه الدراسة الضوء على ضرورة فهم أعمق لتأثيرات العلاج الكيميائي، بعيدًا عن كونه وسيلة للقضاء على الخلايا النشطة فقط. وعلّق الباحثون بالقول: "لقد قدمنا أدلة مباشرة على ظاهرة إيقاظ الخلايا الخاملة، وكشفنا عن آلية جديدة قد تفسر التأثير السلبي للعلاج الكيميائي على انتقال السرطان."
اقرأ أيضاً النساء أم الرجال؟ العلم يحسم من يعاني أكثر نفسيًا بعد علاج السرطان
يُذكر أن دراسات سابقة في الولايات المتحدة كانت قد أشارت إلى أن العلاج الإشعاعي بجرعات عالية قد يؤدي أيضًا إلى نمو أورام جديدة في أماكن مختلفة من الجسم، في ظاهرة مشابهة.
هذه المعطيات الجديدة قد تُعيد صياغة أساليب العلاج وتوجيه الأبحاث نحو استراتيجيات أكثر أمانًا وفاعلية، خاصة لدى المرضى المعرضين لخطر عودة المرض في المستقبل.
