الرياضة تعالج آثار الوجبات السريعة.. دراسة تكشف دور الجري في حماية الدماغ
كشفت دراسة حديثة أن ممارسة التمارين الرياضية، وخصوصًا الجري، يمكن أن تعكس كثيرًا من التأثيرات السلبية الناتجة عن تناول الوجبات السريعة على الدماغ والمزاج، من خلال إعادة توازن الهرمونات وتنشيط عمليات الأيض في الأمعاء.
الدراسة، التي أُجريت في جامعة كلية كورك بقيادة البروفسورة إيفون نولان، نُشرت في مجلة Brain Medicine ، وأوضحت أن الجري يقلل من السلوكيات السلبية، والتي تنتج عن تناول النظام الغذائي الغني بالدهون والسكريات.
تأثير الرياضة على الدماغ
بيّنت الدراسة أن الجري ساعد على إعادة مستويات الهرمونات المهمة مثل الإنسولين واللبتين إلى معدلاتها الطبيعية، بعد أن كانت مرتفعة بشكل ملحوظ لدى الفئران التي تناولت نظامًا غذائيًا غنيًا بالدهون.
كما ساهمت التمارين في تحسين التوازن الهرموني المرتبط بالمزاج والطاقة، من خلال زيادة بعض المركبات الأيضية في الأمعاء مثل anserine وindole-3-carboxylate وdeoxyinosine، وهي مواد ترتبط بتحسين الحالة المزاجية.
ووفقًا للباحثة المشاركة الدكتورة مينكي نوتا، فإن هذه النتائج تفسر كيف يمكن للتمارين أن تعمل كعامل مضاد للاكتئاب حتى في ظل نظام غذائي غير صحي، مشيرةً إلى أن النشاط البدني يساعد الجسم على استعادة توازنه الكيميائي الطبيعي ويقلل من الاضطرابات الهرمونية التي يسببها تناول الوجبات السريعة.
اقرأ أيضًا: هل تمارين ألواح الاهتزاز فعالة حقًا؟ دراسة حديثة توضح المزايا والعيوب
رغم الفوائد الواضحة للجري، كشفت الدراسة أن النظام الغذائي غير الصحي لا يزال يحد من قدرة الدماغ على توليد خلايا عصبية جديدة. فالفئران التي اتبعت نظامًا غذائيًا غربيًا لم تظهر لديها الزيادة المعتادة في نمو الخلايا العصبية التي يسببها التمرين في منطقة الحُصين، وهي المنطقة المسؤولة عن الذاكرة.
كما لاحظ الفريق العلمي تغيرات معقدة في هرمونات أخرى مثل GLP-1 وPYY، التي تلعب دورًا في تنظيم الشهية والطاقة. ففي حين عززت التمارين إفراز GLP-1 لدى الفئران التي تناولت غذاءً صحيًا، ظهرت استجابة مختلفة لدى الفئران التي اتبعت النظام الغني بالدهون، مما يشير إلى أن جودة النظام الغذائي تؤثر مباشرة في آلية استجابة الجسم للتمارين.
تقدم هذه النتائج أدلة بيولوجية على أن ممارسة الرياضة، حتى في ظل نظام غذائي غير مثالي، قادرة على تحسين الحالة النفسية والتقليل من أعراض الاكتئاب. ومع ذلك، يؤكد الباحثون أن الجمع بين النشاط البدني والتغذية السليمة يمنح الفوائد الكاملة للدماغ، من تعزيز تكوين الخلايا العصبية إلى تحسين الأداء المعرفي والمزاجي.
