التمارين لا تنقص الوزن كما تظن!
كشفت دراسة علمية حديثة أن التمارين الرياضية، على الرغم من كونها جزءًا أساسيًا من خطط فقدان الوزن، قد لا تكون الأداة الأكثر فعالية لتحقيق هذا الهدف. ومع ذلك، أكدت الأبحاث أن الرياضة تلعب دورًا حيويًا في الحفاظ على وزن صحي وتحسين الصحة العامة، مما يجعلها عنصرًا لا غنى عنه في نمط الحياة الصحي.
وفقًا للخبراء، هناك عدة عوامل تجعل تأثير التمارين على فقدان الوزن محدودًا. أولًا، يمكن أن تحفز التمارين الشهية، مما يؤدي إلى زيادة تناول الطعام. ثانيًا، قد يقلل الأشخاص من نشاطهم البدني بشكل غير واعٍ بقية اليوم بعد أداء التمارين، مما يقلل من التأثير الكلي على حرق السعرات الحرارية. بالإضافة إلى ذلك، يتكيف الجسم مع التمارين بمرور الوقت، ويصبح أكثر كفاءة في حرق السعرات الحرارية، وهي عملية تُعرف بـ "التكيف الأيضي"، مما يحد من فقدان الوزن.
دور التمارين في الحفاظ على الوزن
على الرغم من هذه التحديات، تُظهر الدراسة أن التمارين الرياضية تلعب دورًا رئيسيًا في الحفاظ على الوزن بعد الوصول إلى الهدف المنشود.
شملت الدراسة المنشورة في مجلة The Conversation ،أكثر من 1,100 شخص، ووجدت أن النشاط البدني لم يكن له تأثير كبير على كمية الوزن المفقود في البداية، لكن ممارسة مستويات أعلى من النشاط بعد فقدان الوزن كانت مرتبطة بقوة بالحفاظ على الوزن المفقود.
كما ارتبطت التمارين بنتائج ايجابية صحية، مثل تحسين مستويات الكوليسترول، تقليل الالتهابات، والسيطرة على سكر الدم وحساسية الأنسولين، وهي عوامل تقلل من خطر الإصابة بأمراض مثل أمراض القلب والسكري من النوع 2.
تعمل التمارين على عدة مستويات للحفاظ على الوزن. أولًا، تزيد من حرق السعرات الحرارية، مما يساعد في تعويض انخفاض معدل الأيض الذي يحدث عند فقدان الوزن. ثانيًا، تساعد تمارين المقاومة، مثل رفع الأثقال أو البيلاتس، على الحفاظ على كتلة العضلات أو إعادة بنائها، مما يعزز الأيض ويساعد في الحفاظ على الوزن على المدى الطويل.
بالإضافة إلى ذلك، تحسن التمارين قدرة الجسم على حرق الدهون وتحسين المرونة الأيضية، وهي القدرة على التبديل بين حرق الكربوهيدرات والدهون حسب التوفر. كما تعزز حساسية الأنسولين، مما يقلل من تخزين الدهون.
للتمارين الرياضية تأثيرات غير مباشرة تساعد في الحفاظ على الوزن، مثل تحسين النوم والمزاج وتقليل مستويات التوتر. هذه العوامل تقلل من إفراز هرمون الكورتيزول، الذي يرتبط بزيادة تخزين الدهون. كما تساعد التمارين في تنظيم الشهية ومستويات السكر في الدم، مما يقلل من الرغبة الشديدة في تناول الطعام والإفراط في الأكل.
