ممارسة الرياضة يوميًا؟ إليك ما قد يحدث لجسمك دون راحة كافية
حذر خبراء اللياقة من أن ممارسة التمرين اليومي دون فترات راحة كافية قد يؤدي إلى نتائج عكسية، ويُبطئ من تطور الكتلة العضلية، رغم ما قد يبدو من التزام وجهد. فبينما يتصور البعض أن زيادة عدد الحصص التدريبية تسرّع النتائج، إلا أن تجاهل حاجة الجسم للتعافي قد يُجهض الجهود المبذولة.
وجاء ذلك ضمن تقرير نشره موقع The Manual، تناول فيه الجوانب السلبية للتدريب المكثف المستمر، وتأثيره على الصحة البدنية والأداء الرياضي.
أضرار التمرين اليومي بدون راحة
أوضح التقرير أن نمو العضلات لا يتم خلال التمرين نفسه، بل خلال فترة الراحة اللاحقة. فعند رفع الأوزان، تتعرض الألياف العضلية لتمزقات دقيقة، ولا تستعيد قوتها إلا عبر عملية ترميم طبيعية تستلزم الراحة والتغذية والنوم الكافي، وفي حال استمرار التدريب يومًا بعد يوم من دون توقف، تبقى العضلات في حالة هدم، ما يؤدي إلى ضعف الأداء، وتأخر التعافي، وربما ظهور آلام مزمنة.
اقرأ أيضًا: دراسة: ممارسة الرياضة تعيد للرجل قدراته الجنسية دون الحاجة إلى أدوية
الأمر لا يتوقف عند العضلات فحسب، بل يمتد إلى النظام الهرموني في الجسم، إذ يرتفع هرمون الكورتيزول نتيجة الإجهاد المزمن، مما يعوق نمو العضلات ويبطئ عملية حرق الدهون. ومن العلامات الشائعة على فرط التدريب: فقدان الدافع، ضعف النوم، اضطراب المزاج، وارتفاع معدل ضربات القلب أثناء الراحة.
أفضل جدول تمرين مع أيام الراحة
أوصى مدربو اللياقة المعتمدون بالاكتفاء بمعدل 3 إلى 5 جلسات تدريبية أسبوعيًا لتحقيق أفضل النتائج، مؤكدين أن هذا التواتر يُعد كافيًا لمعظم الأشخاص الساعين إلى تحسين لياقتهم البدنية دون تعريض أجسامهم للإجهاد المفرط.
وشددوا على أهمية تخصيص أيام راحة منتظمة تتخلل الجدول التدريبي، مع إمكانية ممارسة أنشطة خفيفة خلالها مثل المشي أو تمارين التمدد والحركة البسيطة. فهذه الأنشطة، رغم بساطتها، تساهم في تنشيط الدورة الدموية وتُعزز من عملية الاستشفاء العضلي، دون أن تضيف عبئًا إضافيًا على الجهاز العضلي أو العصبي.
اقرأ أيضًا: هل من الآمن ممارسة التمارين الرياضية خلال المرض؟
كما يُنصح خلال أيام التعافي بالتركيز على النوم العميق، شرب الماء بكثرة، وتناول البروتين لدعم إصلاح الأنسجة. إضافة إلى ذلك، تمثل الراحة فرصة لتقييم الحالة النفسية وممارسة أنشطة تقلل التوتر مثل التأمل أو القراءة أو حتى الجلوس في أماكن هادئة.
وذكر الخبراء على أن بناء جسم قوي لا يعتمد على الحصص المتتالية فحسب، بل على التوازن بين الجهد والتعافي، فـ"الراحة ليست كسلًا... بل خطوة أساسية نحو نتائج مستدامة".
