ما هو التوقيت الأمثل لتناول الإلكتروليتات للرياضيين؟
كشفت أبحاث حديثة صادرة عن المعهد الوطني للصحة (NIH) أن توقيت تناول الإلكتروليتات سواء قبل التمرين أو بعده قد يكون عاملًا حاسمًا في تعزيز الأداء الرياضي وتسريع التعافي.
وتشير الدراسة إلى أن هذه المعادن الأساسية، مثل الصوديوم والبوتاسيوم والمغنيسيوم، تلعب دورًا جوهريًا في الحفاظ على توازن السوائل داخل الجسم، دعم انقباض العضلات بما فيها عضلة القلب، وتنظيم الإشارات العصبية التي تحفّز الحركة.
والإلكتروليتات في جوهرها عبارة عن معادن تحمل شحنات كهربائية، ما يجعلها ضرورية لضبط عمل الخلايا ونقل الطاقة بكفاءة. ومع تزايد الإقبال على التمارين عالية الكثافة كالجري والتدريب الهجين، أصبح التركيز على الإلكتروليتات أولوية لدى الرياضيين الراغبين في تحسين مستوى أدائهم وتقليل الإرهاق الناتج عن فقدان المعادن عبر التعرق.
فوائد تناول الإلكتروليتات قبل التمرين
تشير الدراسات إلى أن شرب الإلكتروليتات قبل النشاط البدني يساعد على تجهيز الجسم لمجهود طويل أو مكثف من خلال تعزيز الترطيب والمحافظة على توازن المعادن الحيوية.
هذه الخطوة تساهم في منع التقلصات العضلية وتقليل احتمالات الشعور بالإجهاد المبكر، كما تمنح الرياضي قدرة أكبر على التحمل أثناء التمارين الطويلة التي تسبب فقدانًا ملحوظًا للسوائل.
ويؤكد الباحثون أن التناول المسبق قد يكون أكثر أهمية في الأجواء الحارة التي تزيد من معدل التعرق وبالتالي فقدان المعادن الأساسية.
اقرأ أيضًا: تمرين البلانك العكسي: سر اللياقة الخفية لعضلات الظهر والجذع.. وعلاج آلام الجلوس الطويل
دور الإلكتروليتات بعد التمرين في التعافي
أما بعد انتهاء التمرين، فإن الجسم يحتاج إلى تعويض ما فقده من معادن عبر العرق للحفاظ على توازن السوائل والوقاية من الجفاف.
وأوضحت الأبحاث أن إعادة شحن الجسم بالإلكتروليتات عقب النشاط البدني تساعد على تقليل آلام العضلات ومنع التشنجات، كما تدعم عملية إصلاح الأنسجة العضلية وتسريع الاستشفاء.
هذا الجانب يجعل الإلكتروليتات عنصرًا أساسيًا في برامج التعافي، خصوصًا للرياضيين المحترفين أو للأشخاص الذين يمارسون تدريبات عالية الكثافة بشكل متكرر.
علامات نقص الإلكتروليتات ونصائح الاستخدام
بحسب المعهد الوطني للصحة، من أبرز مؤشرات نقص الإلكتروليتات: التشنجات العضلية، الشعور بالتعب السريع، الدوخة، الصداع، وعدم انتظام ضربات القلب.
اقرأ أيضًا: دراسة: التمارين الرياضة تعزز صحة الأمعاء
كما أن ظهور عطش شديد أو تغير لون البول إلى الداكن يعد إشارة على الجفاف، وهو ما يستدعي التدخل السريع بتناول السوائل المدعمة بالمعادن. ويوصي الخبراء بالاعتماد على مصادر طبيعية مثل الموز والسبانخ والمكسرات إلى جانب المكملات، مع مراعاة:
- اختيار منتجات تحتوي على الصوديوم والبوتاسيوم والمغنيسيوم والكالسيوم بتوازن مناسب.
- شرب الماء مع الإلكتروليتات لضمان امتصاص فعال.
- ضبط الكميات وفق شدة التمرين ومعدل التعرق والظروف المناخية.
- إدخالها تدريجيًا في الروتين الرياضي لتفادي أي اضطرابات هضمية.
بهذا، يتضح أن الإلكتروليتات تمثل عنصرًا أساسيًا لدعم الأداء الرياضي، سواء قبل التمرين لتعزيز القدرة على التحمل، أو بعده لتسريع الاستشفاء. ومع أن تناولها يوميًا قد يكون مفيدًا، إلا أن الإفراط في بعض المعادن، خصوصًا الصوديوم، قد يسبب خللًا في التوازن، ما يجعل استشارة مختص التغذية أو الطبيب خطوة ضرورية قبل اعتماد أي مكملات.
