كيف يؤثر نمط حياتك اليوم على صحتك المستقبلية؟ نصائح دانيال ليبرمان
كشف دانييل ليبرمان (Daniel Lieberman)، أستاذ الأنثروبولوجيا التطورية في جامعة هارفارد، خلال حديثه الأخير عن نتائج أبحاثه الطويلة، أن فكرة أن “الجلوس يقتل” مبالغ فيها ولا تعكس الواقع بشكل دقيق.
وأوضح ليبرمان أن البشر في المجتمعات البدائية، الذين يعيشون دون كراسي، يقضون ساعات طويلة في الجلوس يوميًا، وهو نمط يشبه إلى حد كبير سلوك كثير من الناس اليوم. وأكد أن الخطر الحقيقي لا يكمن في الجلوس نفسه، بل في قلة الحركة خلال أوقات الفراغ وعدم ممارسة النشاط البدني المنتظم.
وأضاف أنه من المهم مزج أوقات الجلوس مع نشاط بدني معتدل، مثل المشي القصير أو أداء تمارين بسيطة، بدلًا من التركيز المفرط على الجلوس أو الوقوف. وأشار إلى أن الهدف الأساسي هو زيادة الحركة والنشاط العام على مدار اليوم للحفاظ على صحة الجسم والعقل.
اقرأ أيضًا: بحيلة 3:1.. كيف تتجاوز تحمّل الكافيين وتستعيد فاعلية قهوتك؟
هل الكارديو والنوم الطويلان ضروريان لفقدان الوزن والصحة؟
يؤكد ليبرمان أن الاعتماد على الكارديو وحده لفقدان الوزن ليس فعالًا كما يعتقد كثيرون. الجسم غالبًا يعوض السعرات الحرارية التي يحرقها بمزيد من الشهية، لذلك فإن الجمع بين النشاط البدني المنتظم ونظام غذائي صحي هو الطريق الأكثر فعالية لتحقيق النتائج المرجوة.
أما بالنسبة للنوم، فيوضح ليبرمان أن البشر طبيعيًا يحتاجون حوالي ست إلى سبع ساعات نوم فقط يوميًا، وأن التركيز يجب أن يكون على جودة النوم وليس عدد الساعات.
الاستماع لجسمك وتلبية حاجاته أفضل من محاولة الالتزام بثماني ساعات محددة. النوم الكافي والجيد يحسن التركيز والمزاج والصحة العامة دون الحاجة إلى الالتزام بأرقام صارمة.
اقرأ أيضًا: دراسة علمية تربط بين البيئة والوراثة في أعراض القلق
هل نمط الحياة يحدد خطر الأمراض المزمنة؟
كذلك، يرفض ليبرمان الاعتقاد بأن الأمراض المزمنة مثل السكري وأمراض القلب أو السرطان حتمية. هذه الأمراض غالبًا تنتج عن أسلوب الحياة غير الصحي، مثل تناول الأطعمة المصنعة وقلة الحركة والتوتر المستمر.
الخبر السار هو أن اتباع عادات صحية يومية يمكن أن يقلل بشكل كبير من خطر هذه الأمراض. كما يوضح أن الجينات ليست محددة للمستقبل؛ فالعادات اليومية مثل التغذية، والرياضة، والنوم، وإدارة التوتر تؤثر بشكل كبير على كيفية “تشغيل” أو “إيقاف” الجينات المرتبطة بالأمراض.
التغييرات البسيطة في نمط الحياة يمكن أن تصنع فرقًا كبيرًا في الصحة العامة وجودة الحياة، بغض النظر عن الوراثة أو تاريخ العائلة الطبي.
باتباع نصائح ليبرمان، يمكن للناس تبني أسلوب حياة أقرب لما تطورت عليه أجسامنا، والتركيز على النشاط البدني المعتدل، التغذية المتوازنة، والنوم الجيد، مما يعزز الصحة العامة ويقلل الاعتماد على المعلومات الخاطئة المنتشرة عن الصحة.
