من المختبر إلى صالة الرياضة.. كيف تسرّع الأحماض الأمينية تعافي الجسم؟
بعد ممارسة التمارين الرياضية الشاقة، يحتاج الجسم إلى وقت للراحة وإصلاح العضلات المتعبة. من أساليب التعافي الشائعة تناول البروتين، شرب المشروبات الرياضية، التدليك، وتمارين الإطالة، إلا أن الأبحاث الحديثة بدأت تركز على دور الأحماض الأمينية متفرعة السلسلة (BCAAs) في تسريع التعافي وتقليل آلام العضلات.
الأحماض الأمينية المتفرعة السلسلة تشمل الليوسين، الإيزوليوسين، والفالين، ويمكن تناولها عادة على شكل مسحوق مخلوط بالماء أو مشروب رياضي. الدراسات أظهرت أن تناولها خلال ساعة إلى ساعتين بعد التمرين يساعد على تحفيز بناء البروتين في العضلات، ويعوض الأحماض الأمينية التي فقدها الجسم أثناء النشاط الرياضي. بعض الرياضيين يفضلون تناولها قبل الوجبات الغنية بالبروتين لتعزيز الامتصاص.
كيف تساعد الأحماض الأمينية في التعافي بعد التمارين؟
في مراجعة منهجية حديثة أجراها باحثون من جامعة يورك الكندية والمعهد العالي للرياضة والتربية البدنية بجامعة صفاقس التونسية، تبين أن BCAAs تساعد على:
تقليل آلام العضلات من خفيفة إلى متوسطة بعد التمرين.
خفض مستويات كرياتين كيناز، وهو مؤشر على ضرر العضلات، ما قد يدل على تعافي أفضل أو تقليل الضرر.
وعلى الرغم من كل ذلك، لم تؤثر هذه الأحماض على القوة العضلية أو القدرة على الأداء مباشرة.
دور الأحماض الأمينية في التعافي الرياضي
أظهرت الدراسة أيضًا أن الجرعات الأعلى على مدى فترة طويلة أكثر فعالية في تقليل ألم العضلات والضرر، لكن يجب تحديد الجرعة بما يتناسب مع كل شخص.
بشكل عام، تعتبر الأحماض الأمينية متفرعة السلسلة جزءًا أساسيًا من بناء البروتين في الجسم، ولا يمكن للجسم تصنيعها بنفسه، لذا يجب الحصول عليها من النظام الغذائي أو المكملات. بينما تساعد BCAAs في تخفيف الآلام وتسريع التعافي، من المهم إدراك أنها لا تعزز القوة أو الأداء الرياضي مباشرة، لكنها تمنح الرياضيين شعورًا بالراحة العضلية وسرعة التعافي بعد التمرين.
وبفضل هذه النتائج، ينصح الباحثون الرياضيين بدمج الأحماض الأمينية في برامجهم الغذائية بعد التمرين، خاصةً لأولئك الذين يخوضون تمارين مكثفة أو رياضات تنافسية، للحصول على أفضل استفادة ممكنة في التعافي العضلي وتقليل آلام ما بعد الرياضة.
