الأحماض الأمينية المتفرعة: هل تخفي سرًا حقيقيًا لبناء العضلات؟
في سياق البحث المستمر عن وسائل فعالة لبناء العضلات وتحسين الأداء الرياضي، يتجه العديد من الرياضيين إلى استخدام المكملات الغذائية، وعلى رأسها الأحماض الأمينية المتفرعة. هذا النوع من الأحماض، الذي يشمل ليوسين، إيزوليوسين، وفالين، يُعد من العناصر الأساسية التي لا يُنتجها الجسم ذاتيًا، مما يستدعي الحصول عليها من مصادر خارجية مثل الغذاء أو المكملات.
وتتوافر هذه الأحماض في أطعمة غنية بالبروتين مثل البيض، واللحوم، ومنتجات الألبان، والبقوليات. ووفقًا لما نشره موقع The Manual، تلعب الأحماض الأمينية المتفرعة دورًا محوريًا في بناء الأنسجة العضلية وتعزيز عملية تخليق البروتين، ما يجعلها خيارًا شائعًا بين الرياضيين، خصوصًا في برامج التدريب المكثف والتعافي.
كما تُعد من أكثر المكملات انتشارًا في الأسواق، نظرًا لارتباطها بتحسين الأداء وتقليل الشعور بالإجهاد العضلي بعد التمارين.
اقرأ أيضًا: دراسة تكشف علاقة الجري المتكرر في الماراثونات بالاكتئاب والقلق
فوائد الأحماض الأمينية المتفرعة في التمارين الرياضية
تشير العديد من الدراسات إلى أن الأحماض الأمينية المتفرعة تُسهم في تعزيز تخليق البروتين العضلي، وهو ما يساعد على بناء العضلات الجديدة بعد التمارين. كما أنها تقلل من التعب العضلي وتحسن القدرة على التحمل، وتساعد في تنظيم مستويات السكر في الدم وتحفيز عملية حرق الدهون.
وتُظهر بعض الأبحاث أن مكملات الأحماض الأمينية المتفرعة قد تقلل من مؤشرات تلف العضلات وتُسرّع التعافي بعد النشاط البدني المكثف. ومع ذلك، فإن فعاليتها تختلف من شخص لآخر، وتعتمد على عوامل مثل نوع التمرين، كمية البروتين في النظام الغذائي، والجرعة المستخدمة.
هل الأحماض الأمينية المتفرعة بديل فعّال للبروتين الكامل؟
رغم الفوائد المحتملة، إلا أن بعض الدراسات الحديثة تشير إلى أن الأحماض الأمينية المتفرعة قد لا تكون بنفس فعالية مصادر البروتين الكاملة التي تحتوي على جميع الأحماض الأمينية الأساسية التسعة. فالأطعمة مثل اللحوم والبيض توفر دعمًا أفضل لنمو العضلات وتحسين الأداء.
اقرأ أيضًا: هل اقترب البشر من علاج فقدان البصر المرتبط بتقدم العمر؟ دراسة حديثة تفجر مفاجأة
كما أن بعض الأبحاث أظهرت تأثيرًا محدودًا لهذه المكملات على تكوين الجسم، خاصة عند توافر كمية كافية من البروتين الغذائي.
ويُعزى هذا التباين في النتائج إلى اختلاف تصميم الدراسات، والجرعات المستخدمة، وخصائص المشاركين. لذلك، يرى الباحثون أن الأحماض الأمينية المتفرعة قد تكون مفيدة في حالات محددة، لكنها ليست ضرورية للجميع، ولا تُغني عن نظام غذائي متوازن يحتوي على بروتين كامل.
