دراسة تكشف علاقة الجري المتكرر في الماراثونات بالاكتئاب والقلق
كشفت دراسة علمية جديدة أن الجري المتكرر في الماراثونات قد يحمل آثارًا سلبية على الصحة النفسية، رغم الفوائد البدنية المعروفة لهذه الرياضة.
الدراسة التي نُشرت في مجلة Acta Psychologica، سلطت الضوء على العلاقة بين الجهد البدني المفرط والمشكلات النفسية مثل القلق والاكتئاب.
الباحثون أكدوا أن "نشوة الجري" التي يشعر بها العداؤون لا تعني بالضرورة تحسنًا دائمًا في الحالة النفسية، بل قد تكون مؤقتة وتخفي وراءها ضغوطًا نفسية متراكمة. التأثير النفسي للجري المتكرر في الماراثونات أصبح موضوعًا يستحق الدراسة، خاصة مع تزايد شعبية هذه الرياضة عالميًا.
علاقة الجري الطويل بالاكتئاب والقلق
أجريت الدراسة من قبل باحثين في جامعة ترينيتي في دبلن وجامعة WSB ميريتو جدانسك، وهدفت إلى تحليل التأثيرات النفسية للجري لمسافات طويلة بشكل متكرر. شملت الدراسة 576 عدّاءً من 22 دولة عبر ست قارات، وكان متوسط عدد الماراثونات التي خاضها كل مشارك 146 ماراثونًا، ومتوسط أعمارهم 54 عامًا، 56% منهم رجال.
استخدم الباحثون مقياس CESD-8 لتقييم الاكتئاب، ومقياس STAI-S-6 لتقييم القلق، ووجدوا أن نسبة كبيرة من المشاركين سجلوا معدلات أعلى من القلق والاكتئاب مقارنة بالمعدلات العامة، مما يشير إلى وجود علاقة محتملة بين الجهد البدني المفرط والتأثيرات النفسية السلبية.
أسباب التأثير النفسي للجري المتكرر في الماراثونات
يرى الباحثون أن التأثير النفسي للجري المتكرر في الماراثونات قد يكون ناتجًا عن عدة عوامل، منها الإرهاق المزمن، والضغط الناتج عن التوقعات الذاتية، والعزلة الاجتماعية بسبب تخصيص وقت كبير للتدريب. كما أن التركيز المفرط على الأداء البدني قد يؤدي إلى تجاهل الإشارات النفسية التي تنذر بوجود مشكلة.
اقرأ أيضًا: دراسة تكشف تأثير الجري على صحة الركبة
ورغم أن الجري يُعد من الرياضات المفيدة للصحة، إلا أن الإفراط في ممارسته دون توازن قد يؤدي إلى نتائج عكسية على المدى الطويل. لذلك، ينصح الخبراء بمراقبة الصحة النفسية للعدائين بشكل دوري، وعدم تجاهل أي أعراض نفسية تظهر خلال فترات التدريب المكثف.
التأثير النفسي للجري المتكرر في الماراثونات يدفعنا لإعادة التفكير في مفهوم اللياقة الشاملة، التي لا تقتصر على الجانب البدني فقط، بل تشمل أيضًا الصحة النفسية والعاطفية.
التوازن بين التدريب والراحة، والانتباه للإشارات النفسية، يمكن أن يساعد العدائين على تحقيق أداء أفضل دون التضحية بصحتهم النفسية.
ومع تزايد الاهتمام بالرياضات التحملية، من الضروري أن تترافق التوعية البدنية مع التوعية النفسية، لضمان تجربة رياضية صحية وآمنة.
