دراسة: علاج اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه يخفض الحوادث والجريمة
كشفت دراسة واسعة النطاق أن بدء العلاج الدوائي لاضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD) يرتبط بانخفاض ملحوظ في مجموعة من الأحداث الخطيرة، مثل السلوكيات العدائية، الحوادث المرورية، والإدانة الجنائية، خلال فترة متابعة امتدت لعامين.
اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه يؤثر على الحياة اليومية
اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه هو حالة عصبية شائعة تصيب الأطفال والبالغين، وتتميز بنمط مستمر من التشتت، فرط النشاط، والاندفاع.
وغالبًا ما يؤدي إلى صعوبات في الدراسة والعمل والعلاقات الاجتماعية، كما يرتبط بمخاطر مرتفعة مثل الإصابات العرضية، الإدمان، والمشاكل القانونية.
اعتمد الباحثون في الدراسة المنشورة في مجلة The BMJ، على بيانات شاملة ، شملت أكثر من 148 ألف شخص تتراوح أعمارهم بين 6 و64 عامًا، تم تشخيصهم حديثًا بالاضطراب بين عامي 2007 و2018.
وقارنوا بين من بدأوا العلاج الدوائي خلال ثلاثة أشهر من التشخيص، ومن لم يبدأوا العلاج خلال فترة المتابعة.
اقرأ أيضًا: دراسة تكشف سر تغيّر أذواقنا الموسيقية مع التقدّم في العمر
أظهرت النتائج أن العلاج ارتبط بانخفاض بنسبة 17% في السلوكيات العدائي، و12% في الحوادث المرورية، و13% في الإدانة الجنائية.
ورغم أن الإصابات العرضية لم تنخفض بشكل ملحوظ في التحليل الأول، إلا أن التحليل الثانوي الذي شمل الأحداث المتكررة أظهر انخفاضًا بنسبة 4%، ليصبح ذا دلالة إحصائية.
كان التأثير الوقائي للعلاج أكثر وضوحًا لدى الأشخاص الذين لديهم تاريخ سابق في الجرائم ، حيث انخفضت معدلات التكرار بنسبة 25%.
كما أظهرت الدراسة أن الأدوية المنشطة مثل "ميثيلفينيديت" كانت أكثر فعالية من الأدوية غير المنشطة في تقليل المخاطر.
رغم قوة التصميم البحثي، أشار الباحثون إلى بعض القيود، منها عدم توفر بيانات عن العلاجات غير الدوائية مثل العلاج النفسي، وعدم التأكد من التزام المرضى بتناول الأدوية. كما أن نتائج الدراسة قد لا تنطبق بالكامل على دول ذات أنظمة صحية مختلفة .
تقدم هذه الدراسة دليلًا قويًا على أن علاج اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه لا يقتصر على تخفيف الأعراض، بل يمتد ليحمي من مخاطر حياتية خطيرة. وهي رسالة مهمة للمرضى ,الأسر والأطباء عند اتخاذ قرارات العلاج.
