هل يتحول الأرق المزمن إلى قاتل صامت؟ دراسة تجيب
في مفاجأة علمية صادمة، كشفت دراسة حديثة أن الأرق المزمن قد يؤدي إلى تسارع شيخوخة الدماغ بمعدل يصل إلى أربع سنوات، ويرفع خطر الإصابة بالخرف بنسبة 40%.
هذه النتائج نُشرت في مجلة Neurology، وتسلط الضوء على التأثيرات العميقة للأرق المزمن على الصحة النفسية والجسدية.
تأثير الأرق على القلب
الأرق المزمن، الذي يعاني منه أكثر من 70 مليون إنسان، لا يقتصر على اضطرابات النوم، بل يرتبط بشكل مباشر بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، السكتات الدماغية، السكري من النوع الثاني، والسمنة.
كما يؤثر سلبًا على الجهاز المناعي، مما يجعل الجسم أكثر عرضة للعدوى والالتهابات.
وتشير الدراسة إلى أن الأرق المزمن يخلّ بتوازن الهرمونات، ويزيد من مستويات الالتهاب، ويؤدي إلى تلف الخلايا، مما يضع ضغطًا مستمرًا على القلب والأوعية الدموية.
كما يمنع الجسم من الدخول في مرحلة "الراحة الليلية" التي تنخفض فيها ضغط الدم، مما يضاعف خطر الإصابة بارتفاع الضغط المزمن.
ويلعب النوم الليلي دورًا حاسمًا في تنظيف الدماغ من السموم والبروتينات الضارة مثل "أميلويد بيتا" و"تاو"، المرتبطين بمرض الزهايمر.
ومع غياب النوم الكافي، تتراكم هذه المواد وتؤدي إلى تلف مناطق الدماغ المسؤولة عن الذاكرة والوظائف التنفيذية.
كما أن الأرق المزمن يرفع مستويات الكورتيزول، هرمون التوتر، ويزيد من إنتاج السيتوكينات الالتهابية، مما يخلق حالة من الالتهاب المزمن في الجسم.
هذا الالتهاب يضر بجدران الأوعية الدموية ويؤدي إلى تصلب الشرايين، وهي المسبب الرئيسي للنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
اقرأ أيضًا: هل يمكن لمكمل الكرياتين إنقاذك من آثار الحرمان من النوم؟ دراسة تجيب بوضوح
العلاقة بين قلة النوم وزيادة الوزن
وأظهرت الدراسة أن قلة النوم تؤثر على هرمونات الشهية، حيث ترتفع مستويات "غريلين" المحفز للجوع، وتنخفض "ليبتين" المسؤول عن الشعور بالشبع، مما يدفع الأشخاص لتناول كميات أكبر من الطعام، خاصة الأطعمة الدهنية والسكرية.
كما أن النوم غير الكافي يقلل من حساسية الجسم للأنسولين، ويزيد من خطر الإصابة بمقاومة الإنسولين، وهي المرحلة التي تسبق السكري من النوع الثاني. ومع استمرار هذه الحالة، يتعرض البنكرياس لضغط كبير لإنتاج المزيد من الإنسولين، مما يرفع خطر الإصابة بالسكري بشكل كبير.
النوم الجيد ضروري لإنتاج الخلايا المناعية مثل "الخلايا التائية" و"كريات الدم البيضاء"، التي تحارب الفيروسات والبكتيريا. ومع اضطراب النوم، ينخفض إنتاج هذه الخلايا، وتضعف قدرة الجسم على مقاومة العدوى، بما في ذلك نزلات البرد والإنفلونزا.
الدراسة خلصت إلى أن الأرق المزمن ليس مجرد اضطراب نوم، بل عامل خطر رئيسي ومعدل يمكن التحكم فيه، ويجب التعامل معه بجدية من قبل الأطباء والجهات الصحية، لما له من تأثيرات واسعة على الصحة العامة والدماغ والقلب والمناعة.
