قطاعا الصحة والضيافة ينقذان سوق العمل الأمريكي من التراجع الكلي
أثار تقرير عن توزيع الوظائف في الولايات المتحدة الأمريكية قلقًا واسعًا في الأوساط الاقتصادية هناك، بعد أن كشف عن إضافة الاقتصاد لـ22 ألف وظيفة فقط خلال شهر أغسطس، في وقت شهدت فيه معظم القطاعات انخفاضًا في التوظيف، باستثناء قطاعي الرعاية الصحية والضيافة، اللذين شكّلا المحرك الوحيد للنمو الوظيفي هذا العام.
وقال مارك زاندي، كبير الاقتصاديين في شركة Moody’s Analytics، إن "الاعتماد المفرط على قطاعي الصحة والضيافة في خلق الوظائف يُعد مؤشرًا مقلقًا، ويحدث عادةً في حالات الركود الاقتصادي"، وأضاف عبر منصة X أن "الاقتصاد أضاف منذ بداية العام نحو 600 ألف وظيفة، لكن بدون مساهمة هذين القطاعين، لكان النمو الوظيفي معدومًا".
وبحسب بيانات مكتب إحصاءات العمل الأمريكي، فإن قطاعي الرعاية الصحية والمساعدة الاجتماعية، إلى جانب قطاع الترفيه والضيافة، أضافا مجتمعين أكثر من 855,900 وظيفة منذ بداية العام، ما يعني أن الاقتصاد كان سيفقد أكثر من 250 ألف وظيفة لولا هذه المكاسب.
اقرأ أيضًا: هل يسرق الذكاء الاصطناعي وظائف الجيل الجديد؟
وسجل مؤشر انتشار الوظائف (Diffusion Index)، الذي يقيس مدى توزيع النمو عبر القطاعات، قراءة بلغت 49.6 نقطة في أغسطس، وهو ما يشير إلى أن عدد القطاعات التي فقدت وظائف يفوق تلك التي أضافتها، ويبلغ متوسط المؤشر خلال الأشهر الثلاثة الماضية 47.9 نقطة، وهو مستوى لا يُسجل عادةً إلا في فترات الركود.
من جانبه، أشار تورستن سلوك، كبير الاقتصاديين في Apollo Global Management، إلى أن القطاعات المتأثرة بالركود الاقتصادي وعلى رأسها التصنيع، شهدت تراجعًا حادًا، حيث فقد قطاع التصنيع وحده 12 ألف وظيفة الشهر الماضي.
التحديات المستقبلية لسوق العمل قد تشمل مزيدًا من التباطؤ في بعض الصناعات الرئيسة مثل التصنيع و الإنشاءات، حيث تواجه هذه القطاعات ضغوطًا اقتصادية إضافية بسبب ارتفاع أسعار المواد الخام و الركود العالمي، مما قد ينعكس سلبًا على فرص العمل في تلك المجالات، لذلك، سيكون من المهم أن تتواصل الاستثمارات في القطاعات المستقبلية مثل الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة لتوفير فرص عمل جديدة وتقوية الاقتصاد.
