دراسة تكشف: لماذا يواجه الرجال خطر اللمفوما أعلى من النساء؟
كشفت دراسة حديثة أن الرجال يواجهون خطرًا أكبر للإصابة باللمفوما، وهو نوع من سرطان الدم يبدأ في الجهاز اللمفاوي. تشير الأبحاث إلى أن الرجال أكثر عرضة للإصابة بكل من اللمفوما غير هودجكينية وهودجكينية، كما يميلون إلى ظهور أشكال أكثر عدوانية ونتائج أقل إيجابية مقارنة بالنساء.
نشرت هذه الدراسة في المعاهد الوطنية للصحة الأمريكية (NIH)، حيث تم تحليل بيانات وطنية تشمل العديد من أنواع اللمفوما.
وأظهرت النتائج أن الرجال لديهم معدل إصابة أعلى في 14 من أصل 16 نوعًا من أنواع اللمفوما، مع تفاوت نسب الإصابة بين الجنسين حسب نوع الورم.
لماذا يصاب الرجال باللمفوما أكثر من النساء؟
واحدة من أقوى التفسيرات لارتفاع معدل اللمفوما عند الرجال تكمن في الاختلافات الهرمونية. لدى النساء، تلعب هرمونات مثل الإستروجين والبروجسترون دورًا وقائيًا على جهاز المناعة، مما يساعد على منع تحول الخلايا اللمفاوية إلى خلايا سرطانية. النساء اللاتي يمررن بتجارب حمل أو دورات شهرية طويلة أو استخدام وسائل منع الحمل الهرمونية قد يكن أقل عرضة للإصابة باللمفوما.
أما لدى الرجال، فإن هرمون التستوستيرون قد يؤدي إلى العكس، إذ يشجع نمو الخلايا اللمفاوية غير الطبيعي ويخلق ظروفًا أكثر ملاءمة لتطور اللمفوما. كما أن بعض أنواع اللمفوما تكون بطبيعتها أكثر شيوعًا عند الرجال، ما يشير إلى أن بيولوجيا الورم نفسها قد تتأثر بالعوامل الهرمونية المرتبطة بالجنس.
اقرأ أيضًا: استئصال أكبر ورم في العالم من فلسطيني
يعد جهاز المناعة سببًا مهمًا آخر للاختلاف بين الجنسين في خطر الإصابة باللمفوما. النساء عادةً يمتلكن استجابات مناعية أقوى، ما يساعدهن على كشف وإزالة الخلايا غير الطبيعية أو قبل السرطانية بشكل أفضل. يعود جزء من هذا التفوق المناعي إلى العوامل الجينية، حيث توجد العديد من الجينات المرتبطة بالمناعة على الكروموسوم X، الذي تمتلكه النساء بنسختين.
إلى جانب الهرمونات وقوة المناعة، قد يكون الرجال أكثر تعرضًا لبعض المواد المسرطنة في أماكن العمل، وهو عامل يزيد من احتمالية الإصابة. الفهم الدقيق لهذه الاختلافات بين الجنسين مهم ليس فقط للوقاية المبكرة، بل لتحسين التشخيص والعلاج لدى مرضى اللمفوما.
معرفة أسباب زيادة خطر اللمفوما عند الرجال تساعد الأطباء على تطوير استراتيجيات الوقاية، والكشف المبكر، وتحسين نتائج العلاج. كما تتيح للباحثين دراسة تأثير الهرمونات والمناعة على تطور المرض، مما قد يفتح الطريق لعلاجات أكثر تخصيصًا تعتمد على الجنس.
