ما علاقة شيب الشعر بالوقاية من السرطان؟ دراسة توضّح
أشارت دراسة يابانية جديدة إلى أن ظهور الشيب المبكر قد يكون آلية دفاعية طبيعية تحمي الجسم من الإصابة بالسرطان.
ووجد باحثون من جامعة طوكيو أن العوامل المسببة للسرطان، مثل الأشعة فوق البنفسجية وبعض المواد الكيميائية، تُفعّل مسارًا دفاعيًا يؤدي إلى فقدان صبغة الشعر، وفي الوقت نفسه يقلّل من احتمالية تكوّن الأورام.
آلية ظهور الشيب لحماية الخلايا من السرطان
ويعتمد نمو الشعر الطبيعي على مجموعة من الخلايا الجذعية داخل بصيلات الشعر، التي تنتج خلايا الميلانين المسؤولة عن لون الشعر.
وعندما تصل هذه الخلايا إلى ما يسمى "نقطة تفتيش الجذعية"، تتوقف عن الانقسام، مما يؤدي إلى فقدان الصبغة وظهور الشيب.
وتوضح الباحثة دوت بينيت من جامعة لندن أن هذه الظاهرة تمثل آلية حماية تمنع تراكم الطفرات الوراثية وانتقالها إلى أجيال جديدة من الخلايا، وبالتالي تقليل خطر الإصابة بالسرطان.
كيف ربط الباحثون بين ظهور شيب الشعر وانخفاض خطر السرطان؟
وتتبع الباحثون مصير خلايا الميلانين الجذعية بعد تعرض حيوانات تجارب لعوامل ضارة، مثل الإشعاع المؤين والمواد المسرطنة.

وأظهرت التجارب أن الإشعاع يدفع الخلايا للدخول في مرحلة شيخوخة مبكرة، مما يقلل من قدرتها على إنتاج الصبغة ويؤدي إلى ظهور الشيب.
وفي الوقت نفسه، تمنع هذه العملية الخلايا المتضررة من التكاثر، مما يقلل احتمال تشكل الأورام.
أما في حالة بعض المواد الكيميائية المسرطنة مثل DMBA، فقد بيّنت التجارب أنها تتجاوز هذه الآلية الدفاعية، فتواصل الخلايا الجذعية إنتاج الصبغة رغم وجود ضرر وراثي، وهو ما قد يزيد خطر الإصابة بالأورام مع مرور الوقت.
وتشير النتائج إلى أن الخلايا نفسها يمكن أن تستجيب بطريقتين مختلفتين تبعًا لنوع المؤثر البيئي، ما يربط بين الشيب واحتمال الإصابة بسرطان الجلد.
ويستعد الباحثون في الخطوة المقبلة لدراسة تأثير ذلك على الإنسان، حيث يخطط الباحثون لمتابعة بصيلات الشعر البشرية لمعرفة ما إذا كانت تظهر الاستجابات الوقائية ذاتها.
