خوارزميات الذكاء الاصطناعي قد تكتشف السرطان في مرحلته "الصفرية"!
تحت عنوان مثير هو "مصير السرطان (P-dom)"، قدّم كلٌّ من الدكتور فورست وايت، أستاذ الهندسة البيولوجية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، والدكتور جاستن دريك، الأستاذ المشارك في جامعة مينيسوتا، رؤية طبية جديدة من خلال موقع techcrunch التقني تؤكد أن الذكاء الاصطناعي ليس خطرًا على البشرية كما يُعتقد، بل خطر على السرطان نفسه.
يقول العالمان إن الكشف المبكر هو المفتاح الحقيقي لعلاج السرطان، إذ ترتفع معدلات النجاة إلى أكثر من 90% عند اكتشاف الأورام الصلبة في مراحلها الأولى. غير أن التحدي الأكبر يكمن في الطبيعة المتغيرة للسرطان، إذ يُعدّ مجموعة من الأمراض المختلفة التي تتطور بشكل مستمر وتختلف حتى بين خلايا الورم الواحد، مما يجعل الكشف المبكر مهمة معقدة للغاية.
دور الذكاء الاصطناعي في الكشف المبكر عن السرطان
تشير أحدث الدراسات إلى أن الخلايا السرطانية قد تدخل مجرى الدم حتى قبل تكوّن الورم نفسه، أي في ما يُعرف بالمرحلة “الصفرية”، ما يعني أن الكشف عنها يتطلب أدوات متطورة تتجاوز فحوصات الدم التقليدية. وهنا، بحسب الباحثين، يأتي دور الذكاء الاصطناعي.
يشبّه الباحثان الجسم البشري بـ “شبكة كمبيوتر ضخمة”، والخلايا السرطانية بـ “برمجيات خبيثة” تتسلل إلى النظام وتُرسل إشارات خفية لتفادي جهاز المناعة. ويقولان إن تحليل هذه الإشارات الدقيقة، وهي بروتينات تتبادلها الخلايا السرطانية، يمكن أن يكشف وجود الورم في مراحله المبكرة جدًا.
في شركتهما "أسترين للعلوم البيولوجية"، طوّر الباحثان نظامًا يعتمد على تحليل البروتينات العميق باستخدام تقنيات النانو والروبوتات والبصريات، لالتقاط هذه الإشارات الخفية داخل الدم. ثم يأتي الذكاء الاصطناعي ليُحلل البيانات الهائلة الناتجة، ويُميّز أنماط البروتينات التي تشير إلى بداية تكوّن السرطان.
تقنية جديدة ترصد إشارات السرطان الخفية
يصف الدكتور وايت هذا التطور بأنه "نظام أمان بيولوجي جديد" للجسم، قادر على رصد أي نشاط شاذ قبل أن يتحول إلى خطر حقيقي، تمامًا كما تفعل برامج الحماية في أنظمة الحواسيب.
اقرأ أيضا: بكتيريا مبرمجة وراثيًا تعيد تعريف مستقبل مكافحة السرطان
ويضيف: "كل خلية سرطانية تُرسل إشارات محددة تحاول من خلالها التخفي. الذكاء الاصطناعي يمنحنا القدرة على التقاط هذه الإشارات وفك رموزها في الوقت المناسب".
ويؤكد الباحثان أن الجمع بين الكيمياء الحيوية المتقدمة والتحليل الذكي للبيانات سيُغيّر الطريقة التي نكتشف بها السرطان. فبدل انتظار ظهور الأعراض أو الاعتماد على صور الأشعة، يمكن مستقبلاً اكتشاف المرض في مراحله الأولية عبر تحليل دم بسيط مدعوم بالذكاء الاصطناعي.
ويختمان بالقول إن ما كان يُنظر إليه على أنه تهديد تقني قد يُصبح “الكارثة الكبرى للسرطان”، إذ يُمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون السلاح الذي يضع حدًا لأكثر الأمراض فتكًا في التاريخ.
