مخترع الإنترنت: علينا إنقاذ الويب من قبضة الشركات الكبرى.. والذكاء الاصطناعي فرصة
حذر السير تيم بيرنرز-لي، مخترع شبكة الويب العالمية، من الاتجاه الذي يسلكه الإنترنت اليوم، مؤكدًا أنه أصبح بعيدًا جدًا عن رؤيته الأصلية لشبكة مفتوحة ومتاحة للجميع.
وقال في حوار مطول مع موقع the verge إن “الويب وُجد ليكون للجميع، لا لتتحكم فيه مجموعة من الشركات العملاقة التي تفرض على المستخدمين كيف وأين يتصفحون.”
يرى بيرنرز-لي أن الإنترنت اليوم أصبح أشبه بمجموعة من “الحدائق المغلقة”، حيث تجذب الشركات المستخدمين إلى تطبيقاتها الخاصة بدلاً من المواقع المفتوحة على الشبكة، وهو ما يقلل حرية المستخدم ويزيد من مراقبته.
مخترع الإنترنت يحذر من خطر داهم
وأضاف: “عندما تطلب منك شركة مثل (بي بي سي) أو (نيويورك تايمز) تحميل تطبيقها لمتابعة الأخبار بدل زيارتك لموقعها، فهي بذلك تتحكم بك أكثر وتعرف عنك أكثر. الإنترنت لم يُخلق بهذه الطريقة.”
وأكد أن روح الإنترنت في بداياته كانت قائمة على المشاركة والمساواة، حيث يستطيع أي شخص أن ينشئ موقعًا أو ينشر فكرة، بينما اليوم أصبحت المنصات الكبرى مثل “يوتيوب” و“تيك توك” هي التي تحدد ما يمكن للمستخدم أن يراه أو ينشره.
وقال: “تيك توك ليس جزءًا من الإنترنت المفتوح، إنه تطبيق مغلق. خوارزمياته تُقرر ما تراه، وتبقيك متصلاً لأطول وقت ممكن. في المقابل، الويب الحقيقي يجب أن يمنح المستخدم حرية التصفح والاختيار.”
وأشار بيرنرز-لي إلى أن السبب وراء نجاح الإنترنت في التسعينات هو اتفاق الشركات على التعاون لإنشاء شبكة واحدة تعمل بمعايير موحدة، بدل التنافس على شبكات منفصلة.
قال: “في البداية، كان الجميع يعلم أنه إذا عملنا معًا على شبكة واحدة، فسوف يستفيد الجميع. هذا ما جعل الويب ينمو بسرعة. اليوم نحتاج إلى هذا النوع من التعاون مجددًا.”
مستقبل الإنترنت
وفي حديثه عن مستقبل الإنترنت، أوضح بيرنرز-لي أنه يعمل حاليًا على مشروع جديد عبر شركته Inrupt يهدف إلى إعادة السيطرة على البيانات للأشخاص بدلاً من الشركات. الفكرة، كما قال، أن يتمكن المستخدم من الاحتفاظ ببياناته في مكان آمن، واختيار من يمكنه الوصول إليها، مؤكدًا أن هذا النموذج يمكن أن “يعيد للمستخدمين حريتهم المفقودة على الإنترنت.”
كما تطرق إلى تأثير الذكاء الاصطناعي على الويب، معترفًا بأنه يحمل فرصًا وتحديات في آنٍ واحد. وأوضح أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد على تحسين تجربة المستخدم وتنظيم المعلومات، لكنه قد يصبح خطرًا إذا استُخدم لتضخيم هيمنة الشركات الكبرى.
وقال: “الذكاء الاصطناعي قد يكون أداة عظيمة إذا تم استخدامه لخدمة الناس، لكن إذا احتكرته الشركات، فسنواجه نسخة أسوأ من الإنترنت الحالي.”
واختتم بيرنرز-لي حديثه بالتأكيد على أن رؤيته الأصلية للإنترنت ما زالت حية، رغم كل التحديات، قائلاً: “الإنترنت كان حلمًا عن المعرفة والمشاركة والحرية. لا يزال بإمكاننا إنقاذه، لكن علينا أن نعيده إلى الناس، إلى الجميع، تمامًا كما كان الهدف منذ البداية.”
