دراسة: البشر يشاركون الذكاء الاصطناعي معلومات عن حياتهم بشرط
كشفت دراسة حديثة أن الأشخاص يميلون إلى مشاركة معلوماتهم الشخصية بشكل أكبر عند التفاعل مع الذكاء الاصطناعي إذا تم تقديمه على أنه إنسان.
وأوضحت الدراسة، التي نُشرت في مجلة Computers in Human Behavior: Artificial Humans، أن المشاركين شعروا براحة أكبر وكتبوا ردودًا أطول عندما اعتقدوا أنهم يتواصلون مع شخص بشري، رغم أن الطرف الآخر كان في الواقع روبوت دردشة.
وتشير النتائج إلى أن طريقة تقديم الذكاء الاصطناعي تؤثر بشكل كبير على سلوك المستخدمين وتفاعلهم، حتى مع إدراكهم بأن الطرف المقابل غير بشري.
تأثير تقديم روبوتات الدردشة كبشر على تجربة المستخدم
في إطار التجربة، طلب الباحثون من 22 مشاركًا التفاعل مع روبوتين للدردشة، كلاهما يستخدم نفس اللغة ونفس الأسئلة، لكن أحدهما قُدّم على أنه مساعد بشري باسم "سام"، بينما الآخر عُرّف كرُوبوت باسم "D12".
وأظهرت النتائج أنه رغم شك غالبية المشاركين في أن الطرفين روبوتات، إلا أنهم شاركوا معلومات أكثر مع "سام" واعتبروه أكثر قدرة على الفهم والتفاعل.
وتؤكد هذه النتائج أن طريقة تقديم الذكاء الاصطناعي تؤثر بشكل كبير على تجربة المستخدم، وأن التوقعات المسبقة تلعب دورًا مهمًا في تشكيل البعد العاطفي والاجتماعي للتفاعل معه.
وأصبحت روبوتات الدردشة القائمة على الذكاء الاصطناعي تُستخدم بشكل متزايد في مجال الصحة النفسية، حيث توفر للمستخدمين مساحة آمنة للتعبير عن مشاعرهم دون ضغط اجتماعي أو حكم مسبق.
ويُفضل بعض الأشخاص التحدث إلى هذه الآلات لما توفره من راحة وانفتاح نفسي، في حين يرى آخرون أن الذكاء الاصطناعي يفتقر إلى القدرة على التعاطف الحقيقي.
وتشير الدراسة إلى أن تقديم هذه الروبوتات بطريقة إنسانية قد يعزز قدرة المستخدمين على التعبير عن أنفسهم بشكل أفضل، شريطة أن يتم ذلك بوضوح وصدق، دون أي محاولة للخداع أو التضليل.
أهمية الصدق في تصميم روبوتات الدردشة
وأكد الباحثون أن الهدف من الدراسة ليس خداع المستخدمين، بل فهم تأثير التوقعات على سلوكهم عند التفاعل مع الذكاء الاصطناعي؛ موضّحين أن تقديم الروبوتات بطريقة إنسانية قد يعزز التفاعل، شرط أن يتم ذلك بشفافية وصدق.
اقرأ أيضاً روبوت إكس بنغ Iron يثير الجدل في معرض صيني بحركة غير متوقعة (فيديو)
وأظهرت النتائج أن مجرد تغيير الاسم أو طريقة التعريف يمكن أن يؤثر على مشاعر المستخدمين، وهو أمر بالغ الأهمية عند تصميم روبوتات للدعم النفسي أو التعليم أو خدمة العملاء.
كما بينت التجربة أن بعض المشاركين وصفوا روبوت "D12" بأنه ودود، إلا أن التفاعل مع المساعد البشري المفترض "سام" كان أكثر راحة وانفتاحًا، مما يسلط الضوء على أهمية التوازن بين تصميم الروبوت وتوقعات المستخدمين لضمان تجربة تفاعلية فعّالة ومريحة.
