رئيس جراحة نيورالينك: الدمج بين الإنسان والروبوت أصبح وشيكًا
أعاد رئيس الجراحة في شركة نيورالينك (Neuralink)، الطبيب الدنماركي دانِش حسين، إشعال النقاش العالمي حول العلاقة بين الإنسان والآلة، بعدما أعلن أن الشركة باتت قريبة جدًا من تحقيق ما وصفه بـ«واجهة الدماغ والروبوت»، في خطوة يراها البعض إنجازًا مستقبليًا، بينما يعتبرها آخرون مجرد استعراض تقني جديد من مؤسس الشركة إيلون ماسك.
الدمج بين الإنسان والروبوت
أثار تصريح حسين ضجة واسعة في الأوساط التقنية والعلمية، خصوصًا أن الشركة لم تقدّم بعد دليلًا علميًا واضحًا على فاعلية زراعاتها العصبية في إعادة الحركة أو الإحساس لذوي الإعاقات الحركية كما وعدت سابقًا.
فمنذ أولى تجاربها على البشر، تحاول نيورالينك إقناع العالم بأنها ليست مشروعًا خياليًا من مختبر مغلق، بل مبادرة طبية طموحة تهدف إلى وصل الدماغ البشري بالأجهزة الذكية، إلا أن الشكوك لا تزال تحيط بمدى مصداقية هذه الإنجازات.
عرضت الشركة سابقًا مقاطع مصوّرة تُظهر ذراعًا روبوتية تتحرك عبر إشارات دماغية من مستخدمها، في مشهد بدا مثيرًا لكنه لم يقدم برهانًا علميًا كافيًا على نجاح الواجهة الدماغية بشكل مستقر. ويرى خبراء أن هذه التجارب تمثل عروضًا ترويجية أكثر منها خطوات بحثية مكتملة، خاصة أن إيلون ماسك معروف بقدرته على خلق «الضجيج التسويقي» حول مشاريعه.
فكرة الدمج بين الدماغ والروبوت تثير خيالًا قديمًا طالما ظهر في أفلام الخيال العلمي، لكن ترجمتها إلى الواقع تطرح تساؤلات فلسفية وأخلاقية معقدة:
من سيملك هذا الجسد الصناعي؟ هل ستُخصص هذه التقنية لذوي الإعاقات أم ستتحول إلى منتج تجاري للأثرياء؟ وما حدود السيطرة البشرية على الروبوت في حال فقدان الاتصال العصبي؟
يرى باحثون أن الإجابة عن هذه الأسئلة تحتاج إلى نقاش أخلاقي عميق يتجاوز التقنية ذاتها، لأن الواجهة الدماغية لا تمس الآلة فقط، بل تمس جوهر الوعي الإنساني وحدود الذات.
مرحلة الأبحاث المبدئية
رغم التمويل الضخم الذي تحظى به نيورالينك وعبقرية فرقها البحثية، فإن نتائجها حتى الآن متواضعة. فقد أفادت تقارير بأن بعض المستخدمين الأوائل عانوا من تراجع في أداء الزرعة العصبية بعد أشهر قليلة من التجربة، ما يؤكد أن الشركة ما زالت في مرحلة الأبحاث المبدئية بعيدًا عن أي تطبيق تجاري فعلي.
أما روبوت «أوبتيموس» التابع لـ«تسلا»، فما زال يواجه تحديات تقنية تتعلق بالحركة الطبيعية والاستجابة البشرية، مما يجعل فكرة الدمج بينه وبين واجهة دماغية متطورة أقرب إلى عرض تجريبي منها إلى مشروع واقعي.
يرى محللون أن تصريحات رئيس الجراحة تأتي ضمن استراتيجية معروفة في مشروعات ماسك، تقوم على بث رسائل تفاؤلية لتجديد الثقة في الوقت الذي تتراجع فيه مؤشرات الأداء أو تواجه شركاته تحديات مالية.
فبينما تمر شركة تسلا بعام صعب، تعود نيورالينك إلى الواجهة كرمز للأمل التكنولوجي الذي يعيد رسم صورة «الإمبراطور التقني»، حتى وإن كان المنتج النهائي لا يزال على بُعد سنوات من النضوج العلمي الكامل.
