إيلون ماسك يتخيل عالمًا بلا عمل.. الروبوتات تُنهي الفقر!
طرح إيلون ماسك خلال اجتماع المساهمين الأخير في شركة تسلا رؤيته الأكثر طموحًا حتى الآن، حيث تحدّث عن مستقبلٍ قد تُصبح فيه الوظائف التقليدية جزءًا من الماضي.
وأوضح أن الروبوت البشري الذي تطوّره الشركة، والمعروف باسم Optimus، يمكن أن يقود إلى إنهاء الفقر من خلال استبدال العمالة البشرية بالذكاء الاصطناعي.
مستقبل أوبتيموس
قال ماسك إن «أوبتيموس» ليس مجرد مساعدٍ في المصانع، بل يمثل نواة لنظام اقتصادي جديد أطلق عليه «الوفرة المستدامة»، حيث تعمل الروبوتات على مدار الساعة لإنتاج السلع والخدمات دون تدخل بشري. ووفقًا لرؤيته، فإن هذا النموذج سيضاعف الإنتاجية العالمية عشر مرات، مما يتيح فائضًا كافيًا لتأمين احتياجات كل إنسان على الكوكب.
وأوضح ماسك أن الذكاء الاصطناعي البرمجي وحده يواجه حدودًا في تحسين إنتاجية الإنسان، بينما يتجاوزها الذكاء الاصطناعي المجسّد في آلات قادرة على العمل البدني. وبحسب هذا المفهوم، سيغدو العمل خيارًا شخصيًا أو نشاطًا شبيهًا بالهواية، لا وسيلة للعيش.
جاء هذا الإعلان بعد موافقة المساهمين على حزمة تعويضية ضخمة لماسك تصل قيمتها إلى تريليون دولار، ترتبط بتحقيق أهداف أداء جريئة، من بينها بيع مليون وحدة من أوبتيموس خلال العقد المقبل، ما سيحوّل تسلا من شركة سيارات كهربائية إلى عملاق في مجال الروبوتات الصناعية.
ويرى المؤيدون أن هذا التوجه يعكس رؤية طويلة الأمد بدأت ملامحها تظهر منذ أعوام، متوافقة مع مهمة تسلا في دفع حدود التقنية لخدمة البشرية.
في المقابل، أثارت تصريحات ماسك جدلًا واسعًا بين الاقتصاديين وخبراء التقنية، الذين يرون أن استبدال البشر بالروبوتات ليس خطوة بسيطة ولا خالية من التبعات الاجتماعية.
وأشار المنتقدون إلى أن الأتمتة عبر التاريخ غالبًا ما عمّقت الفوارق الاقتصادية بدل أن تقللها، يرى المنتقدون أن فكرة «الدخل المرتفع» التي يطرحها ماسك لا تزال غامضة من حيث مصادر تمويلها وآليات تطبيقها، مؤكدين أن تنفيذها على نطاق عالمي يواجه تحديات اقتصادية وتنظيمية كبيرة.
كما أشاروا إلى أن روبوت أوبتيموس ما زال في مراحله الأولى، ولا يستطيع حتى الآن أداء سوى مهام بسيطة، بعيدة عن المستوى المتقدم الذي يتحدث عنه ماسك.
ورغم هذه الانتقادات، يواصل ماسك طرح رؤيته لعالمٍ يتحرر فيه الإنسان من ضغوط العمل، ليتفرغ للإبداع والتعلّم والاستمتاع بالحياة. بل ذهب أبعد من ذلك عندما تحدّث عن إمكانية استخدام الروبوتات في مجالات العدالة الجنائية، بحيث تتولى مراقبة الأفراد بدلًا من سجنهم، معتبرًا ذلك حلاً أكثر إنسانية وتطورًا.
