الروبوتات المنزلية.. هل تصبح جزءًا من رعايتنا اليومية؟ دراسة جديدة تكشف الآراء
في وقت يزداد فيه حضور التكنولوجيا الذكية في تفاصيل الحياة اليومية، تشير دراسة حديثة إلى أن المجتمع بات أكثر استعدادًا لتقبّل وجود الروبوتات في بيئات الرعاية المنزلية، شريطة أن تتمتع هذه الأجهزة بخصائص تضمن الأمان والخصوصية والثقة المتبادلة مع المستخدمين.
أجريت الدراسة في جامعة شيبا، بقيادة البروفيسور سايوري سوا من كلية التمريض، ونُشرت في مجلة Computers in Human Behavior، وشارك في إعدادها فريق بحثي متعدد التخصصات ضم الدكتورة يومي أكوتا من جامعة طوكيو للرعاية الصحية، والدكتور ناونوري كوداته من جامعة دبلن في أيرلندا، والدكتور وينوي يو من جامعة شيبا، والدكتورة مايوكو تسوجيمورا من جامعة شيجا للعلوم الطبية.
اقرأ أيضًا: إنجاز طبي صيني: أول عملية شبكية روبوتية عن بُعد باستخدام 5G
وركزت الدراسة على قياس مدى تقبّل الأفراد لاستخدام الروبوتات في تقديم الرعاية المنزلية، ومدى استعدادهم لمشاركة بياناتهم الشخصية معها.
شارك في الاستطلاع 4890 شخصًا، منهم كبار سنّ، وأفراد من أسرهم، ومقدمو رعاية، ومطورون يعملون في قطاع الروبوتات.
وطُرحت على المشاركين أسئلة مثل: "هل ترغب في استخدام روبوت منزلي عند حاجتك إلى رعاية؟"، و"هل تفضل استخدام روبوت لمساعدة أحد أفراد عائلتك؟"، إلى جانب استفسارات حول أنواع البيانات المراد مشاركتها، مثل الإشارات الحيوية، وتسجيلات الصوت، والموقع الجغرافي.
تأثير العمر على تقبّل الروبوتات
أظهرت النتائج أن الميل لاستخدام الروبوتات المنزلية تفاوت تبعًا للعمر والخبرة التقنية، إذ عبّر الأشخاص دون سن الخامسة والستين عن انفتاح أكبر تجاه استخدامها في حياتهم أو في رعاية أسرهم، وكانت النساء أكثر إيجابية من الرجال بهذا الشأن.
كما أبدى المشاركون الذين يتابعون أخبار التكنولوجيا أو المهتمون بتجربة الأجهزة الحديثة استعدادًا أعلى لتبني هذه التقنيات في منازلهم.
أما المطورون، فقد تركزت مخاوفهم حول قضايا السلامة وحماية الخصوصية، معتبرين أن ضمان أمن المعلومات أساس لتوسّع استخدام الروبوتات في المجتمع.
وأوضحت الدراسة أن كلا من المستخدمين والمطورين يرون أن حماية الخصوصية لا تقل أهمية عن كفاءة الروبوت، بل تُعدّ شرطًا أساسيًا لبناء الثقة.
كما أعرب العديد من المشاركين عن رغبتهم في التعاون مع فرق التطوير، للمساهمة في تحسين تصميم الروبوتات المنزلية وجعلها أكثر ملاءمة لاحتياجاتهم اليومية.
وفي ما يخص مشاركة البيانات، أبدى نحو 80% من المستخدمين استعدادهم لمشاركة معلوماتهم الصحية والصوتية مع العاملين في المجال الطبي للأغراض البحثية والعلاجية، بينما تراجعت النسبة إلى ما بين 40 و50% لدى الحديث عن مشاركة هذه المعلومات مع شركات تطوير الروبوتات، ما أبرز أهمية الوضوح والشفافية في جمع البيانات واستخدامها.
أكدت البروفيسور سايوري سوا أن الدراسة تبرز الحاجة إلى "نظام تعاوني متكامل بين المستخدمين والمطورين يستند إلى مبادئ أخلاقية واضحة، لضمان تطوير وتنفيذ روبوتات الرعاية المنزلية بشكل مستدام يخدم الإنسانية".
ويرى الباحثون أن الروبوتات المنزلية للرعاية قد تمثل جزءًا من الحل، شريطة تطويرها ضمن إطار أخلاقي يوازن بين الابتكار وحماية الأفراد.
