حين ترقد التكنولوجيا إلى جانبك: كيف تحسّن الأجهزة الذكية نومك؟
في الماضي، كان صوت المنبّه كافيًا ليوقظك في الوقت الذي تريده، أمّا اليوم فقد باتت الأجهزة الذكية ترافق نومك لحظةً بلحظة، تراقب دوراته، وتخبرك بعدد مرات استيقاظك خلال الليل، وتُحلّل تغيّرات الإضاءة وحرارة الغرفة، وترصد نصيبك من النوم العميق، إلى جانب كمٍّ هائل من الإرشادات التي تهدف إلى تحسين جودة نومك واستقبال الصباح بنشاطٍ وحيوية. لكن، ما أبرز هذه الأجهزة؟ وهل يمكن أن تتحوّل فوائدها أحيانًا إلى ضررٍ غير متوقّع؟
فوائد الأجهزة الذكية في تعزيز جودة نومك
تضمن الأجهزة الذكية بعض الفوائد الفريدة لنومك، مثل:
- تعزيز جودة النوم: توفّر أجهزة تقنية النوم، مثل أجهزة تتبع النوم، والمراتب الذكية، وأجهزة الضوضاء البيضاء، نظرة معمّقة على أنماط نومك، ومِنْ ثمّ تُقدِّم لك توصيات مُخصّصة لتحسين جودة نومك.
- زيادة الوعي بالنوم: أكسبت الأجهزة الذكية الناس فهمًا أعمق لعاداتهم وسلوكياتهم في أثناء النوم، إذ تراقب مدة النوم ودورات حركة العين السريعة، ومدى تغيّر معدّل ضربات القلب، مما يوفّر بيانات واضحة بشأن نومك.
- السيطرة على اضطرابات النوم: للأجهزة الذكية دور رئيس في التعامل مع اضطرابات النوم، مثل الأرق وانقطاع التنفس في أثناء النوم، إذ تساعد على رصد هذه المشكلات في وقتٍ مبكر، ومِنْ ثمّ تلقّي العلاج في وقت مناسب.
أهم الأجهزة الذكية لتحسين جودة النوم
فيما يلي أبرز الأجهزة الذكية التي تساعد على تحسين جودة النوم ومراقبة كل التفاصيل التي تحتاج إليها خلال الليل:
1. أجهزة تتبّع النوم القابلة للارتداء
هي أجهزة أنيقة، تُرتدى على المعصم مشابهة لشكل الساعة الذكية، بأجهزة استشعار متقدّمة، تجمع البيانات حول مراحل النوم المختلفة، بما في ذلك:
- مُدّة النوم: تراقب المُدّة التي لا تكون فيها نشيطًا، فتُسجِّل وقت نومك ليلاً، ووقت حركتك في الصباح.
- جودة النوم: ترصد الأجهزة أيضًا فترات النوم المتقطّع، مما يتيح لك معرفة متى تستيقظ أو تتقلّب خلال الليل.
- مراحل النوم: تتبّع بعض الأجهزة مراحل النوم، وتوقيت انطلاق المنبّه خلال الفترة التي لا تنام فيها عميقًا كما يجب.
- العوامل البيئية: مثل كمية الضوء أو درجة الحرارة في غرفة نومك، فهذه من العوامل المؤثّرة في النوم أيضًا.
بل يمكِن لهذه الأجهزة أيضًا تتبّع معدّل ضربات القلب والحركة، كما بمقدورها تزويد المستخدِم بتعليقات وإرشادات حول عادات نومه، لمساعدته على التمتّع بنومٍ جيد.
كذلك ترتبط هذه الأجهزة بتطبيقات الهاتف الذكي، مما يسهّل دمجها في الروتين اليومي، والاعتماد عليها باستمرار لمراقبة جودة نومك، مما يضمن عيش حياةٍ بصحةٍ أفضل.
2. إضاءة النوم الذكية
تنتظم دورات النوم بناءً على الضوء والظلام، ومن هنا يمكن أن تساعد تقنية الضوء الذكية على النوم بشكلٍ أفضل، إذ توفّر بعض أنواعها إمكانية ضبط لون وكثافة إضاءة غرفة النوم، لتقليد أنماط ضوء النهار الطبيعية.
ومن خلال الاعتماد عليها في تعتيم الأضواء تدريجيًا في المساء، وزيادتها في الصباح، تساعد على انتظام إيقاع الساعة البيولوجية الطبيعية في الجسم، وتنظيم إنتاج الميلاتونين، مما يعزّز دورة النوم الطبيعية، فيكون النوم أسهل مساءً، والاستيقاظ بأفضل نشاطٍ في الصباح.
3. المراتب الذكية
صُمِّمت المراتب الذكية لتتبّع جودة النوم أيضًا، لكن الإضافة هُنا أنّها تراقب درجة حرارة السرير (درجة الحرارة المناسبة الضرورية للنوم الجيد)، وكذلك مدى صلابته بما يلائم راحتك خلال النوم.
بل يمكن لشبكة من أجهزة الاستشعار المدمجة في المرتبة الذكية ضبط مقدار الدعم الذي توفّره المرتبة تلقائيًا، مما يزيد أو يقلل صلابة السرير، بناءً على توزيع وزنك ووضعية نومك.
ويجمع أحد أنواع المراتب الذكية بين أجهزة الاستشعار ومضخات الهواء الصامتة، لملء المرتبة بالهواء أو تفريغها وفقًا لما تفضّله، بما يمنحك خيار تعديل الضغط يدويًا أو تلقائيًا.
ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل بعض المراتب تتمتّع بميزات إضافية، مثل تسخين السرير مسبقًا إلى درجة الحرارة المُفضّلة لديك، وتخصيص الصلابة في كل جانب من جوانب السرير لتناسب تفضيلات النوم المختلفة للزوجين.
الجانب المظلم لاستخدام الأجهزة الذكية
رغم أنّ الاهتمام بجودة النوم أمر جيد، فإنّ بعض الناس أصبح تركيزهم مُنصبًّا على تحقيق الراحة المثالية خلال الليل، وهي ظاهرة أطلق عليها باحثون من كلية راش الطبية وجامعة نورث وسترن اسم "Orthosomnia".
إنها حالة مقابلة لهوس تناول الطعام الصحي، لكن الحديث هُنا عن النوم، ويحدث هذا في المقام الأول بسبب استخدام أجهزة تتبع النوم والأجهزة القابلة للارتداء، خاصةً عند التركيز بصفةٍ مفرطة على روتين النوم.
لكن الأجهزة الذكية بريئة بالطبع من الاستخدام غير الصحيح، إذ جعلت تحسين جودة النوم أسهل من أي وقت مضى، لكن إلى جانب ذلك يجب ألّا نستخدمها بصورة مفرطة في مراقبة النوم، كما أنّها ليست بديلا عن استشارة الطبيب في حالة المعاناة من اضطرابات النوم.
نصائح لتحسين جودة نومك وراحتك
سواءٌ اعتمدت على الأجهزة الذكية في تحسين جودة نومك أم لا، إليك بعض النصائح التي تصلُح في كل وقت لتحسين جودة النوم، وفقًا لـ"Mayo Clinic":
- محاولة النوم والاستيقاظ في موعدٍ ثابت كل يوم.
- تجنّب الكافيين مع اقتراب وقت النوم.
- عدم تناول وجبات كبيرة قبل النوم مباشرةً.
- النوم في غرفة هادئة مظلمة، بدرجة حرارة مناسبة، غير حارّة ولا شديدة البرودة.
- تقليل النظر إلى الشاشات، خاصةً مع اقتراب موعد النوم.
- ممارسة ما يساعد على الاسترخاء، مثل أخذ حمام دافئ، أو قراءة كتاب، أو التنفس العميق.
- تقليل وقت القيلولة خلال النهار خاصةً مع اقتراب دخول الليل.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام خلال النهار، وليس قُرب موعد النوم.
