السند والدفء: كيف يكون الرّجل داعمًا نفسيًا لزوجته في الأزمات
تعصف الأزمات بأي إنسانٍ من وقتٍ لآخر، لكن أن يواجهها منفردًا مختلف تمامًا، بالمقارنة مع وجود من يدعمه، فكيف لو كان الداعم أقرب رفيق، وهو الزوج لزوجته؟
لكن الدعم الذي قد تحتاجه الزوجة أكثر من أي شيءٍ آخر، هو الدعم النفسي أو العاطفي، فهي تبحث عن استماع الرجل إليها أكثر من بحثه عن حلّ للمشكلة، تبحث عن اهتمامه في نظراته وحديثه، تسعى إلى استمداد قوتها منه ومن تشجيعه لها ووقوفه إلى جوارها، لذا كيف يدعم الرجل زوجته نفسيًا في أوقات الأزمات بما يعزِّز الحب بينه وزوجته؟
الدعم العاطفي وأهميّته
الدعم العاطفي هو الأساس الذي يُبقِي الأزواج مترابطين خلال الفترات السعيدة والصعبة في الحياة على حدٍ سواء، وهو القدرة على إظهار التعاطُف والوقوف بقوة إلى جانب الشريك عندما يكون في أمس الحاجة إليك.
وهو مختلف عن المساعدة المادية أو الجسديّة، بل يركِّز الدعم العاطفي على خلق مساحة آمنة، يشعر فيها الزوجان بالتقدير والفهم والأمان.
وبحسب بحث عام 2021 في دورية "Frontiers in Psychology"، فإنَّ الأزواج الذين يقدِّمون الدعم العاطفي والعملي لبعضهم، لديهم قدر أكبر من الرضا والمرونة في أثناء التحدّيات التي يواجهونها.
أهميّة الدعم العاطفي وقت الأزمات في استقرار العلاقة الزوجية
عندما يركِّز الزوجان على دعم بعضهما خلال الأزمات، لا ينمو الحب بينهما فحسب، بل كذلك الثقة والتفاهُم، بما يعزِّز العلاقة بين الزوجين على الأصعدة كافة في نهاية المطاف. فيما يلي بعض النقاط لتوضيح أهمية الدعم العاطفي بين الزوجين وقت الأزمات، حسب موقع "Marriage":
1. تعميق الاتصال العاطفي بين الزوجين
عندما تُظهِر دعمك لزوجتك باستمرار، تشعر وكأنّها تستند إلى جدار صلب، وأنّ هناك من يدعمها حقًا، وهذا يعزز الشعور المشترك بالثقة والأمان العاطفي، بما يجعل الرابطة العاطفية بينكما أعمق، كما يشعر كل منكما بالفهم والتقدير من الطرف الآخر.
2. تعزيز ثقة الزوجة وتقديرها لذاتها
في الأزمات، نحتاج إلى من يذكّرنا بقوتنا وقدراتنا، وعندما تشجِّع زوجتك خلال الأوقات العصيبة، فإنّها تشعر بالقدرة على تحقيق أحلامها والتغلب على العقبات، بل يمكِن أن تكون ثقتك بها حافزًا قويًا لها، لا يساعدها على تجاوز العقبات فحسب، بل أيضًا يعزِّز إحساسها بقِيمة ذاتها.
اقرأ أيضًا:كيف تقدم الدعم لزوجتك التي تعاني "اكتئاب ما بعد الولادة"؟
3. الحد من الخلافات غير الضرورية وسوء التفاهم
ربّما تمر زوجتك بأزمة لا تدري عنها شيئًا، فتجدها سريعة الانفعال على غير العادة، أو تجد أنّ الخلافات بينكما تزداد من دون منطق، لكن إن أدركت أنّها تمرّ بأزمة، فإنّ دعمها، يقلِّل من مشاعر الإهمال والإحباط التي قد تجول بخاطرها، ما يخلق بيئة من الصبر والتعاطف، وهذا يجعل من السهل التعامل مع الخلافات بدون السماح لها بأن تتفاقم، إذ تدرِك الزوجة أنّ زوجها يتفهّم ما تمرُّ به.
كيف يدعم الرجل زوجته نفسيًا في أوقات الأزمات؟
إذا أدركت أهمية الدعم العاطفي لزوجتك في أوقات الأزمات، فلا تتهاون في إظهار مدى دعمك لها بكلّ الطرق الممكنة، وفيما يلي بعض الطرق التي تساعدك على دعم زوجتك نفسيًا خلال الأزمات:
1. الاستماع إليها جيدًا بدون التسرّع في تقديم حلول
الاستماع جيدًا أحد أبسط الطرق وأكثرها قوة لتقديم الدعم لزوجتك، بل في كثيرٍ من الأحيان، لا تحتاج زوجتك إلى نصيحة أو حل، بل تريد فقط أن تشعر بأنّها مسموعة ومفهومة.
لكن ليس الاستماع بأن تكون متجاهلًا لحديثها، بل بأن تمنحها اهتمامك الكامل وتعاطُفك، فعندما تستمع بهذه الطريقة، لا تعالج احتياجاتها العاطفية فحسب، بل تبنِي الثقة وتعزِّزها بينكما أيضًا.
وبدلًا من التسرّع في طرح الحل، أخبر زوجتك: "أنا هُنا لأستمع إليكِ، أخبريني بكلّ شيء"، وحافظ على التواصل البشري، وعكس ما تشعر به بالقول مثلا: "أستطيع أن أتفهم كيف سيكون ذلك محبطًا للغاية".
2. الاحتفال بإنجازاتها مهما كانت صغيرة
تقدير إنجازات الزوجة مهما بدت صغيرة، يعزِّز العلاقة والتواصل بينكما، فالاعتراف بما تفعله، سواء كان ذلك في الأعمال اليومية المُعتادة أو غير ذلك من إنجازات أكبر، يجعلها تشعر بالتقدير، وهذا يُنشِئ جوًا إيجابيًا في العلاقة بينكما، تحتاج إليه الزوجة بشدّة في أوقات الأزمات.
وأبسط مثال على ذلك عندما تطهو زوجتك العشاء أن تقول لها: "شكرًا على العشاء اللذيذ" أو ما أشبه ذلك، وأرفِق ذلك بتصرّف مليء بالمودّة، مثل العناق أو الابتسامة.
3. كُن مصدر تشجيع لها على الدوام
كل إنسان يحتاج إلى من يشجّعه، والزوجة تنتظر التشجيع بشكل دائم من زوجها، فهذا دور لا يحاول الزوج التخلّي عنه البتة، والتشجيع يعني أن تكون داعمًا لها، وأن تُذكِّرها بنقاط قوتها عندما تمرّ بأزمات، فهذا يجعلك أيضًا جزءًا من نموّها الشخصي.
مثلًا يمكنك أن تسألها عن أهدافها أو اهتماماتها، ثُمّ تشجيعها من خلال حضور الأحداث المتعلقة باهتماماتها مثلا، أو تخبرها بمدى ثقتك بها وأنّك موجود بجانبها لمساعدتها على النجاح.
اقرأ أيضًا:استعد للتغيير.. كيف تتأقلم مع مسؤوليات الحياة الزوجية المتغيرة؟
4. لا تتركها تتحمّل المسؤولية وحدها
خلال الأزمات، تكون الزوجة في أمسّ الحاجة إلى من يتحمّل معها العبء، لا أن تشعر أنّها وحيدة أو أنّ كل شيءٍ على كاهلها وحدها، فعندما تشعر بأنّها مثقلة بالأعمال المنزلية أو اتّخاذ القرارات، فقد يؤدي ذلك إلى استيائها، بينما لو ساعدتها في أعمالها أو تحمّلت عنها بعض العبء، سواء في المهمات الصغيرة أو الكبيرة، فهذا سيوفّر لها دعمًا رائعًا في المشكلات التي تواجهها.
5. التحلِّي بالصبر خلال الخلافات
الخلافات طبيعية الحدوث، سواء في أوقات الأزمات أو في غيابها، لكن الأهم هو كيفية التعامل مع الخلافات، خاصةً في أوقات الأزمات.
فتقديم الدعم اللازم لزوجتك، يعني أن تبقى هادئًا وصبورًا، حتى عندما تكون العلاقة متوترة أو يشتعل فيها الخلاف، وبدلا من الرد بشكلٍ دفاعي، حاول أن تفهم وجهة نظر زوجتك بدقّة، ولا تغفل أنّها تمر بأزمة في الوقت الحالي، فهي بحاجةٍ إلى الدعم أكثر من حاجتها إلى شجارٍ جديد.
6. أظهِر التعاطف والحب غير المشروط
حبّك لزوجتك ودعمك لها هو الذي يمكن أن يُحدِث فارقًا كبيرًا، فالأزمة التي تمرّ بها زوجتك مهما كبرت، قد تصغر وتهون مع وقوفك إلى جانبها، لذا استمرّ دائمًا في تذكيرها بأنّها ليست وحيدة.
عبِّر عن حبك لها بانتظام، حتى لو لم تستجب بالطريقة التي تنتظرها، ففي بعض الأحيان، مجرّد معرفة أن شخصًا ما موجود من أجلها بدون قيد أو شرط، يجعلها تشعر بالراحة.
وليس من الضروري أن يكون لديك كل الإجابات أو أن تعرف بالضبط ما ستقوله، لكن الأمر الأكثر أهميّة هو إظهار اهتمامك بها.
