كيف تعبر أول خلاف مع زوجتك دون أن تكسر الود بينكما؟
لا شكّ أنّ تفادي الخلاف بين الزوجين أمر مُستحِيل، كما أن أول خلاف بينهما في بداية الزواج أمرٌ طبيعي، ربّما لاختلاف الطباع أو عدم تأقلم أي منهما مع الآخر بعد، لكن ينبغي أيضًا أن يكون هذا الخلاف وسيلة لتحسين التواصل والتفاهُم، لا أن يُحدِث فجوة أو يُضعِف وثاق الحبّ بينهما.
ورغم ذلك، فإن من الضروري معرفة كيف تتجنّب الخلافات في بداية الزواج؟ وكيف تتعامل معها بطريقةٍ صحيحة تُدِيم الحب والوئام بينك وبين زوجتك؟
أول خلاف بين الزوجين ليس مؤشرًا سلبيًا دائمًا
ربّما يستحيل تفادي وقوع خلاف بين الزوجين، لكن حسب حجم الخلاف وطبيعته، قد تتغيّر العلاقة بينهما، ومن المؤكّد أنّ الخلاف الأول لن يكون الأخير، لكنّه يُعدّ اختبارًا لمعرفة مدى استعدادكما لاستثمار الوقت والصبر، وإيجاد التفاهم في علاقتكما ببعضكما.
وحسب موقع "Psychology today"، فإنّ الأزواج الذين ينجون من أول خلاف، تزيد احتمالية استمرار علاقتهم بمرور الوقت، كما أنّ الأزواج الذين لا يتردّدون أو يخافون التواصل مع بعضهم؛ هم أكثر قابليةً للاعتراف باختلافاتهم والبحث عن أرضية مشتركة للتوصّل إلى حلول وسط، والتي تُعدّ الأساس لاستمرار العلاقة بينهما.
وعلى عكس ذلك، فإنّ لأزواج الذين يخافون من التعبير عن أفكارهم أو معتقداتهم أو خواطرهم، أقل احتمالًا لإقامة علاقات طويلة الأمد، بل في هذه الحالة يمكن أن يكون الخلاف الأول هو الخلاف الأخير!
أسباب الخلافات الأولى بعد الزواج
لا يأتي الخلاف دون سببٍ سابق له، سواء علمه أحد الزوجين أم لا، لذا فيما يلي بعض الأسباب المحتملة للخلافات الأولى بعد الزواج:
1. ضعف التواصل:
بالتأكيد لن يكون التواصل بين زوجين مضى على زواجهما بضعة أشهر، كمن مضى على زواجهما سنوات، ومِنْ ثمّ فإنّ ضعف التواصل أو غيابه قد يكون من أهم أسباب الخلافات بين الزوجين، سواء تمثل في سوء التفاهم أو الفشل في التواصل بطريقة فعّالة، ما يؤدِّي إلى اشتعال الخلاف.
2. المسؤوليات المنزلية:
قد يؤدي تقسيم الأعمال المنزلية إلى وقوع خلاف في بعض الأحيان، خاصةً إذا شعر أحد الزوجين أنّه يفعل أكثر مما يُفترض أن يقوم به، وهذا يحدث غالبًا بسبب عدم مناقشة المسؤوليات المنزلية بوضوح بين الزوجين.
اقرأ أيضًا: كيف تعيد بناء الثقة مع زوجتك بعد النزاعات؟ نصائح لعلاقة أكثر نضجًا واستقرارًا
3. اختلاف الاحتياجات الجنسية:
قد يكون عدم التوافق أو عدم قدرة أحد الزوجين على تلبية الاحتياجات الجنسية للآخر من أسباب الخلاف في بداية الزواج، وعمومًا فإنّ الاحتياجات الجنسية إذا لم تُلبَّى، فقد تؤدِّي إلى إحباط أو استياء أحد الزوجين أو كليهما.
4. المشكلات المالية:
المشكلات المالية من الأسباب المحتملة للخلافات الزوجية، سواء كانت في بداية الزواج أو في أي مرحلة منه، وقد يكون ذلك بسبب الاختلافات في عادات الإنفاق بين الزوجين، إذ لم يتأقلم الطرفان بعدُ مع بعضهما، أو ربّما لاختلاف نظرة كل منهما للأولويات المالية.
نصائح عملية لتجنب المشكلات الزوجية المبكرة
الخلاف أمر حتمي، وربّما لا يمكِن تفاديه، لكن من الضروري أن يخرج الزوجان منه بعلاقة أقوى، وحبّ لا يهتزّ، وهو الهدف الذي يجب أن يحرص عليه الزوجين، وهذه بعض النصائح التي قد تساعد على تجنّب الخلافات الزوجية المبكرة:
1. التعبير بوضوح عن مشاعرك وأفكارك:
أحيانًا، قد تقرِّر الاحتفاظ بشكواك مع نفسك، وألّا تطرحها على زوجتك حاليًا، أو ربّما تفكِّر في طرحها لاحقًا، وعلى أي حالٍ، فإن هذه الشكاوى المتراكمة وغير المعلَنة، قد تتحوّل إلى إعصارٍ، سُرعان ما يعكِّر صفو علاقتك بزوجتك.
لذا من الضروري لك ولزوجتك أن تعبِّرا بشكلٍ مباشر عمّا يزعج أي منكما بحزمٍ وصدق، لكن مع التمهيد بلُطف، مثل قول "أعلم أنّك لا تقصدين إزعاجي"، ثُمّ صِف السلوك الذي ترغب في أن تغيّره زوجتك بتفاصيل واضحة، وعبّر عن المشاعر التي تشعر بها، وأخيرًا؛ اختم بجملة لطيفة كأنّك تترك لها الخيار، مثل: "هل أنتِ على استعداد للموافقة على ذلك؟".
2. لا تلقِ باللوم على زوجتك:
لا تُسرِع في إلقاء اللوم على زوجتك بعد الخلاف، لأنّ رد فعلها حينها لن يكون جيدًا على الأرجح؛ إذ تشعر بالهجوم عليها، ما يجبرها بالرد على اللوم بدلًا من المشكلة.
لذا من الأفضل استخدام عبارات، مثل "أشعر"، التي تحافظ على التركيز على القضية المطروحة، مثل: "أشعر بالإحباط لأنّ العشاء لم يكُن جيدًا البارحة"، فأسلوب التعبير عمّا تشعُر به، يجعل التواصل أفضل، كما أنّ ذلك أفضل للحفاظ على مشاعرك ومشاعر زوجتك، دون التقليل من شأن أي منكما، والأهم أنّ ذلك يجعل حل الخلاف أسهل.
اقرأ أيضًا: لعلاقة مليئة بالحب.. كيف تلبي الاحتياجات العاطفية لزوجتك؟
3. الالتزام بمناقشة خلافٍ واحد في كل مرة:
أحيانًا ينشأ الخلاف على موضوع واحد، وفجأة تجد كثيرًا من المواضيع قد طُرحت، وما دام الأمر قد وصل إلى ذلك، فغالبًا سيضيع النقاش لوضع حد للخلاف في وسط كل هذه الموضوعات غير ذات الصلة، وغير الضرورية أحيانًا.
لذا حاول أن تركز وزوجتك في حل خلافٍ واحد، بدلًا من محاولة حلّ العديد من المشكلات في وقتٍ واحد، فهذا سيجعل فرص حل الخلاف أفضل، وهكذا مع كل خلاف.
4. الحرص على التواصل السليم:
التواصل السليم هو الأساس لأي علاقةٍ ناجحة، التواصل بين الزوجين له ثوابت أساسية، مثل الاستماع باهتمام، والتواصل البصري، وإعطاء زوجتك الانتباه الكامل في أثناء حديثها، وأيضًا الاستجابة بشكلٍ مناسب.
ويتعلّق الأمر بالحفاظ على لهجة الحوار، وكذلك الحفاظ على لغة جسد متفاعلة، بالإضافة إلى استخدام عبارات "أنا"، أو عبارات توحِي بالتعبير عن نفسك، بدلًا من إلقاء اللوم، ولا بأس بالاعتراف عندما تكون مخطئًا بالفعل، فكلّ هذه الأمور أساسية لتحقيق الحب والوئام والتواصل الصحي بين الزوجين.
5. افترض النوايا الحسنة دائمًا:
أيًا كان الفعل الذي أدّى إلى الخلاف، مثل عدم الرد على رسالتك النصية على الفور، أو عدم التزام أمرٍ ما بينك وبين زوجتك، فهل تجد نفسك تنتقل على الفور إلى استنتاجات سلبية في مثل هذه المواقف، وتتصرّف وفقًا لذلك؟
تراجع خطوة إلى الخلف، نعم، من الطبيعي أن تكون هناك افتراضات بشأن سلوك الآخرين، لكن سلْ نفسك أولًا، لماذا تفترض هذا الأمر، خاصةً إذا لم تكُن هناك قرائن أو أدلّة حقيقية عليه، وحاوِل أن تبحث عن تفسيرات إيجابية لسلوك زوجتك، مثل أنّها ربما تكون متعبة أو لم تنتبه، والأفضل من ذلك إذا لم تكُن متأكدًا أن تسألها فحسب.
6. المرونة والبقاء منفتحًا:
المرونة والبقاء منفتحًا أثناء الخلافات يزيد فرص التوصّل إلى حلٍ يرضِي الزوجين، فلا تقتصر على الجانب الخاص بك في الخلاف، لأنّ ذلك يجعلك غير مرنٍ أو غير قادر على فهم مخاوف زوجتك بدقة.
وبدلًًا من ذلك يحتاج كل من الزوجين إلى إلقاء الـ "أنا" جانبًا والبقاء موضوعيين، دون تحيّز أو تفضيل للمكاسب الشخصية على حساب الشريك.
فالمرونة تفتح الباب لمناقشة معقولة وفرصة لفهم أفضل وقبول وجهة نظر زوجتك، وإذا كان الزوجان يتمتّعان بالمرونة والانفتاح اللازمَين، فهما مؤهّلان تمامًا للتعامل مع التحدّيات التي سيواجِهانها في حياتهما، مهما كانت الخلافات التي تحدث أثناء مكابدة أعباء الحياة.
