لعلاقة مليئة بالحب.. كيف تلبي الاحتياجات العاطفية لزوجتك؟
هل سبق أن لمحت نظرة حب تطلّ من عينَي زوجتك، مع بسمة رضا وسعادة على ملامحها، بينما كانت تحادِثك بشأن أمرٍ بسيط، أو تتشارِك معك تفاصيل موقفٍ في يومها أو فكرة ما راودتها فجأة؟ وكأن مجرد مشاركتها لك تلك التفاصيل الصغيرة هو ما يمنحها السعادة؟
ذلك المشهد، الذي قد يبدو عادياً في ظاهره، يعكس في جوهره اتصالاً عاطفيًا عميقًا، ولبنة أساسية في بناء علاقة متينة بين الزوجين، فحاجة الزوجة إلى المحادثة والاستماع إليها من أهم احتياجاتها العاطفية، ولكنه -بالتأكيد- ليس الوحيد، فكيف يمكنك الاهتمام باحتياجات الشريك للوصول إلى علاقة أقوى؟
ما هي الاحتياجات العاطفية؟
قد تختلف الاحتياجات العاطفية من زوجة لأخرى، لكن ثمّة نقاطًا مشتركة لا خلاف حولها، فالاحتياجات العاطفية تشمل الحاجة إلى المودة، والمحادثة، والصدق والانفتاح، وكذلك الالتزام العائلي؛ إذ إن لدى جميع البشر احتياجات عاطفية، وبالتأكيد فإن تلبية هذه الاحتياجات يعزّز الشعور بالرضا والسعادة.
وبشكل عام تتوقع أي زوجة من زوجها أن يلبّي احتياجاتها العاطفية، فإذا كان الواقع غير ذلك، أُصِيبت بخيبة أمل كبيرة، ومع ذلك من الضروري للزوج أن يكون هو أكبر داعم لزوجته عاطفيًا.
أهمية الاهتمام بالاحتياجات العاطفية للشريك في العلاقة
لا تقل تلبية الاحتياجات العاطفية للشريك في العلاقة أهمية عن الاحتياجات الأخرى، بل ربّما كان لها الأولوية في كثيرٍ من الأحيان؛ فعندما تلبّي رغبات زوجتك العاطفية، فإنّها تشعر براحةٍ أكبر في التعبير عن مشاعرها لك.
وحتى عندما يكون هناك خلاف بينكما، فإنّ الخلاف يسهل حله والوصول إلى حل مقبول لكل منكما، ما دامت هناك مراعاة للاحتياجات العاطفية في العلاقة عمومًا.
كذلك عندما يلبّي الزوجان احتياجات بعضهما، فمن المُرجّح أن يقضيا مزيدًا من الوقت معًا، ويتشاركان تفاصيل حياتهما؛ إذ يشعر كلاهما بالتقدير وأنّ مشاعره مهمة بالنسبة للآخر، وغالبًا ما يشهدان مستويات أعلى من الرضا عن العلاقة، حسب دراسة نشرت عام 2014 في دورية "Journal of Sex & Marital Therapy".
كيف تلبي احتياجات الشريك العاطفية؟
هناك استراتيجيات لدعم الاحتياجات العاطفية للشريك، بما يجعلكما أكثر رضًا وسعادة في علاقتكما، ومنها:
1. التحدّث إلى الزوجة:
ربّما يبدو الأمر بسيطًا أو بديهيًا، لكن النساء تحب التحدُّث، وربما تكون الزوجة أشد حبًا عندما يقتطع الزوج جزءًا من وقته للجلوس والحديث معها، فبينما يستخدم الرجال المحادثة أو الحوار لنقل المعلومات إلى الآخرين، فإنّ النساء تستخدم الحوار للتواصل بالدرجة الأولى.
لذا فإنّ تلبية حاجة زوجتك إلى الحديث والحوار ومشاركة جميع التفاصيل حول الموضوع الذي تناقشانه من أهم سبل التعبير عن اهتمامك باحتياجاتها العاطفية؛ وهذا يدلّ على أنّك ترى قيمة في كلامها ورأيها.
ولا شيء يُضعِف العلاقة أسرع من تجاهل الزوجة أو عدم فهم حاجتها للحديث والحوار من وقتٍ لآخر، فهل سبق لك أن رأيت أحد المتزوجين، ممن يبدو زواجهم أقرب لعلاقة مع زميل في السكن، أكثر من كونهما زوجين حقيقيين؛ حيث يكون هناك القليل من التفاعل اللفظي بين الزوجين، وهذا بالطبع ليس قريبًا من دعم الاحتياجات العاطفية للشريك.
وعمومًا ليس من الضروري دائمًا أن تدور محادثاتك مع زوجتك حول موضوعات كبيرة، بل يكفي فقط مجرد الجلوس والاستماع إليها والتحدّث معها، وإظهار امتنانك لوجودها بقُربك ولما تفعله من أجلك.
اقرأ أيضًا:الإهمال العاطفي.. استراتيجيات التغلب على تجاهل زوجتك لمشاعرك
2. إبراز الاهتمام:
الاهتمام ليس مجرد كلمات تلقِيها فحسب، بل نبرة صوت، وعيون تنبض بالحب قبل أن تنطق بكلمة، لكن لإبراز الاهتمام بصورة أكبر، عبّر عن امتنانك لزوجتك بشأن نجاحها في تدبير احتياجات المنزل، أو اهتمامها بنفسها، أو أي شيء تراه جديرًا بالإعجاب والامتنان.
فإنّ التعبير عن تقديرك لها كل يوم، سيُضِيف الكثير إلى العلاقة العاطفية بينكما، ويجعلها تشعر بالتقدير لكونك زوجها.
3. كسر الروتين من وقتٍ لآخر:
لم لا تجرب شيئًا جديدًا مع زوجتك، فالعواطف قد تنقلب إلى مشاعر بالملل أسرع مما تتخيل، خاصةً إذا كانت العلاقة بينكما روتينية صارمة، ولا يعني ذلك أنّ عليك إعادة اختراع العجلة كل يوم، لكن قُم ببعض التعديلات الصغيرة غير المتوقعة في روتينكما كل يوم.
فمثلًا بدلًا من تناول العشاء في الخارج مرة كل أسبوع، يمكِنكما تجربة تناول الغداء في الخارج، أو حجز عطلة في مكان تزورانه أول مرة خلال الصيف أو غير ذلك من أمور، فالهدف هو كسر الروتين، وتجديد شغف الحب واستعادة التواصل العاطفي من جديد.
4. معرفة اهتمام زوجتك وتشجيعها:
إذا كان التواصل العاطفي بينكما جافًا مؤخرًا، فإنّ أسرع ما يمكِن أن يعِيد الحياة إليه هو ترك زوجتك تمارس هوايتها وأنشطتها، لكن ليس هذا فحسب، فقد تسعد جدًا عندما تسألها عن تلك الهوايات أو الأنشطة.
سوف ترى كيف تبتهج زوجتك، عندما تسألها عن هواية لها تتقنها، فليس من الضروري أن تشترك معها في تلك الهواية، بل يكون ذلك شكل من أشكال التعبير عن اهتمامك بها وبما تفعله، ثُمّ دع لها مجال الحديث عن هوايتها والتحديات التي تواجهها، واستمع إليها وتفاعل معها.
5. توفير الإحساس بالأمان:
إنّ الشعُور بالأمان من أهم احتياجات المرأة، سواء كان الأمان عاطفيًا أو جسديًا أو ماليًا، ويأتي الأمان بالدرجة الأولى من معرفتها أنّ زوجها سيعطِي الأولوية لراحتها قبل أي شيءٍ آخر.
ويمكِن تعزيز شعور زوجتك بالأمان من خلال إظهار استعدادك للتضحية من أجل استمرار العلاقة بينكما؛ وأنّها ليست مجرّد خطوة زواج في حياتك، مثل أي شخص يتزوج في سن مُعيّن، بل هي أهم من ذلك، هي فريدة، فيما يجب الانتباه إليها دون أن تطلب منك ذلك، فهذا يظهِر بوضوح أنّها مهمة بالنسبة لك.
اقرأ أيضًا:ما هي مؤشرات الجفاف العاطفي بين الزوجين؟ وما طرق العلاج؟
نصائح للحفاظ على العلاقة العاطفية قوية ومترابطة
تتعمّق العلاقة العاطفية بين الزوجين يومًا تلو الآخر، والخطوات الصغيرة البسيطة كل يوم، سيكون لها أثرها الكبير لاحقًا، بمرور الوقت، لهذا عليكما التواصل العاطفي، بتلبية الاحتياجات العاطفية لكل منكما، وهذه بعض النصائح للحفاظ على تلك العلاقة:
1. التواصل المفتوح:
لا شكّ أنّ الاستماع والتفاهم مع الزوجة، يخلق جوًا ودودًا، لكن عليك أن تبادر أنت أولًا. تحدّث بصراحة عن مشاعرك ومخاوفك وشارك أفكارك، ثُمّ شجعها على فعل الشيء نفسه، فهذا يساعد على تعزيز التفاهم بينكما، ويحافظ على التواصل العاطفي أيضًا.
2. الاستماع النشط:
ليس مجرد السماع دون إعارة زوجتك أي انتباه، بل الاستماع وأنت تُظهِر اهتمامًا حقيقيًا بما تقوله زوجتك؛ إذ ينبغي أن توفّر لها مساحة للتعبير عن نفسها، فهذا يعزّز الثقة بينكما، كما يجعلها تشعر بأنّ مشاعرها مُقدّرة بالنسبة لك.
3. قضاء أوقات ممتعة:
مهما كانت التحديات والمشاغل التي تواجِهك أو تواجِه زوجتك، ينبغي تخصيص وقت ممتع تقضيانه معًا، وليس من الضروري أن يكون نشاطًا كبيرًا، بل يمكن أن يكون نزهة بسيطة أو عشاء هادئ في مطعم فاخر، أو غير ذلك، فهذه الأمور البسيطة، تعزّز التواصل بينكما وتعمّق العلاقة العاطفية، فلا ينفرط عقدها بسهولة.
4. إظهار التعاطف:
إنّ إظهار التعاطف والتفاهم، من خلال الاعتراف بمشاعر زوجتك، والتعبير عن مشاعرك تجاهها، يخلق جوًا مليئًا بالود بينكما؛ إذ يشعر كل منكما بأنّه مسموع وأنّه مُقدّر عند الآخر، وإذا كانت العلاقة بهذه الصورة، فلا شيء يمكِن أن يهزّ العلاقة العاطفية بينك وبين زوجتك.
