أفضل 6 طرق لتقوية العلاقة الزوجية بعد إنجاب الطفل الأول
لا تكاد تمرّ ساعة دون أن تسمع بكاء طفلك، أو هدهدة زوجتك له كي ينام، على أمل أن تنعمان أنتما أيضًا بنوم جيّد، عندما يستجيب الرضيع ويهدأ وتؤتي أفعالكما ثمارها، ولكن هذا غالبًا لا يحدث بسهولة، إذ يظل الصغير مستيقظًا رغم كل المحاولات، ووسط كل ذلك يطرح السؤال نفسه: كيف حال علاقتك مع زوجتك؟
بالتأكيد ليست بالدفء المعهود، وهذا أمر طبيعي، فالمسؤولية جديدة وليست سهلة عليكما، وربّما ضاق الوقت الذي تقضيانه معًا بعيدًا عن الطفل، ورغم ذلك فمن الممكن تقوية العلاقة الزوجية بعد الإنجاب، والحفاظ على الرومانسية بينكما، فكيف تقوِّي علاقتك بزوجتك بعد أول مولود؟
التحديات التي تواجه الزوجين بعد قدوم المولود الأول
بالتأكيد تختلف الحياة اختلافًا جذريًا بعد قدوم الأطفال، عمّا كانت عليه قبل ذلك بين الزوجين؛ إذ فجأة تتغير الأولويات إلى جلب الحفاضات وكل ما يحتاج إليه الطفل، وربّما لا تتمكّن من النوم لساعات طويلة كما اعتدت سابقًا، ولعل أبرز التحديات التي يواجِهها الزوجان بعد قدوم المولود، حسب موقع "Calm":
1. التعب والإرهاق والحرمان من النوم:
كثيرة هي الليالي التي لا ينام فيها الزوجان بسبب الطفل، خاصةً في الأشهر الأولى، ما يُؤدِّي إلى تعبٍ مستمر، ويجعل الأمور أكثر صعوبة.
وعندما يشعر كل من الزوجين بالإنهاك والتعب، فقد يبدآن في الجدال والخصام دون داعٍ، أو ربّما يُفسَّر كلام أحدهما بالنسبة للآخر على أنّه سلبي، أو أنه ليس هناك ما يستدعي الجدال أصلًا، لكنّه التعب الشديد، الذي يجعل كل منهما غير قادر على المواصلة، مما يجعل العلاقة متوترة.
2. انحصار قضاء الأوقات الممتعة معًا:
قبل الأطفال، كان من السهل قضاء الزوجين لبعض الوقت معًا، سواء كان ذلك بالذهاب في نزهة خارج المنزل، أو حتى بقضاء بعض الوقت في البيت، لكن هذه اللحظات قد تبدو مستحيلة بعد قدوم الأطفال؛ إذ يصير الزوجان رهينة بين احتياجات الطفل والأعمال المنزلية والتزامات العمل، ومِنْ ثمّ لا يتوافر سوى وقت قليل للتواصل بينهما، مما قد ينعكس سلبًا على العلاقة.
3. الضغوط والمسؤوليات المالية:
بالتأكيد للحفاضات واحتياجات الأطفال تكلفة، كما أنّ المسؤوليات المالية تتزايد مع نموّ الأطفال، ولذلك تعد الضغوط المالية من أكثر الأسباب الشائعة لتوتر العلاقة بين الزوجين.
اقرأ أيضًا: العلاقة الزوجية في عصر التكنولوجيا: تواصل أذكى أم فجوة أعمق؟
4. اختلاف أنماط التربية بين الزوجين:
لكل من الزوجين أفكاره الخاصة حول تربية الأطفال، وربّما لا يتوافقان مع بعضهما، ومن الطبيعي أن يكون هناك بعض الاختلاف، لكن إذا تُرِك الخلاف حول تربية الأطفال دون حل، فقد يؤدِّي إلى استياء كل من الزوجين من الآخر.
5. تأثر العلاقة الحميمة:
من الطبيعي أن تتأثّر العلاقة الحميمة بالأطفال؛ إذ يستغرق تعافي الزوجة بعد الولادة بعض الوقت، كما أنّها تشعر بالتعب الشديد من رعاية الطفل خاصةً خلال الأشهر الأولى، ما قد يجعل العلاقة الحميمة أقل وتيرة بين الزوجين عمّا كانت عليه قبل ذلك.
كيفية تقوية العلاقة الزوجية بعد الإنجاب
رغم هذه التحدّيات الصعبة التي يواجِهها الزوجان بعد أول مولودٍ، فإنّه من الممكن التغلب على تلك التحديات، وتجديد شرارة الحب بينهما، وفيما يلي نصائح عملية لتجديد الحب بعد الإنجاب:
1. جدولة وقت ممتع معًا:
مهما كان انشغال كل منكما عن الآخر، فلا بُدّ من تخصيص وقت بينكما تستمتعان فيه وحدكما، حتى لو كان ذلك الوقت قليلًا، وحتى لو كان يتم في صورة التحدّث أثناء شُرب القهوة أو الذهاب في نزهة، فأي وقت تقضيانه معًا، يعزِّز التواصل ويستعيد شرارة الحب بينكما، لذا حاول أن تحدد موعدًا منتظمًا مع زوجتك لقضاء بعض الوقت معًا بعد نوم الأطفال، أو في أي وقت يكون مناسبًا لكما.
2. الحفاظ على الحوار المفتوح:
تأتي تربية الأطفال عادةً مع قرارات ومفاجآت لا نهاية لها، لذا فإنّ بقاءك أنت وزوجتك في حالة تفاهم وتنسيق بشأن هذا الأمر، سيساعد على تحسين العلاقة بينكما، لذا تحدّثا معًا بشأن مشاعركما واحتياجاتكما، فكُلّما كان التواصل أكثر، كان سهلًا لتجنّب سوء الفهم وتراكُم المشاعر السلبية، ومن ثم ستصبحان أكثر تعاونًا في تربية الأطفال، وأقل توترًا في علاقتكما معًا.
اقرأ أيضًا: فن تغيير طباع الزوجة: استراتيجيات فعالة لتحسين العلاقة الزوجية
3. الامتنان تجاه الشريك:
تربية الأبناء أمر صعب، ومن السهل التركيز على المشكلات أو التوترات في العلاقة، لذا ينبغي الاعتراف بما يقدمه كل زوج للآخر، وتقدير هذه الجهود، مهما كانت صغيرة، فمثلًا قد يُسهِم شُكر زوجتك على الاهتمام بوقت نوم الأطفال أو ملاحظة كمية الغسيل الإضافية التي قامت بها، على تعزيز الشعور بالتقدير لديها، ما ينعكس إيجابًا على علاقتكما.
4. احتواء الخلافات إذا وقعت:
الخلافات أمر لا مفر منه في جميع العلاقات، لكن كيفية إدارة الخلاف هو ما يميّز أي زوجين عن غيرهم، ففي أثناء الانتقال إلى الأبوة، من الطبيعي أن تكون هناك تغييرات في مفهوم الذات لكل من الزوجين، ما قد يؤدِّي إلى زيادة الخلافات بشكلٍ كبير.
لكن ينبغي على الزوجين أن يكونا هادئين بما يكفي للتفكير والعمل على حل المشكلة بينهما، وتطوير هذه المهارة في أثناء التعامل مع الخلافات، يضمن تفهّم المشكلة وعدم الاستجابة التلقائية للخلاف والشجار.
ومما يساعد على ذلك تطوير إشارة متفق عليها بين الزوجين للاستراحة؛ إذ يستخدم هذه الإشارة أحد الزوجين عندما يشعر بإرهاقٍ عاطفي، وهي استراحة لمدة 20 دقيقة، تسمح للزوجين بالعودة إلى حالة ذهنية أكثر استرخاءً، قبل استئناف المحادثة بينهما.
5. إعداد خطة مالية:
كما ذكرنا سابقًا فإنّ الضغوط المالية يمكِن أن تكون من أبرز أسباب توتر العلاقة بين الزوجين بعد الإنجاب، لذا قد يكون من الضروري إعداد ميزانية جيدة، ومعرفة كيفية إدارة نفقاتك، ولا بأس بحوارٍ مفتوح مع زوجتك بهذا الشأن، خاصةً إذا حدثت نفقات غير متوقعة، فالتخطيط الجيد مسبقًا يقلّل التوتر بشأن الأمور المالية، مما يفسِح المجال لتقوية العلاقة بينك وبين زوجتك.
6. الدعم المتبادل والعمل كفريق:
ربّما كان أحد الزوجين مهملًا في مراعاة الشريك قبل الإنجاب، لكن الآن بعد قدوم أول مولود، فإن الدعم المتبادَل ضروري، وتربية الأبناء شراكة بينكما في نهاية المطاف، كما أنّ الإنجازات التي يحقّقها أي منكما بهذا الشأن تحتفلان بها معًا، لذا يمكِنكما تقاسُم أعباء رعاية الأطفال، على سبيل المثال ما يتعلّق بجدول التغذية إذا كانت الرضاعة الصناعية مسموح بها.
أمّا إذا كبُر الطفل قليلًا، فقد يكون من المفيد إنشاء مخطط زمني للمهام التي تقومان بها، مثل إعداد الوجبات أو توصيل الأطفال إلى المدرسة، حتى يكون كل منكما على دراية بما يفعله جيدًا، وكي يكون الأولاد سببًا لتقوية العلاقة بينكما وإبقاء شرارة الحب متّقدة لا تنطفئ.
