كيف تقدم الدعم لزوجتك التي تعاني "اكتئاب ما بعد الولادة"؟

يُدخِل المولود البهجة على أُسرته، ولكن قد لا تسير الأمور كما يتوقّع الزوجان، فقد تجد زوجتك مكتئبة، تبكي كثيرًا بلا سبب، لا تنام، منهكة في إطعام الطفل الذي لا يكاد يفتر عن البكاء.
قد يكون ذلك طبيعيًّا، خاصةً في البداية بعد الولادة، ولكن قد يرتبط الأمر أيضًا بمعاناة زوجتك -ربّما دون أن تدري- من "اكتئاب ما بعد الولادة"، بما يجعل مزاجها في تقلّب مستمر، ونومها صعبًا، وشهيتها مختلفة عن المُعتاد وغير ذلك من الأمور التي تؤثر فيها وفي أسرتها، فما علامات اكتئاب ما بعد الولادة؟ وكيف تدعم زوجتك وتساعدها على تجاوز هذه المرحلة المؤقتة؟
اكتئاب ما بعد الولادة
"اكتئاب ما بعد الولادة"، نوع من الاكتئاب يحدث بعد الإنجاب، إذ تُعانِي المرأة تقلّبات مزاجية حادة، بالإضافة إلى البكاء المتكرر، والتعب والقلق، كما قد تكون رعاية أطفالها أمرًا شاقًا للغاية.
لماذا تعاني السيدات اكتئاب ما بعد الولادة؟
ربّما لا يُعرَف سبب واضح لـ"اكتئاب ما بعد الولادة"، إلا أن الأمر قد يكون مرتبطًا بمستويات الهرمونات، حيث تزداد مستويات هرمون "الاستروجين" و"البروجستيرون" عشرة أضعاف في أثناء الحمل، وتنخفض بوتيرة كبيرة بعد الولادة؛ إذ تتراجع إلى مستوياتها قبل الولادة إلى 3 أيام من الولادة، حسب "Cleveland Clinic".
علاوة على ذلك، قد تزيد بعض العوامل من خطر الإصابة بـ"اكتئاب ما بعد الولادة"، مثل:
- إذا كان هناك سابقة للإصابة بـ"اكتئاب ما بعد الولادة" للزوجة أو أحد أفراد الأُسرة.
- قلة التواصل الاجتماعي.
- الصراعات الزوجية.
- مضاعفات الحمل، مثل صعوبة الولادة أو الولادة المبكرة.
- إنجاب طفلٍ من ذوي الاحتياجات الخاصة أو طفل يبكي كثيرًا.
علامات اكتئاب ما بعد الولادة

تختلف علامات "اكتئاب ما بعد الولادة" من امرأة لأخرى، لكنها تضمّ بعض العلامات الشائعة، مثل:
- الشعور بالحُزن أو اليأس أو الذنب.
- القلق المفرط.
- فقدان الاهتمام بالهوايات أو الأشياء التي كانت تستمتع بها.
- تغيّرات الشهية أو عدم الأكل.
- فقدان الشغف.
- صعوبة النوم أو الرغبة في النوم طوال الوقت.
- البكاء دون سبب أو بشكلٍ مفرط.
- صعوبة التفكير أو التركيز.
- أفكار الانتحار.
- عدم الاهتمام بالطفل أو الشعور بالقلق بشأنه.
اقرأ أيضًا: فوائد وأضرار العزوبية وهل تسبب الاكتئاب
كيف تدعم زوجتك وتساعدها على تجاوز اكتئاب ما بعد الولادة؟
قد يكون من الصعب احتواء زوجتك حال معاناتها من "اكتئاب ما بعد الولادة"، وقد تظنّ أنّه يجب عليك البقاء بعيدًا والانتظار ريثما تتحسّن مشاعرها وتستعيد عافيتها، لكن الحقيقة أنّها قد تكون بأمس الحاجة إلى دعمك، خاصةً أنّ دعم الزوج يُؤثّر بدرجة كبيرة على سُرعة تعافي الزوجة من هذا النوع من الاكتئاب.
وفيما يلي بعض الطرق التي تساعدك على دعم زوجتك للتغلب على الاكتئاب بعد الولادة:
1. اسألها عمّا تشعر به:
أحد أسهل الأشياء التي يمكنك القيام بها لإظهار الدعم لزوجتك هو سؤالها عما تشعر به، ورغم أنّك قد تعتقد أنّ سؤالها عن حالتها سيزعجها أو يزيد الأمر سوءًا، لكن ذلك لن يحدث غالبًا، بل يُظهِر سؤالك أنّك داعم لها ومهتم بأمرها.
2. اعرض عليها المُساعدة:
من المهم عندما تكون زوجتك مكتئبة بعد الولادة تقديم المُساعدة لها بطرقٍ مُحدّدة، فبدلًا من سؤالها عمّا إذا كانت بحاجة إلى مساعدة أم لا، بادِر بمساعدتها، فعدم اضطرارها إلى أن تطلب المساعدة وسيلة مهمة لإظهار دعمك لها.
ومن طرق تقديم المساعدة التي قد تُبهِج زوجتك وتجعل الاكتئاب أبعد عنها:
- حاول الاعتناء بالطفل ومتابعته، حتى تتمكّن زوجتك من النوم أو أخذ قيلولة.
- احمل الطفل بينما تستحم زوجتك أو تتناول طعامها.
- كُن أول من يعرض تغيير حفاضات الطفل عندما تتسخ.
- كُن أول من يفزع للطفل عندما يبكي.
- نظِّف المطبخ أو غرفة الطفل.
- اشتر مجموعة من الحفاضات أو الحليب الصناعي أو غير ذلك، كُلّما كُنت في المتجر دون الاتصال لمعرفة ما إذا كانت تنفد أم لا.
3. الاستماع بعناية إلى زوجتك:

عندما تنفث زوجتك عن مشاعرها، فقط استمع إليها، حتى لو كرّرت نفس الكلام أو بدا لك أنّ ما تشكو منه أمر هين لا يستدعي كل ذلك، فقط استمع إليها واتركها تعبّر عن مشاعرها، وحاوِرها وتفاعَل معها، وأظهر امتنانك لها، وقدِّم لها دعمًا عاطفيًا مناسبًا، كأن تقول لها بأنّك تقدّر كثيرًا ما تبذله وتتحمّله، وما إلى ذلك.
4. كُن حاضرًا باستمرار:
إذا كان على زوجتك أن تبحث عنك حتى تجدك عندما تحتاج إليك، فهذا قد يزيد الضغط الذي تُعانِيه هي بالفعل، لذا أظهِر أنّك متاح دائمًا من خلال قبول المكالمات الهاتفية في أثناء العمل، أو عدم الانشغال بالتلفاز أو الهاتف الجوّال، أو أي مشتتات أخرى في أثناء وجودك في المنزل، فمجرّد الحضور سيُظهِر وجودك عندما تكون بحاجةٍ إليك دون عناء.
اقرأ أيضًا: كيف تختار أجمل هدية للزوجة بعد الولادة؟ أفكار غير تقليدية مميزة
5. أكثِر من طمأنتها:
ادعمها باستمرار وطمْئِنها وأخبرها بأنّها أم جيدة، وأنّها ستتجاوز هذا الأمر سريعًا، خاصةً إذا كانت تمرّ بوقتٍ سيئ، ولا تظنّ أنّ الوقت غير مناسب، بل قد يكون إظهار الدعم بهذه الطريقة أفضل خيار لتُحسِّن مزاج زوجتك وتخفيف قلقها.
6. لا تقطع نومها:
دعها تنم متى ما احتاجت، فهي بالفعل في أمسّ الحاجة إلى ذلك، فلا تُوقِظه عندما يتصل بها أحد ما، أو لأي شيء آخر يمكنك أن تتعامل معه في أثناء نومها، فالنوم هو أحد أهم الأشياء التي تُساعِد زوجتك على التعافي من الولادة والاكتئاب، وربّما تكون محرومة منه بدرجةٍ كبيرةٍ، خاصةً مع الاكتئاب وفي الفترة الأولى بعد الولادة.
7. المساعدة في إطعام الطفل كُلّما أمكن:
غالبًا ما يكون إطعام المولود الجديد مسؤولية كبيرة على عاتق الأم، حتى لو لم تكُن تُرضِع الطفل، وقد يبدو الأمر وكأنّه وظيفة بدوام كامل، وهذا قد يضع كثيرًا من الضغط على زوجتك، لذا اسألها عن أي شيء يمكنك القيام به لمساعدتها في إطعام طفلكما، وابذل قصارى جهدك لمعاونتها على ذلك لتخفيف العبء عليها وتحسين مزاجها.

ماذا تفعل إذا لم تتحسّن حالة زوجتك النفسية رغم الدعم؟
إذا استمرّ اكتئاب زوجتك أو تفاقَم، فقد تكون هناك حاجة إلى استشارة اختصاصي الرعاية الصحية، لتقديم طرق العلاج المناسب، فبعض حالات "اكتئاب ما بعد الولادة" تحتاج إلى علاج مُخصّص، قد يشمل تناول بعض الأدوية أو جلسات العلاج النفسي أو غير ذلك، لكن في النهاية يساعِد ذلك على تخفيف الاكتئاب وتحسّن نفسية زوجتك.