دراسة تكشف فوائد غير متوقعة لألعاب الواقع الافتراضي الرياضية
كشفت دراسة حديثة من جامعة ولاية ميشيغان أن ألعاب الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR) الرياضية يمكن أن تلعب دورًا مهمًا في تحسين الصحة النفسية وتعزيز الروابط الاجتماعية، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من الشعور بالوحدة أو العزلة.
قاد الدراسة الأستاذان المساعدان "سانغهون كيم" Sanghoon Kim و"سانغشول بارك" Sangchul Park من كلية التربية، ونُشرت نتائجها في مجلة International Journal of Human–Computer Interaction لعام 2025، حيث تناولت تأثير الألعاب الرياضية الافتراضية على الصحة النفسية من منظور اجتماعي وتواصلي.
العلاقة بين الألعاب والشعور بالوحدة
اعتمد الباحثون على استبيان شمل 345 مشاركًا ممن يمارسون ألعابًا رياضية باستخدام تقنيات AR/VR مثل تنس الطاولة، البولينغ، والبلياردو، عبر منصات مثل Wii Sports وHome Sports.
تم تقييم مدى انخراطهم في الألعاب، ومستوى شعورهم بالوحدة، والصحة النفسية العامة، إلى جانب عوامل أخرى مثل التفاعل الاجتماعي والارتباط العاطفي باللعبة.
وأظهرت النتائج أن المشاركين الذين كانوا أكثر انخراطًا في الألعاب سجلوا مستويات أعلى من الصحة النفسية، كما أن الشعور بالحضور الاجتماعي عبر التفاعل مع الآخرين باستخدام الصور الرمزية (Avatars) والتواصل المباشر ساهم بشكل كبير في تحسين الحالة النفسية، خاصة لدى من يعانون من الوحدة.
وأوضح كيم: "عندما يشعر الناس أنهم موجودون مع الآخرين عبر التفاعل الافتراضي، تصبح التجربة أكثر من مجرد لعبة. هذا هو تأثير الحضور الاجتماعي".
كما أظهرت الدراسة أن الألعاب الافتراضية الرياضية توفر بيئة تفاعلية غنية تسمح للمستخدمين بالتعبير عن أنفسهم من خلال الإيماءات والتواصل غير اللفظي، مما يعزز الشعور بالانتماء ويقلل من الحواجز النفسية التي قد يواجهها البعض في الحياة الواقعية.
اقرأ أيضًا: دراسة تكشف سر تغيّر أذواقنا الموسيقية مع التقدّم في العمر
فوائد الألعاب الافتراضية للصحة النفسية
أشارت الدراسة إلى أن ألعاب AR/VR الرياضية قد تُستخدم كجزء من تدخلات علاجية نفسية، خصوصًا لمن يعانون من العزلة أو اضطرابات نفسية. ومع ذلك، حذّر الباحثون من أن هذه الألعاب ليست حلًا شاملًا، إذ أن بعض المستخدمين قد يشعرون بعدم الارتياح في التفاعل الافتراضي، مما يحد من استفادتهم.
كما أن الفوائد النفسية لا ترتبط فقط باللعبة نفسها، بل بكيفية تفاعل المستخدمين داخل البيئة الافتراضية، ومدى قدرتهم على بناء علاقات اجتماعية حقيقية من خلالها. وهذا ما يجعل هذه التقنية واعدة ولكنها تحتاج إلى توجيه وتوعية.
دعا الباحثون إلى ضرورة توعية المستخدمين والممارسين وصناع السياسات حول كيفية استخدام هذه الألعاب بشكل فعّال لدعم الصحة النفسية، مع مراعاة التحديات المحتملة. وأكدوا على أهمية تطوير برامج تدريبية وإرشادية تساعد الأفراد على الاستفادة القصوى من هذه التجارب الافتراضية.
وشارك في إعداد الدراسة أيضًا Jun-Phil Uhm من جامعة إينها وSungsook Ahn من جامعة تشيونغجو، حيث أضافوا رؤى من تجارب آسيوية في استخدام الألعاب الافتراضية في السياقات التعليمية والعلاجية.
