Rezum وUroLift... هل تُنهي عصر الأدوية والجراحة في علاج تضخم البروستاتا؟
قليلًا ما يسلم رجلٌ من تضخم البروستاتا مع التقدُّم في العُمر، وربّما تكون الأدوية طريقة سهلة لتخفيف الأعراض المزعجة لتضخم البروستاتا، خاصةً فيما يتعلّق بمشكلات التبول، لكن هذه الأدوية قد تُؤثِّر في الوظيفة الجنسية، كما أنّها غالبًا ما تحمل آثارًا جانبية غير سارّة بالمرة.
فهل حان الوقت للتفكير في بدائل الأدوية لعلاج تضخم البروستاتا؟ وهل جراحة استئصال البروستاتا تمثل حلًا؟ أم أنّ هناك وسائل أقل تدخلًا وأكثر نجاعة تحافظ على الوظيفة الجنسية؟ وهل تعد تقنية Rezum وUroLift بديلًا آمنًا؟
في السطور التالية نتناول تقنية الريزوم وUroLift، بينما نعرض جانبًا من مزايا وعيوب كل من التقنيتَين، وكيف يمكنهما علاج تضخم البروستاتا بآثارٍ جانبية محدودة.
متى يفكر الرجل في بدائل الأدوية لعلاج تضخم البروستاتا؟
الأدوية سهلة التناول، لكن لكل دواءٍ أثره الجانبي، الذي قد يزعجك من وقتٍ لآخر، فمثلًا من أنواع الأدوية الرئيسة الموصوفة لعلاج تضخم البروستاتا:
- حاصرات ألفا: تعالج الأعراض عبر إرخاء عضلات المثانة، لتسهيل تدفق البول، لكن من آثاره الجانبية، الدوخة أو الإغماء أو انخفاض ضغط الدم، بالإضافة إلى الضعف الجنسي.
- مثبطّات إنزيم 5-ألفا ريدكتاز: تُستخدَم لتقليص حجم البروستاتا عبر منع تحوّل هرمون التستوستيرون إلى ديهيدروتستوستيرون، لكن هناك حاجة إلى استخدامها لفترة طويلة لرؤية النتائج، كما أنّها قد تسبّب ضعف الرغبة الجنسية أو الضعف الجنسي.
ولكن هل يعني ذلك أنّ البديل حتمًا لتلك الأدوية هو التدخلٍ الجراحي المباشر كاستئصال البروستاتا؟
كلّا، فهناك إجراءات يمكنها الحد من التدخل الجراحي، مثل تقنية Rezum وكذلك UroLift، التي تعالِج تضخم البروستاتا دون أن تمسّ الوظيفة الجنسية للرجل.
ما هي تقنية Rezūm وكيف تعمل لعلاج الرجال؟
هي تقنية لعلاج تضخم البروستاتا الحميد؛ تعتمد على استخدام بخار الماء لتقليص المناطق المتضخمة في البروستاتا، كما لا تتطلّب أي شقوق جراحية أو غُرز؛ إذ تمر الأداة المستخدَمة عبر مجرى البول.
وخلال العملية، يُطلَق بخار المُعقّم في جميع أنحاء أنسجة البروستاتا المستهدفة، وعندما يلامس البخار تلك الأنسجة، تُطلَق كل الطاقة المخزنة في الأنسجة.
ومع مرور الوقت، يستجيب الجسم بآلية الشفاء الطبيعية، فيمتص النسيج الذي خضع للعلاج، ما يؤدِّي إلى تقليص البروستاتا، ومِنْ ثمّ ينفتح مجرى البول، ما يقلِّل أعراض تضخم البروستاتا.
وعادةً ما يبدأ معظم المرضى في الشعور بتحسّن الأعراض في غضون أسبوعين فقط، ونحو 3 أشهر للحصول على أقصى فائدة من العلاج بتقنية الريزوم، وإن كانت الاستجابة قد تختلف من شخصٍ لآخر بالطبع.
كم تستغرق عملية الريزوم لتضخم البروستاتا؟
حسب "Cleveland Clinic"، يستغرق العلاج بالريزوم حوالي 30 دقيقة، وتستغرق كل جلسة علاجية منفردة نحو 10 ثوانٍ، وخلال العملية قد يتلقّى المريض 15 جلسة علاجية بالريزوم.
اقرأ أيضًا:دراسة حديثة : "ساو بالميتو" لا يعالج تضخم البروستاتا كما يُروّج له
مميزات وفوائد تقنية Rezum لتضخم البروستاتا
تُعدّ تقنية الريزوم من بدائل الأدوية في علاج تضخم البروستاتا للرجال، وهذه ليست الميزة الوحيدة لها، إذ تضمّ مزاياها على التفصيل:
1. إمكانية التوقف عن تناول الأدوية:
بالتأكيد لا ترغب في الاستمرار في تناول الأدوية، سواء كانت أدوية البروستاتا أو غيرها، فكلّ دواءٍ له آثاره الجانبية إلى جانب فوائده العلاجية.
وتُعدّ تقنية الريزوم خيار مناسب، طفيف التدخل الجراحي، لعلاج تضخم البروستاتا والاستغناء عن تناول الأدوية، إن أوصى الطبيب بذلك.
2. عدم الحاجة إلى تخديرٍ كُلّي:
الريزوم ليست عملية جراحية بالمعنى المعروف، وإنَّما إجراء طفيف التوغل، فليس هناك شقوق جراحية، كما لا تحتاج إلى الانتظار لساعات طويلة في المستشفى، وبالطبع لست بحاجةٍ إلى الخضوع لتخديرٍ كُلِّي لجسمك، بل تُجرَى العملية تحت تأثير التخدير الموضعي، كما لا تحتاج إلى البقاء في المستشفى بعد العملية.
3. الحفاظ على الوظيفة الجنسية للرجل:
الهدف من أي إجراءٍ علاجي هو الحصول على أفضل نتيجة ممكنة، مع أقل حدٍ ممكن من الآثار السلبية، ومعظم العمليات الجراحية لتضخم البروستاتا، مثل استئصال البروستاتا عبر مجرى البول "TURP"، لها آثار جانبية محتملة، بما قد يزيد خطر الإصابة بضعف الانتصاب أو مشكلات القذف، ولكن إجراء الريزوم يخلو من مثل هذه الآثار الجانبية، بما يجعله خيارًا أفضل للرجال لعلاج تضخم البروستاتا.
4. الحصول على نتائج تدوم طويلًا:
تقنية الريزوم من الإجراءات ذات نسب النجاح المرتفعة؛ فأقلّ من 5% من الأشخاص يحتاجون إلى إجراءات أو عمليات جراحية إضافية في غضون 5 سنوات بعد العملية، حسب "Cleveland Clinic"، ونحو 10% فقط من الأشخاص قد يحتاجون إلى تناول أدوية البروستاتا خلال السنوات الخمس التي تلي هذا الإجراء.
اقرأ أيضًا:أعراض تضخم البروستاتا البسيط عند الرجال وأحدث طرق العلاج
الآثار الجانبية لعملية الريزوم لتضخم البروستاتا
رغم المزايا الفريدة لعملية Rezum للبروستاتا، إلا أن هناك بعض الآثار الجانبية المحتملة، مثل:
- إحساس مؤقّت بالحرقان واللسع في أثناء التبوّل، وهذا قد يستمر 5 - 7 أيام.
- نزيف مؤقّت في البول، قد يستمر 5 - 7 أيام.
- ألم مؤقّت أو انزعاج في منطقة الحوض.
- عدوى في الجهاز البولي، ويمكِن علاجها بالمضادات الحيوية المناسبة.
متى لا تكون عملية الريزوم مناسبة؟
لا تُعدّ عملية الريزوم مناسبة لعلاج تضخم البروستاتا في حالة:
- مضاعفات مشكلات الكلى.
- بروستاتا شديدة التضخم "تزِن أكثر من 80 جرامًا".
- وجود غرسة في الإحليل.
ما هي تقنية UroLift وفوائدها للرجال؟
تقنية UroLift أيضًا محدودة التدخل الجراحي، وتساعد على تخفيف أعراض تضخم البروستاتا الطفيف إلى المتوسط؛ إذ تعتمد على استخدام غرسات لرفع أنسجة البروستاتا المتضخمة، وإبعادها عن مجرى البول، مما يفتح قناة مجرى البول لتخفيف أعراض تضخم البروستاتا.
ولا يتطلّب هذا الإجراء أي تدخلٍ جراحي أو قطع أو إزالة للأنسجة، بل يمكِن إجراؤه تحت تأثير التخدير الموضعي.
كما أنّها تحمل مزايا تقنية الريزوم؛ إذ تحافظ على الوظيفة الجنسية، فلا تُسبِّب مضاعفات تتعلّق بضعف الانتصاب أو مشكلات القذف، كما يمكِن للمريض العودة إلى المنزل في نفس اليوم بعد الإجراء.
نسبة نجاح تقنية UroLift لتضخم البروستاتا
حقّقت تقنية UroLift نسب نجاح مرتفعة؛ إذ لا تتجاوز نسبة الرجال الذين يحتاجون إلى إعادة العلاج 2 - 3% سنويًا.
كما أنّ أقل من 14% من الرجال قد يحتاجون إلى علاجٍ إضافي بعد خمس سنوات من إجراء عملية UroLift.
اقرأ أيضًا:هل تعرف "البلميط المنشاري"؟.. وما هو دوره في القضاء على تضخم البروستاتا؟
متى لا تكون عملية UroLift مناسبة؟
قد لا يكون هذا الإجراء مناسبًا في بعض الحالات، والتي منها على سبيل المثال:
- البروستاتا شديدة التضخّم.
- قناة مجرى البول طويلة.
- مشكلات احتباس البول.
فقد لا يتمكّن الطبيب من إجراء العملية في وجود هذه المشكلات، كما أنّ هناك خطر لعودة الأعراض والحاجة إلى إعادة العلاج مرة أخرى.
مقارنة بين Rezūm وUroLift من حيث الفعالية والآثار الجانبية
كلا الإجراءين فعّال، كما يحقّقان نسب نجاحٍ مرتفعة، ولا يتطلّبان تدخلًا جراحيًا كبيرًا أو بقاءً المريض في المستشفى لفترة طويلة، ومع ذلك فأحدهما يتفوّق على الآخر في بعض الجوانب بالتأكيد، وفيما يلي مقارنة بين تقنية الريزوم وUrolift:
- الحفاظ على الوظيفة الجنسية:
هُنا تكمن أهم مزايا الريزوم وUroLift؛ إذ لم يتم الإبلاغ عن أي حالات جديدة لضعف الانتصاب بعد أي من الإجراءَين.
وهذه النتائج جيدة، بالمقارنةً مع عملية استئصال البروستاتا عبر قناة مجرى البول، التي قد تُسهِم في حدوث مشكلات، مثل ضعف الانتصاب أو مشكلات القذف.
- الآثار الجانبية:
كلٌ من الإجراءَين له آثار جانبية طفيفة، والتي منها على سبيل المثال:
- تكرار الحاجة إلى التبوّل.
- نزول دم في البول.
- ألم أو انزعاج في أثناء التبوّل.
- عدوى الجهاز البولي.
- الفعالية:
إنّ مؤشّر نجاح هذه الإجراءات هو تحسّن تدفّق البول وتخفيف أعراض تضخم البروستاتا، وهذا يمكن معرفته بسهولة من خلال قياس معدلات تدفق البول قبل وبعد الإجراء.
وقد أكّدت دراسة "L.I.F.T" المنشورة عام 2017 في "المجلة الكندية لجراحة المسالك البولية"، أنّ تقنية UroLift، تُحسِّن معدّلات التدفق بنسبة 44%، ودرجات أعراض تضخم البروستاتا الحميد بنحو 50%، بالإضافة إلى تحسّن جودة الحياة عمومًا.
أمّا عن تقنية ريزوم، فقد نُشِرت بيانات مدتها 3 سنوات في عام 2018 في دورية "Urology"، كاشفة عن تحسينات مماثلة لتقنية Urolift في معدلات تدفق البول ودرجات الأعراض.
