دراسة جديدة: النساء يجنين فوائد الرياضة أكثر من الرجال
كشفت دراسة حديثة عن نتائج مثيرة تشير إلى أن النساء قد يجنين فوائد صحية أكبر من ممارسة التمارين الرياضية مقارنة بالرجال، حتى عند مستويات نشاط أقل.
الدراسة التي نُشرت في Journal of the American College of Cardiology تابعت أكثر من 412 ألف شخص على مدار عقدين، لتسلط الضوء على الفوارق بين الجنسين في الاستجابة للرياضة.
شملت العينة أشخاصًا لا يعانون من مشكلات صحية كبيرة، وتمت متابعتهم بين عامي 1997 و2017، حيث سُجلت حوالي 40 ألف حالة وفاة بنهاية عام 2019، بينها أكثر من 11 ألف بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية.
عند تحليل مستويات النشاط المبلغ عنها ذاتيًا، ظهرت فروقات واضحة: النساء اللواتي مارسن نحو 140 دقيقة من التمارين المعتدلة أسبوعيًا انخفضت لديهن مخاطر الوفاة المبكرة بنسبة 18%، بينما احتاج الرجال إلى 300 دقيقة أسبوعيًا تقريبًا لتحقيق الفائدة ذاتها.
اقرأ أيضًا: دراسة تكشف تأثير الحمية الصحية على قدرات كبار السن المعرفية
وعند رفع مستوى النشاط إلى 300 دقيقة أسبوعيًا، انخفض خطر الوفاة المبكرة لدى النساء بنسبة 24% مقارنة بالنساء غير النشطات، في حين كانت الفوائد عند الرجال أقل. كما أظهرت تمارين القوة نفس النمط: جلسة واحدة أسبوعيًا من رفع الأثقال لدى النساء منحت الفائدة نفسها التي لم يحققها الرجال إلا بعد ثلاث جلسات.
قال الدكتور هونغوي جي من المستشفى التابع لجامعة تشينغداو، وأحد المشاركين في الدراسة: "نتائجنا لا تعني أن على النساء ممارسة تمارين أقل، بل إنها رسالة مشجعة للنساء اللواتي يجدن صعوبة في بلوغ التوصيات الرسمية. حتى النشاط المحدود يمكن أن يوفر لهن فوائد كبيرة في طول العمر وصحة القلب."
عوامل تؤثر على ممارسة النساء للتساط البدني
تثير هذه الأرقام تساؤلات حول الأسباب الكامنة وراء استفادة النساء بشكل أكبر من النشاط البدني. ويرجح خبراء أن تكون العوامل البيولوجية والهرمونية سببًا رئيسيًا، إذ قد تساعد بنية النساء العضلية والدهون المختلفة عن الرجال في تعزيز استجابة الجسم للنشاط. كما يُعتقد أن للهرمونات الأنثوية دورًا في تحسين التمثيل الغذائي للقلب والأوعية، إضافة إلى أنماط حياة مختلفة تؤثر في التوازن الصحي العام.
اقرأ أيضًا:دراسة تكشف أثر التمارين الافتراضية على الصحة النفسية
تشير هذه النتائج إلى أن السياسات الصحية ينبغي أن تراعي الفوارق بين الجنسين في الاستفادة من النشاط البدني، بما يوفر رسائل أكثر دقة تشجع النساء على ممارسة الرياضة حتى لو بجرعات أقل من الموصى بها رسميًا. وفي المقابل، يظل النشاط البدني عنصرًا أساسيًا لحماية الصحة لدى الجنسين، إذ أثبتت التمارين أنها تقلل من مخاطر الأمراض المزمنة وتعزز جودة الحياة.
تؤكد الدراسة أن ممارسة الرياضة ليست خيارًا ترفيهيًا، بل وسيلة فعالة لإطالة العمر وتحسين الصحة، مع فارق أن النساء قد يحصدن ثمارها بشكل أسرع وأكثر وضوحًا. ومع ذلك، يوصي الخبراء الرجال والنساء معًا بجعل التمارين عادة يومية، مهما كان حجمها، لضمان الوقاية من أمراض القلب وتعزيز فرص الحياة الصحية طويلة الأمد.
