دراسة تكشف تأثير الحمية الصحية على قدرات كبار السن المعرفية
كشفت دراسة تحليلية نُشرت في مجلة Geriatric Nursing، عن ارتباط وثيق بين جودة النظام الغذائي والحفاظ على القدرات المعرفية لدى كبار السن.
وأجرى الباحثون تحليلاً شاملاً لـ15 دراسة مستقلة، شملت أكثر من 62,500 مشارك تجاوزوا عمر الستين، وتوصلوا إلى أن من يتبعون أنماطاً غذائية صحية تقل لديهم احتمالية الإصابة باضطرابات إدراكية بنسبة 40% مقارنة بغيرهم.
وأكدت النتائج أن الأنماط الغذائية مثل الحمية المتوسطية وحمية MIND، التي تعتمد على الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة والبقوليات والأسماك والمكسرات، تسهم في دعم صحة الدماغ وتعزيز الذاكرة والانتباه، ما يجعلها وسيلة وقائية مهمة في مواجهة آثار التقدم في العمر.
التغيرات الإدراكية مع الشيخوخة ودور التغذية
يتعرض الإنسان مع التقدم في العمر إلى تغيرات طبيعية في قدراته الذهنية، مثل تباطؤ سرعة المعالجة الذهنية، وتراجع الذاكرة قصيرة المدى، وضعف القدرة على أداء مهام متعددة.
لكن بعض الحالات تتطور إلى اضطرابات معرفية واضحة، تشمل ضعف التركيز واللغة والقدرة على اتخاذ القرارات، وهي غالباً مرتبطة بأمراض مثل ألزهايمر أو قصور الدورة الدموية الدماغية.
الدراسة أوضحت أن التغذية السليمة لا تقل أهمية عن النشاط البدني أو التحفيز العقلي في تقليل هذه المخاطر، حيث تساهم المكونات الغذائية الغنية بمضادات الأكسدة والأحماض الدهنية الصحية في تعزيز وظائف الخلايا العصبية، وحماية الدماغ من التلف التدريجي.
هذه النتائج تسلط الضوء على أهمية اتباع نمط غذائي متوازن، كأداة عملية للحفاظ على الصحة الإدراكية في مرحلة الشيخوخة.
توصيات علمية للحفاظ على القدرات العقلية
خلص الباحثون بقيادة هاوتينغ بي (Haoting Pei)، إلى ضرورة تشجيع كبار السن على اتباع أنظمة غذائية متوازنة، تشمل الخضروات والفواكه الطازجة والبقوليات والأسماك بشكل يومي، مع تقليل تناول اللحوم الحمراء والحلويات المصنعة والأطعمة المقلية.
اقرأ أيضاً هل التمارين الرياضية وحدها كافية؟ دراسة جديدة تكشف دور النظام الغذائي في تفشي السمنة
وأشاروا إلى أن تأثير بعض الأطعمة مثل منتجات الألبان ما زال مثار نقاش علمي، ويحتاج إلى المزيد من الأبحاث المتعمقة، كما شددوا على أن نتائج المراجعة لا تثبت سببية مطلقة، لكنها تقدم مؤشرات قوية على أن النظام الغذائي الصحي يلعب دوراً محورياً في الحفاظ على القدرات الإدراكية، وتقليل احتمالية التدهور المعرفي.
هذه التوصيات تفتح المجال أمام صانعي السياسات الصحية لوضع برامج توعية وتثقيف غذائي تستهدف كبار السن، بما يعزز من جودة الحياة ويدعم استقلاليتهم الإدراكية في مراحل متقدمة من العمر.
