دراسة: نظام غذائي صحي للأمعاء قد يبطئ تطور سرطان البروستاتا بنسبة 42%

أظهرت دراسة بريطانية حديثة أن اتباع نظام غذائي صحي للأمعاء، يتضمن أطعمة غنية بالمغذيات مثل البروكلي، والتوت البري، والشاي الأخضر، بالإضافة إلى مكملات البروبيوتيك، قد يسهم في إبطاء تطور سرطان البروستاتا، مما قد يساعد المرضى على تجنب العلاجات الجذرية مثل الجراحة أو العلاج الإشعاعي.
وشملت الدراسة، التي أجريت على 212 رجلًا مصابًا بسرطان البروستاتا منخفض الخطورة، مراقبة تأثير تعديل النظام الغذائي على معدل تطور المرض. ووجد الباحثون أن المرضى الذين تناولوا هذه الأغذية والمكملات شهدوا تباطؤًا في نمو السرطان بنسبة تصل إلى 42% مقارنة بالفترة التي سبقت التجربة.
نتائج مشجعة لمرضى سرطان البروستاتا
تم تشخيص جميع المشاركين في الدراسة بسرطان البروستاتا منخفض الخطورة، حيث كانوا يخضعون لبرنامج "المراقبة النشطة"، وهو نهج علاجي يعتمد على المراقبة المستمرة للمرض وتأجيل العلاجات الجذرية حتى ظهور مؤشرات على تفاقم المرض.
في بداية الدراسة، كان العديد من المرضى يخططون للخضوع لعلاجات أكثر جذرية بسبب علامات تدل على تفاقم المرض. ولكن بعد أربعة أشهر فقط من اتباع هذا النظام الغذائي، أظهرت النتائج تحسنًا ملحوظًا لدى معظمهم، مما دفعهم إلى الاستمرار في المراقبة النشطة بدلًا من اللجوء إلى الجراحة أو العلاج الإشعاعي.
اقرأ أيضًا: تحذير.. منتج لترطيب الشعر يخفي خطرًا قد يسبب السرطان
دور المكملات الغذائية في إبطاء المرض
أعطيت للمشاركين مكملات غذائية غنية بالمركبات النباتية، مثل الكركم، والرمان، والزنجبيل، والشاي الأخضر، إلى جانب مكملات البروبيوتيك التي تحتوي على بكتيريا Lactobacillus وألياف Inulin وفيتامين D.
ووجد الباحثون أن المرضى الذين تناولوا المكملات النباتية فقط شهدوا تباطؤًا بنسبة 28% في معدل تقدم المرض، بينما الذين تناولوا المكملات النباتية مع البروبيوتيك شهدوا تباطؤًا بنسبة 42%. كما أظهرت فحوصات الرنين المغناطيسي أن المرض قد تقلص لدى خمسة مرضى، بينما ظل مستقرًا لدى 92% من المشاركين.
تأثير النظام الغذائي على صحة الأمعاء والسرطان
يرى الباحثون أن هذه النتائج تعود إلى التأثير المضاد للأكسدة والمضاد للالتهابات الذي توفره المركبات النباتية، والتي تساعد في تقليل تلف الحمض النووي وتعزيز صحة الجهاز الهضمي، مما يمنع انتشار السموم المسببة للسرطان في الجسم. كما تساهم البروبيوتيك في تحسين امتصاص هذه المركبات وتعزيز توازن البكتيريا النافعة في الأمعاء، ما قد يكون مفتاحًا لدعم الجهاز المناعي ضد السرطان.
اقرأ أيضًا:اكتشاف تقنية ثورية تستطيع تحويل الخلايا السرطانية إلى طبيعية
مستقبل العلاج الغذائي لسرطان البروستاتا
علق الدكتور كوستاس تسيلديس، الخبير في علم الأوبئة والوقاية من السرطان في إمبريال كوليدج لندن، على الدراسة قائلًا: "هذه النتائج تدعم الفكرة القائلة بأن التعديلات الغذائية، بما في ذلك إدخال مركبات نباتية وبروبيوتيك، يمكن أن تحسن نتائج مرضى السرطان. ومع ذلك، هناك حاجة لمزيد من الدراسات الموسعة لمتابعة تأثير هذه التعديلات على المدى الطويل".
من جانبه، شدد البروفسور روبرت توماس، أحد مؤلفي الدراسة، على أن هذه التعديلات الغذائية ليست بديلًا عن العلاج الطبي التقليدي، بل مكمل له، مؤكدًا أن هذه النتائج قد تمنح الرجال الذين يخضعون للمراقبة النشطة ثقة أكبر في قدرتهم على السيطرة على المرض عبر خيارات غذائية صحية.