المؤشر الصامت الذي يكشف صحة قلبك: لماذا تحليل Lp(a) ضروري للرجال؟
تتسلّل أمراض القلب إلى الجسم ببطء، وقد تظهر آثارها فجأة في صورة نوبة قلبية أو سكتة دماغية، لكن ثمّة اختبارات قد تساعد على التنبؤ بمدى احتمالية الإصابة بأمراض القلب لاحقًا، مثل تحليل البروتين الدهني Lp(a) للرجال.
وحسب مراجعة علمية نشرتها ScienceDirect عام 2023، يُقدَّر أنّ 20 - 30% من الأشخاص حول العالم لديهم مستويات مرتفعة من هذا البروتين الدهني، ما يُنذِر بالإصابة بأمراض القلب، فما القِيم الطبيعية والمرتفعة لهذا التحليل؟ وهل يمكِن خفض مستويات هذا البروتين الدهني إن كان مرتفعًا؟
ما هو فحص (Lp(a ولماذا يعد مهمًا لصحة قلب الرجل؟
Lp(a) هو بروتين دهني منخفض الكثافة، ينقل الكوليسترول في الدم، ويُستخدَم تحليل البروتين الدهني Lp(a) للرجال في قياس مستويات هذا البروتين، الذي تدلّ زيادة مستوياته على ارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب، وذلك حتى قبل ظهور أعراض المرض.
وحسب بحث نشر عام 2022 في دورية "European Heart Journal Supplements"، فإنّ ارتفاع مستويات البروتين الدهني Lp(a) يمكِن أن يتسبّب في تكوين لويحات من الكوليسترول الضار على جدران الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى تضيق أو انسداد الأوعية الدموية وتصلّب الشرايين، مما يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية.
متى تحتاج إلى تحليل البروتين الدهني Lp(a)؟
قد تحتاج إلى التحقق من مستويات البروتين الدهني Lp(a) في حالة وجود عوامل أخرى قد تجعلك أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب، وذلك مثل:
- تاريخ عائلي بالإصابة بأمراض القلب.
- ارتفاع الكوليسترول العائلي؛ إذ إن أكثر من 30% من المصابِين بهذا الاضطراب، لديهم نسبة عالية أيضًا من البروتين الدهني Lp (a)، حسب "Cleveland Clinic".
- ارتفاع مستويات الكوليسترول الضار في تحليل الدهون الأخير.
- تاريخ سابق أو تاريخ عائلي بمرض الشريان التاجي المبكر.
- تكرّر المضاعفات القلبية الخطيرة، مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية، رغم التعامل العلاجي مع عوامل الخطر.
- إذا كان أحد أفراد عائلتك يعاني ارتفاع مستوى البروتين الدهني Lp(a).
القيم الطبيعية والمرتفعة في تحليل البروتين الدهني Lp(a) للرجال
حسب الكلية الأمريكية لأمراض القلب، قد تختلف القيم الطبيعية والمرتفعة لتحليل البروتين الدهني Lp(a) للرجال، وذلك اعتمادًا على عوامل الخطر والظروف الصحية الإضافية للشخص.
وعمومًا تشمل القِيم بدلالتها، حسب الجمعية الأوروبية لتصلب الشرايين "EAS":
ومع ذلك تدلّ بعض الإرشادات على أنّ مستوى البروتين الدهني Lp(a)، إذا كان أقل من 50 مجم/ديسيلتر، فقد تكون هناك خطورة عالية للإصابة أيضًا، فمثلًا دلّت دراسة نشرت عام 2019 في دورية "Journal of Clinical Lipidology"، أنّ:
- خطر الإصابة بالنوبات القلبية وأمراض القلب التاجية يعد متزايدًا، لدى من كانت مستويات البروتين الدهني Lp(a) لديهم أعلى من 30 مجم/ديسيلتر.
- خطر الإصابة بالسكتة الدماغية يعد متزايدًا لمن كانت لديهم مستويات البروتين الدهني Lp(a) أعلى من 50 مجم/ديسيلتر.
من ناحيةٍ أخرى، فإنّ بعض الأشخاص، قد تكون لديهم مستويات منخفضة جدًا من البروتين الدهني Lp(a) لدرجة أنّها غير قابلة للكشف بالفحوصات، وتُعدّ مستويات صحية.
اقرأ أيضًا:دراسة: الدهون الحشوية تعجل شيخوخة القلب
ماذا تعني القِيمة المرتفعة لتحليل البروتين الدهني Lp(a) للرجال؟
تعني القيمة المرتفعة لهذا التحليل، بأنّ المرء أكثر عُرضةً للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، حتى لو كانت معظم أرقام الكوليسترول طبيعية، حسب "Cleveland Clinic".
كما ربط الباحثون بين ارتفاع مستويات البروتين الدهني Lp(a) وزيادة خطر الإصابة بأي من المشكلات الآتية:
- مرض القلب.
- النوبة القلبية.
- قصور القلب.
- مرض الشرايين الطرفية.
- ضيق الصمام الأورطي.
- السكتة الدماغية.
- مرض الشريان التاجي.
لكن لا تقتصر زيادة مستويات البروتين الدهني Lp(a) على مشكلات القلب فحسب، بل قد يصحب أيضًا مشكلات صحية أخرى، مثل:
- خمول الغدة الدرقية.
- مرض الكلى.
- المتلازمة الكلوية.
- نقص الاستروجين عند السيدات.
علاقة Lp(a) بارتفاع الكوليسترول وأمراض الشرايين
يرتبط ارتفاع مستويات البروتين الدهني Lp(a) بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وكذلك السكتة الدماغية.
فقد تسبّب زيادة مستويات هذا البروتين الدهني ترسُّبات داخل الأوعية الدموية، تُبطِئ تدفق الدم، كما قد تتجمّع الترسّبات معًا، بما قد يؤدّي إلى انسدادٍ كامل في الشريان.
كذلك فإنّ البروتين الدهني Lp(a)، يجعل الدم أكثر قابلية للتجلّط، بل يجعل من الصعب تفتيت تلك الجلطات، التي قد تسدّ الشرايين.
كما أن الالتهاب الناجِم عن البروتين الدهني Lp(a)، يزيد احتمالية أن تنفتح الترسّبات "اللويحات" داخل الشرايين، مما يجذب مزيدًا من الجلطات الدموية، ومِنْ ثمّ ضيق الشرايين وربّما انسدادها.
العلاجات والأدوية الجديدة الخاصة بـ Lp(a)
معظم الأدوية المتوافرة للتعامل مع ارتفاع مستويات البروتين الدهني Lp(a)، تعمل من خلال التدخّل في جزيئات "RNA"، المسؤولة عن نسخ ونقل التعليمات الجينية من الحمض النووي "DNA".
وحاليًا؛ هناك أربعة أدوية تعتمد على الحمض النووي الريبي "RNA"، وهي تمنع نشاط الجين المسؤول عن تكوين البروتين الدهني Lp(a) في خلايا الكبد، وهذه الأدوية هي:
- ليبوديسيران.
- أولباسيران.
- بيلاكارسن.
- زيرلاسيران.
وهذه الأدوية تُعطى عن طريق الحقن كل شهر إلى ستة أشهر، وقد ثبت أنّها تخفض مستويات البروتين الدهني Lp(a) بنسبة 80 - 100%، حسب "Harvard Health"، لكن لا تزال تجري تجارب أكبر حاليًا لمعرفة ما إذا كانت هذه الأدوية ستساعد في منع مشكلات القلب أم لا.
كما تبدو النتائج الأولية واعدة أيضًا بالنسبة لدواء تجريبي آخر يُسمّى "موفالابين"، الذي يمنع تجميع جُسيم البروتين الدهني Lp(a)، مما يُسهِم في انخفاض كبير في مستويات هذا البروتين، لكن الدواء الواعد يُتناوَل في شكل أقراص يومية.
هل يمكن خفض Lp(a) عند الرجال؟
ليست هُناك نصائح طبية مُعيّنة لخفض مستويات Lp(a) عند الرجال، لكن يمكِن اتّباع بعض النصائح التي تساعد على الحفاظ على صحة القلب وتحميه من الأمراض، ومنها:
1. النظام الغذائي الصحي:
يساعد اتباع نظام غذائي صحي، منخفض الدهون المشبعة، في الوقاية من أمراض القلب؛ إذ يُنصَح باستبعاد الأطعمة المصنعة والكربوهيدرات المكررة، مثل الخبز الأبيض من نظامك الغذائي، وتناول الخضراوات الصحية والأطعمة الغنية بالألياف، مثل الشوفان أو الكينوا أو الحبوب الكاملة عمومًا.
اقرأ أيضًا:رجيم داش.. كيف يحافظ على صحة قلبك ويمنع ارتفاع ضغط الدم؟
2. الإقلاع عن التدخين:
لا يزيد التدخين خطر الإصابة بسرطان الرئة فحسب، بل قد يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب أيضًا، لذا فإنّ الإقلاع عن التدخين، قد يساعد على تجنّب الإصابة بأمراض القلب لاحقًا.
3. ممارسة الرياضة:
أيضًا تساعد ممارسة التمارين الرياضية بانتظام في الحفاظ على صحة القلب؛ إذ يُوصَى بممارسة التمارين الرياضية 30 دقيقة يوميًا على الأقل لخمسة أيام في الأسبوع.
4. خسارة الوزن الزائد:
السمنة أعمق من مُجرّد دهونٍ متراكمة في الجسم، فقد تعزّز فرص الإصابة بالأمراض، ومنها أمراض القلب، ومِنْ ثمّ فإنّ فقدان الوزن الزائد يساعد على تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب، خاصةً إذا كُنت تعانِي ارتفاع مستويات البروتين الدهني Lp(a)، حسب "Webmd".
5. الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم:
تُوصِي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها "CDC" بالنوم 7 - 9 ساعات كل ليلة، لمساعدة القلب والأوعية الدموية على التعافي والإصلاح، بما قد يُسهِم في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب.
اقرأ أيضًا:كل ما تحتاج إلى معرفته عن متلازمة لازاروس: عندما ينبض القلب من جديد
6. تجنّب التوتر:
قد يساعد على ذلك ممارسة تقنيات الاسترخاء، مثل التنفّس العميق، أو ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، أو الذهاب للتمشية في الخارج أو غير ذلك من الأنشطة، فالتوتر المُزمن، قد يزيد مستويات الكوليسترول السيء، ما ينعكس سلبًا على صحة القلب.
