ماذا يعني قصور القلب وما هي أشهر أسبابه؟
تعد مشكلة قصور القلب من المؤرقات الصحية في العصر الحديث نتيجة لانتشارها بشكل واسع وتعدد عوامل الخطورة المسببة لها وبما أن القلب هو المحرك الأساسي لجميع الأنشطة الحيوية في الجسم. من ثم اعتلاله يسبب انهيار الحالة الصحية الكلية للجسم، وفي المقال بيان تفصيلي عن قصور القلب: تعريفه وأنواعه وأسبابه وتشخيصه وعلاجه.
ما هو قصور القلب؟
قصور القلب هو عجز عضلة القلب عن أداء عملها في ضخ الدم إلى جميع أنحاء الجسم، مقارنة بالقلب الصحي السليم، وبالتالي نقص كمية الدم المغذية للأنسجة، ما يؤثر على أداء وظائفها الحيوية.
أسباب قصور القلب
يحدث قصور القلب إما بشكل مفاجئ في التو واللحظة وإما نتيجة لتراكم الأسباب وعوامل الخطورة.
أسباب قصور القلب المفاجئ
- الحساسية الشديدة.
- وجود جلطات في الرئة كمضاعفات من عدوى شديدة.
- استخدامات غير حكيمة لبعض الأدوية.
- عدوى فيروسية للقلب.
- أمراض القلب.
- السكتة الدماغية.
اقرأ أيضًا: ما سبب خفقان القلب؟ هنا يصبح مرضا
أسباب قصور القلب المزمن
ومن أسباب قصور القلب المزمن الآتي
- اعتلال الشريان التاجي
- أمراض ضغط الدم
- اعتلال عضلة القلب
- اعتلال في صمامات القلب
- العيوب الخلقية في عضلة القلب
أولاً: اعتلال الشريان التاجي
من أسباب حدوث قصور القلب هو وجود خلل في الشريان التاجي وهو الشريان المسؤول عن تغذية عضلة القلب نفسها نتيجة لتصلب الشرايين (تراكم الدهون في الجدار الداخلي للشريان).
فيؤدي إلى ضيقها أو انسدادها، ما يعني نقص كمية الدم المغذية للقلب وقد يتسبب في ذبحة صدرية أو أزمة قلبية ( نتيجة لتوقف الإمداد الدموي للقلب بشكل مفاجئ).
ثانيا: أمراض ضغط الدم
من أسباب قصور القلب هو ارتفاع ضغط الدم الأمر الذي يتسبب في تزايد الحمل على عضلة القلب يجعلها واهنة وغير قادرة على ضخ الدم، قد يكون نتيجة لأمراض الغدة الدرقية أو الكلى أو سكر الدم.
اقرأ أيضًا: أسباب الوفاة المفاجئة عند الشباب بالسكتة القلبية
ثالثًا: اعتلال عضلة القلب
إصابة عضلة القلب نفسها بأي مرض مثل الالتهابات من العدوى- الكحوليات - إساءة استخدام الأدوية .
أو تزايد عدد ضربات القلب عن الحد الطبيعي نتيجة لخلل في الجزء المسؤول عن تنظيم ضربات القلب تحد من قدرة القلب على ضخ الدم إلى الجسم.
رابعًا: ضرر لاحق بصمامات القلب
إصابة أي من صمامات القلب نتيجة للعدوى أو عيب خلقي تؤثر في كمية الدم التي يضخها القلب مما يجعلها من أسباب قصور القلب.
خامسًا: عيوب القلب الخلقية
من أسباب قصور القلب نتيجة لتأثر القلب بالعيوب الخلقية.
ومن أسباب قصور القلب أيضًا:
- فقر الدم.
- أمراض الغدة الدرقية.
- شرب المواد الكحولية.
- ارتفاع ضغط الشريان الرئوي.
- أمراض الكلى وسكر الدم.
- العلاج الكيميائي للسرطان.
اقرأ أيضًا: نغز القلب المفاجئ.. متى عليك أن تقلق؟
عوامل خطورة قد تؤدي إلى قصور القلب:
- سكر الدم.
- الضغط المرتفع.
- فقر الدم.
- أمراض الصمامات.
- انقطاع التنفس أثناء النوم.
- خلل في نشاط الغدة الدرقية.
- التدخين.
- الأكل مرتفع نسبة الدهون.
- التقاعد عن أداء التمرينات الرياضية.
- السمنة.
كل تلك العوامل تزيد من احتمالية الإصابة بقصور القلب.
أنواع قصور القلب:
تقسم أنواع قصور القلب إلى قسمين:
قصور القلب الانقباضي
يحدث قصور القلب الانقباضي عندما تصبح عضلة القلب غير قادرة على الانقباض بشكل كاف، وبالتالي لا يتم ضخ كل كمية الدم المطلوبة.
قصور القلب الانبساطي
على الرغم من قدرة القلب على الانقباض بشكل كاف فإنه يحدث قصور القلب الانبساطي عند عدم قدرة القلب على الانبساط بشكل كافٍ، ما يؤثر على كمية الدم التي يمتلئ بها القلب فتقل ويقل معها كمية الدم التي يضخها القلب.
قصور جانب القلب اليسار
وهو من أكثر الأنواع انتشارًا وفيه تضعف قدرة البطين الأيسر على الانقباض بشكل كافٍ. (البطين الأيسر هو المسؤول عن توزيع الدم المغذي لجميع أنحاء الجسم).
اقرأ أيضًا: ما الفرق بين أعراض النوبة القلبية للرجل والمرأة؟
قصور جانب القلب اليمين
وهو قصور البطين الأيمن على ضخ الدم إلى الرئة لإتمام عملية تبادل الغازات، وبالتالي يكون هناك خلل في كمية الأكسجين التي يجب أن تتشبع بها الأوعية الدموية كما أن تراكم الدم يضعف العضلة على الانقباض. قد يكون ناتجًا من قصور جهة اليسار من القلب أو تابعًا لأمراض الرئة.
درجات قصور القلب
تصل درجات قصور القلب إلى 4 مراحل:
الأولى؛ المرحلة A
ما قبل قصور القلب وتعني أن الشخص في خطورة عالية تعره للإصابة بقصور القلب نتيجة لوجود عامل وراثي ( تاريخ مرضي في العائلة من قصور القلب) أو أن الشخص يعاني الآتي:
- ضغط الدم المرتفع.
- السكر.
- خلل في الشريان التاجي.
- مدمن مواد كحولية.
- تاريخ مرضي بحمى روماتيزمية أو تاريخ مرضي عائلي باعتلال عضلة القلب.
- تعاطي بعض الأدوية.
الثانية؛ المرحلة B
وتعتبر أيضا مرحلة ما قبل قصور القلب وفيها يكون الطبيب المختص أعطى تشخيص اختلال في وظيفة البطين الأيسر ولكن الشخص لم تظهر عليه بعض أعراض قصور القلب، مرضي اعتلال الصمام أو اعتلال عضلة القلب تحت التصنيف B >.
الثالثة؛ المرحلة C
تم التشخيص بوجود قصور في القلب وبالفعل ظهر أعراض وعلامات دالة على قصور القلب التعب والإرهاق ومشاكل التنفس.
الرابعة؛ المرحلة D
مرضى المرحلة الرابعة يعانون أعراض قصور القلب التي لا تظهر أي استجابة للأدوية وهي المرحلة المتأخرة.
اقرأ أيضًا: معدل نبضات القلب الطبيعي للبالغين والأطفال وكبار السن
أعراض قصور القلب
تتعدد علامات قصور القلب فقد تكون:
- الإحساس بالتعب
- عدم القدرة على أخذ النفس بشكل كامل
- زيادة الوزن
- زيادة الرغبة في التبول أثناء وقت الراحة في الليل
- الإحساس بضربات القلب وتكون سريعة وغير منتظمة
- الكحة
- فقدان الشهية
- الشعور بالرغبة في القيء
- انتفاخ وتورم الأقدام
- عدم القدرة على التركيز
- ألم الصدر
قد تكون الأعراض معتدلة أو متوسطة أو قد لا توجد أعراض ولكن في الغالب فإن قصور القلب يزداد سوءًا بمرور الوقت فيجب استشارة الطبيب المختص على الفور.
وقد يتم تقسيم الحالة المرضية حسب خطورة الأعراض إلى الآتي:
1.النشاط البدني طبيعي وغير مقيد.
2.النشاط البدني مقيد بنسبة بسيطة.
3.النشاط البدني مقيد بشكل أكبر والشخص يشعر بالارتياح عند عدم بذل مجهود.
4.الشخص غير قادر على القيام بأي نشاط بدني.
مضاعفات قصور القلب
تختلف آثار قصور القلب من شخص لآخر نتيجة لاختلاف وتعدد الأسباب وعوامل الخطورة ولكن قد تؤدي إلى قصور القلب المحتقن، التي تعني تراكم الدم في أماكن أخرى من الجسم مثل الكبد والرئة وأيضا ترشيح السوائل في الأطراف السفلية ما يجعلها تنتفخ.
اقرأ أيضًا: أعراض جلطة القلب وكيفية التعامل معها
وأيضًا من آثار قصور القلب:
- اضطرابات في تنظيم ضربات القلب.
- الأزمة القلبية.
- سوء التغذية.
- اضطرابات الكلى.
- تكوين الجلطات.
- السكتة الدماغية.
- تلف الجهاز الكبدي.
- تلف الصمامات في القلب.
متى يتعين زيارة الطبيب؟
في الحالات التالية يجب استشارة الطبيب المختص على الفور:
- ألم الصدر
- الإغماء والإعياء الشديد
- عدم انتظام ضربات القلب وعدم القدرة على التنفس بشكل طبيعي
- قصر التنفس المفاجئ أو الكحة المصحوبة بمخاط أبيض أو وردي.
تشخيص قصور القلب
بالإضافة إلى علامات قصور القلب قد يتطلب تشخيص قصور القلب بعض الفحوصات الطبية التي يطلبها الطبيب المختص، فيسأل الطبيب عن الآتي:
- الأمراض المصاحبة مثل السكر والضغط
- التاريخ المرضي العائلي
- التدخين
- الأدوية المختلفة
بالإضافة إلى الفحوصات الآتية:
- تحليل الدم
- أشعة على الصدر
- الرنين المغناطيسي
- التحليل الكهربي للقلب
- تحليل الإيكو والسونار
- اختبارات التنفس
اقرأ أيضًا: ما هو "اختبار الدرج".. وما علاقته بأمراض القلب؟
ما هو علاج قصور القلب؟
يختلف علاج قصور القلب حسب المرحلة والحالة المرضية والعوامل المصاحبة وغيرها.
ويعتمد علاج قصور القلب على الأدوية، وعلى تعديل نمط الحياة بشكل أساسي، ويحدد الطبيب المختص طريقة العلاج المناسبة.
فمراحل العلاج تنقسم كالآتي:
المرحلة A
1.أداء التمرينات الرياضية والامتناع عن التدخين والكحوليات.
2.وأدوية مثل ( ACEI- ARB ) لعلاج اعتلال الشريان التاجي والضغط المرتفع.
3.أدوية B blockers (مثبطات المستقبل B ) لعلاج ضغط الدم المرتفع.
المرحلة B
مثل المرحلة الأولى بالإضافة مضادات الألدوستيرو، قد يتطلب تدخل جراحي لإصلاح خلل الشريان التاجي.
المرحلة C
كما في المرحلتين الأولى والثانية:
- تجميعات من الأدوية.
- مدرات للبول.
- التحكم في كمية السوائل المشروبة.
- التدخل الجراحي لإصلاح منظم ضربات القلب.
المرحلة D
كما في المراحل الأولى والثانية والثالثة وقد يتطلب تدخل جراحي لنقل قلب أو غيرها، وينبغي التنويه بأن الطبيب المختص هو المسؤول عن تحديد التدخل الطبي المناسب.
اقرأ أيضًا: أعراض ضعف عضلة القلب وأسبابه وطرق العلاج
هل قصور القلب خطير؟
يعد قصور القلب من الأمراض الخطيرة طويلة المدى تصيب الملايين حول العالم، التي تحد من نشاط الشخص في الحياة ولكن باتباع تعليمات الطبيب والانتظام في الأدوية وتعديل نمط الحياة يمكن للشخص أن يتعامل معه ويعيش حياة معتدلة.
هل يعيش مريض قصور القلب؟
تختلف مدة الحياة المتوقع يعيشها مريض قصور القلب حسب العوامل المختلفة مثل السن والعوامل الوراثية والمرحلة المرضية وطبقًا للمركز CDC center of disease control and prevention فحوالي نصف مرضى قصور القلب متوقع أن يعيشو لأكثر من 5 أعوام وحوالي 10 % فقط ممكن أن يعيشوا أكثر من 10 سنوات لذا ينبغي الالتفات إلى تعديل نمط الحياة لتحسين احتمالية الحياة.
كيف نمنع الإصابة بقصور القلب؟
عن طريق بعض التعديلات في أسلوب الحياة يمكن الحد من عوامل الخطورة بقصور القلب التي يمكن تعديلها مثل :
- الامتناع عن التدخين وشرب المواد الكحولية.
- الغذاء الصحي السليم والمتوازن وتقليل كمية الملح لضبط الوزن والمحافظة على الضغط.
- النشاط وأداء التمرينات الرياضية.
- تناول أدوية الضغط والسكر بشكل منتظم.
- الابتعاد عن مسببات القلق والضغط النفسي.
ختامًا فإن قصور القلب من الأمراض التي يجب أن يعطى لها الاهتمام بشكل كبير واستشر الطبيب فورًا للاطمئنان على حالتك الصحية.