دراسة تكشف: هذه الأنشطة أفضل من الأدوية في علاج الأرق
أظهرت دراسة تحليلية منشورة في مجلة BMJ Evidence Based Medicine أن تمارين مثل اليوغا، التاي تشي، المشي والجري قد تكون من أكثر الأساليب فعالية في تحسين جودة النوم والتخفيف من الأرق، حتى عند مقارنتها بالعلاجات التقليدية.
وأشارت الدراسة إلى أن هذه التمارين قد تُشكّل خيارًا أوليًا في علاج اضطرابات النوم، خصوصًا في ظل محدودية فاعلية بعض الأدوية، والنقص في المعالجين المؤهلين لتقديم العلاج السلوكي المعرفي (CBT) وهو الخيار العلاجي الأكثر شيوعًا حاليًا.
وشملت الدراسة مراجعة وتحليل بيانات من 22 تجربة سريرية نُشرت حتى أبريل 2025، شارك فيها 1348 شخصًا، وتضمنت 13 طريقة علاجية مختلفة، 7 منها قائمة على التمارين الرياضية مثل:
- اليوغا
- التاي تشي
- المشي أو الجري
- تمارين الإيروبيك والقوة
- تدريب القوة فقط
- تمارين الإيروبيك مع علاج نفسي
- تمارين مختلطة
المشي لعلاج الأرق
أظهرت نتائج الدراسة أن اليوغا قد تزيد من إجمالي ساعات النوم بحوالي ساعتين يوميًا، وتُحسّن من كفاءة النوم بنسبة تصل إلى 15%، كما تُقلل من عدد مرات الاستيقاظ الليلي ووقت الدخول في النوم.
أما المشي أو الجري، فكان لهما تأثير ملحوظ في تقليل شدة أعراض الأرق بحوالي 10 نقاط، بينما أظهر التي تشي تأثيرًا شاملاً، من حيث تحسين جودة النوم، وزيادة مدته بأكثر من 50 دقيقة، وتقليل الاستيقاظ الليلي بـ نصف ساعة تقريبًا.
وفي مقارنة مع العلاجات التقليدية، تفوّق "التي تشي" على جميع الطرق الأخرى، سواء من حيث البيانات الذاتية أو الموضوعية، واستمرت آثاره الإيجابية حتى عامين بعد التمرين.
اقرأ أيضًا: دراسة جديدة تكشف أثر أدوية خسارة الوزن في هرمون التستوستيرون
ما تأثير اليوغا على النوم؟
أوضح الباحثون أن هناك آليات بيولوجية محتملة تفسر هذه الفوائد. فاليوغا تُعزز وعي الجسد والتنفس، وتساعد على تنظيم القلق والاكتئاب، وهما عاملان رئيسيان في اضطراب النوم.
أما التاي تشي، فيُقلل من نشاط الجهاز العصبي السمبثاوي المسؤول عن التوتر، ويُعزز من الهدوء العقلي وتنظيم المشاعر، مما يخفف من "الضجيج الذهني" المزعج قبل النوم.
اقرأ أيضاً تعرف على فوائد اليوغا للرجال
وبالنسبة للمشي أو الجري، فلهما أثر في زيادة إنفاق الطاقة، وتحفيز الميلاتونين (هرمون النوم)، وخفض مستويات الكورتيزول، ما يُسهم في تحسين النوم العميق وتقليل الأرق.
ورغم بعض القيود المنهجية في بعض التجارب (مثل حجم العينة وعدم توحيد مدة وشدة التمارين)، خلص الباحثون إلى أن هذه الأنواع من التمارين ليست مجرد وسائل مساعدة، بل قد تمثل بديلًا فعالًا للعلاج الأساسي للأرق، خاصة مع ما توفره من تكلفة منخفضة، وأمان عالٍ، وسهولة تطبيق في الحياة اليومية.
