دراسة جديدة تكشف أثر أدوية خسارة الوزن في هرمون التستوستيرون
في تطور مفاجئ في عالم الأدوية المضادة للسمنة، أظهرت دراسة جديدة أن الأدوية التي تستخدم بشكل رئيس في علاج مرض السكري، مثل أوزيمبك (سيماغلوتيد)، قد تساعد في زيادة مستويات التستوستيرون لدى الرجال. هذه الأدوية التي تُستخدم أيضًا لفقدان الوزن تظهر فوائد إضافية قد تساهم في تحسين صحة الهرمونات، وفقًا لدراسة حديثة نُشرت وفقًا لنتائج دراسة قدمت في مؤتمر ENDO 2025.
في دراسة تم تتبع 110 رجال مصابين بالسمنة أو السكري من النوع الثاني، أظهرت النتائج زيادة ملحوظة في مستويات التستوستيرون بنسبة تصل إلى 77% من المعدل الطبيعي، بعد 18 شهرًا من تناول أدوية GLP-1 مثل أوزيمبك وموونجارو. بالإضافة إلى هذه الزيادة في الهرمون، فقد سجل المشاركون متوسط فقدان وزن قدره 10%، مما يعكس التأثير المزدوج لهذه الأدوية على الصحة العامة.
أثر السمنة على التستوستيرون
أوضحت الدكتورة شيلسيا بورتيلو كاناليس، زميلة في أمراض الغدد الصماء بمستشفى جامعة سانت لويس بولاية ميزوري وأحد المشاركين في الدراسة، أن هذه الدراسة تُعد من بين أولى الدراسات التي تقدم دليلًا قويًا على تأثير أدوية خسارة الوزن على مستويات التستوستيرون. وأضافت أن هذه الأدوية أصبحت خيارًا محتملاً لتحسين صحة الرجال الإنجابية، إلى جانب فوائدها في علاج السمنة وتنظيم مستويات السكر في الدم.
تعد السمنة من العوامل الرئيسية التي تؤثر سلبًا على مستويات التستوستيرون لدى الرجال. إذ تحتوي الدهون الزائدة، وخاصة تلك المتراكمة في منطقة البطن، على إنزيم يسمى الأروماتاز، الذي يقوم بتحويل التستوستيرون إلى إستروجين، مما يؤدي إلى انخفاض مستويات التستوستيرون. ومع فقدان الوزن، خاصة عبر تغييرات نمط الحياة مثل ممارسة الرياضة وتحسين التغذية، يمكن أن يحدث تحسن في مستويات التستوستيرون، مما يساهم في تحسين الصحة الجنسية والبدنية بشكل عام.
دور أدوية GLP-1 في تحسين مستويات التستوستيرون
أدوية GLP-1 مثل أوزيمبك وموونجارو تعمل من خلال تقليد تأثيرات هرمون GLP-1 الطبيعي في الجسم، الذي يساعد في تحسين إفراز الأنسولين، تقليل الشهية، وتحفيز فقدان الوزن. وتساهم هذه الأدوية في تقليل مقاومة الأنسولين، خفض الالتهابات في الجسم، وتخفيف الدهون المتراكمة، وهي عوامل تدعم زيادة إنتاج التستوستيرون. وفقًا للدراسة، قد تكون هذه الأدوية بمثابة حل مزدوج لعلاج السمنة وتحسين مستويات التستوستيرون.
دراسة أخرى في عام 2025 وجدت أن أدوية GLP-1 قد تسهم في تحفيز مستويات التستوستيرون، جنبًا إلى جنب مع تقليل الدهون وزيادة مستويات هرمونات أخرى مثل LH وFSH. وقد أظهرت دراسة أجريت على الرجال المصابين بالسمنة أن الأدوية مثل ليراجلوتايد (سكسيندا) تعمل على تحسين مستويات التستوستيرون دون التأثير على محوري الغدد التناسلية، وهو ما يجعل هذه الأدوية خيارًا آمنًا مقارنة بعلاج التستوستيرون التقليدي.
إن النتائج التي تم التوصل إليها في هذه الدراسات تشير إلى أنه من خلال التحكم في الوزن وتحسين حساسية الأنسولين، يمكن للرجال أن يعززوا مستويات التستوستيرون بشكل طبيعي. ووفقًا للدكتور شيلسيا بورتيلو كاناليس،طبيب الغدد الصماء في مستشفى جامعة سانت لويس في ولاية ميزوري، تعتبر الدراسة واحدة من أولى الدراسات التي تقدم دليلًا قويًا على أن الأدوية المضادة للسمنة قد تسهم أيضًا في تعزيز مستويات التستوستيرون، إلى جانب علاج السمنة وتنظيم مستويات السكر في الدم.
رغم النتائج المشجعة التي ظهرت في هذه الدراسات الأولية، فإن الباحثين يشددون على ضرورة إجراء المزيد من الدراسات العشوائية المراقبة (RCTs) لتأكيد تأثير هذه الأدوية على الكتلة العضلية والمزاج، وتقييم سلامتها على المدى الطويل. إذا كنت تفكر في تحسين مستويات التستوستيرون لديك دون اللجوء إلى العلاجات الهرمونية التقليدية، قد تكون أدوية GLP-1 مثل أوزيمبك خيارًا محتملًا، لكن من المهم استشارة طبيبك أولًا قبل اتخاذ أي قرار.
مع تطور الأبحاث في هذا المجال، يبدو أن أدوية GLP-1 تقدم حلاً واعدًا للرجال الذين يسعون إلى تحسين مستويات التستوستيرون، في وقت يعانون فيه من مشاكل الوزن والتمثيل الغذائي.
