دراسة تحذيرية تكشف تأثير المحليات على تسريع البلوغ المبكر
حذّرت دراسة طبية حديثة من أن استهلاك بعض المحليات الصناعية والسكريات المضافة قد يزيد خطر البلوغ المبكر لدى الأطفال والمراهقين، خاصة لدى من يحملون استعدادًا وراثيًا لذلك، وكُشف عن نتائج الدراسة يوم الأحد 13 يوليو خلال المؤتمر السنوي لجمعية الغدد الصماء ENDO 2025 المنعقد في سان فرانسيسكو.
الدراسة التي قادها الدكتور "يانغ-تشنغ تشين" Yang Ching Chen من مستشفى وان فانغ وجامعة تايبيه الطبية، تُعد من أولى الدراسات التي تربط بين العادات الغذائية الحديثة—خصوصًا تناول المحليات—وبين العوامل الجينية وتوقيت البلوغ المبكر في عينة واقعية واسعة النطاق، وفقًا لما نشره موقع Medical Xpress.
وشملت الدراسة 1407 مراهقين ضمن مشروع "الدراسة الطولية للبلوغ في تايوان" الذي بدأ عام 2018، وجرى تشخيص 481 حالة بلوغ مبكر مركزي من النوع المعروف باسم central precocious puberty، وهو نمط من البلوغ يحدث قبل الأوان وقد يؤدي إلى قصر القامة في سن البلوغ الكامل، واضطرابات أيضية وتناسلية لاحقًا.
واعتمد الباحثون على استبيانات مفصلة، وفحوصات هرمونية وطبية، وتحاليل بولية لقياس استهلاك المحليات. كما تم تحديد القابلية الجينية باستخدام نتائج تحليل لـ 19 جينًا مرتبطًا بالبلوغ المبكر.
وأظهرت النتائج أن استهلاك الأسبرتام، والسكرالوز، والغليسيريزين (وهو مستخلص من عرق السوس)، إلى جانب السكريات المضافة، يرتبط بزيادة احتمال البلوغ المبكر. كما تبيّن أن السكرالوز يرتبط بشكل خاص بارتفاع الخطر لدى الفتيان، بينما ارتبط كل من الغليسيريزين والسكريات المضافة بزيادة الخطر لدى الفتيات.
اقرأ أيضًا: دراسة: خطة رياضية مبتكرة تقلل أعراض الروماتويد دون أدوية إضافية
تأثيرات بيولوجية مباشرة للمحليات تُسرّع البلوغ المبكر
أشار تشين إلى أن أبحاثه السابقة كشفت تأثيرات بيولوجية مباشرة لبعض المحليات، مثل مادة AceK (أسيسولفام بوتاسيوم) التي تُنشّط مسارات الدماغ المرتبطة بمذاق الحلاوة وتُحفّز إفراز هرمونات مرتبطة بالبلوغ. كما تبيّن أن الغليسيريزين يُغيّر توازن البكتيريا المعوية ويؤثر في نشاط الجينات المرتبطة ببداية البلوغ.
وأضاف: "تشير هذه النتائج إلى أن ما يتناوله الأطفال من أطعمة ومشروبات—وخاصة ما يحتوي على محليات صناعية—قد يكون له تأثير مفاجئ وقوي على نموهم". وتابع قائلًا: "النتائج لها صلة مباشرة بالعائلات وأطباء الأطفال، وتُبرز أهمية مراقبة استهلاك المحليات، خصوصًا لدى الأطفال الذين يحملون مؤشرات جينية للبلوغ المبكر".
واختتم التقرير بتوصية تدعو إلى تطوير أدوات لتقييم المخاطر الغذائية لدى الأطفال، وربما مراجعة الإرشادات الغذائية الرسمية بما يُسهم في دعم نمو صحي وسليم للأجيال القادمة.
