دراسة تكشف وجهًا خفيًّا للسيماغلوتيد: خسارة في العضلات لا في الدهون فقط
في دراسة أولية قُدّمت السبت خلال فعاليات مؤتمر ENDO 2025 السنوي للجمعية الأمريكية للغدد الصماء، والذي أُقيم في مدينة سان فرانسيسكو، طُرح تساؤل مهم حول تأثير دواء السيماغلوتيد (Semaglutide) على الكتلة العضلية، خصوصًا لدى النساء وكبار السن، وبحسب موقع MedicalXpress، الذي نشر تقريرًا مفصّلًا حول نتائج هذه الدراسة، فإن زيادة استهلاك البروتين قد تشكّل درعًا وقائيًا ضد فقدان العضلات المصاحب لفقدان الوزن الناتج عن هذا الدواء.
وأشارت الدراسة إلى أن فقدان الكتلة العضلية، أو ما يُعرف بـ"الكتلة الخالية من الدهون"، يُعد من الآثار الجانبية الشائعة لفقدان الوزن، وقد ينعكس سلبًا على عملية الأيض وصحة العظام. الطبيبة ميلاني هاينز (Melanie Haines) من مستشفى ماساتشوستس العام وكلية الطب في جامعة هارفارد، والتي قادت الدراسة، أوضحت أن العضلات تلعب دورًا محوريًا في التحكم بمستوى السكر في الدم بعد تناول الطعام، إلى جانب مساهمتها في الحفاظ على قوة العظام.
اقرأ أيضًا: كيف يمكنك الجمع بين الصيام المتقطع وبناء العضلات بشكل مثالي؟
وأظهرت الدراسة أن ما يقارب 40% من الوزن المفقود نتيجة استخدام السيماغلوتيد – وهو دواء من فئة ناهضات GLP-1 – يأتي من فقدان الكتلة الخالية من الدهون، بما في ذلك العضلات.
فقدان العضلات مع السيماغلوتيد يهدد كبار السن والنساء
أجريت الدراسة على مدى ثلاثة أشهر شملت أربعين شخصًا من المصابين بالسمنة؛ من بينهم ثلاثة وعشرون وُصف لهم دواء السيماغلوتيد، فيما اتبع السبعة عشر الباقون برنامجًا غذائيًا وحياتيًا يُعرف بـ"العادات الصحية للحياة" (HHL)، وعلى الرغم من أن مجموعة السيماغلوتيد فقدت وزنًا أكبر، فإن نسبة فقدان الكتلة العضلية إلى الوزن الكلي كانت متقاربة بين المجموعتين.
إلا أن التحليل أظهر أن كبار السن والنساء، وكذلك أولئك الذين يستهلكون كميات أقل من البروتين، كانوا أكثر عرضة لفقدان العضلات عند استخدام السيماغلوتيد. كما تبيّن أن خسارة الكتلة العضلية في هذه المجموعة ارتبطت بانخفاض أقل في مستويات السكر التراكمي (HbA1c).
وقالت هاينز: "يبدو أن النساء وكبار السن أكثر عرضة لفقدان الكتلة العضلية أثناء استخدام السيماغلوتيد، غير أن تعزيز استهلاك البروتين قد يوفّر حماية جزئية من هذا الأثر غير المرغوب". وأشارت إلى أن فقدان نسبة كبيرة من العضلات قد يُقوّض فعالية الدواء في تحسين مستويات السكر في الدم، ما يسلّط الضوء على أهمية الحفاظ على الكتلة العضلية خلال فترة العلاج لتقليل مقاومة الإنسولين والوقاية من الهزال لدى مرضى السمنة.
وفي ختام مداخلتها، شدّدت على الحاجة إلى مزيد من الدراسات المستقبلية لاكتشاف أفضل الأساليب التي تتيح فقدان الدهون دون المساس بالكتلة العضلية لدى مستخدمي أدوية GLP-1.
