عضلات من الخارج وخطر في الداخل.. هل تدمر حمية الكارنيفور الشرايين بصمت؟
في ظل تصاعد شهرة حمية الكارنيفور Carnivore Diet على منصات التواصل الاجتماعي، والتي تعتمد على الامتناع الكامل عن الكربوهيدرات والاكتفاء بتناول اللحوم والدهون الحيوانية كالزبدة والبيض وشرائح الستيك، حذر طبيب قلب أمريكي بارز من أن هذه الحمية قد تمثل "قنبلة موقوتة" داخل أجسام مَن يتبعونها، خصوصًا شباب الرياضيين الذين يظهرون بمظهر اللياقة التامة.
الدكتور ديميتري يارانوف، جرّاح القلب، قال في مقطع فيديو نشره عبر "إنستغرام" وشاهده أكثر من 11 مليون مستخدم: "رأيت أجسامًا تبدو وكأنها منحوتة.. عضلات بارزة وأداء بدني في القمة، لكن عندما أنظر داخل الشرايين، أرى قصة مختلفة تمامًا".
وأضاف: "اعتنيت بمرضى في سن الخامسة والثلاثين تعرّضوا لنوبات قلبية قاتلة رغم لياقتهم، من دون أعراض أو تحذيرات. الدهون المنخفضة في الجسم لا تعني مخاطر منخفضة".
عواقب خفية لحمية اللحوم
يشير يارانوف إلى أن اتباع نظام الكارنيفور على المدى الطويل يؤدي إلى ارتفاع شديد في الكوليسترول، وتلف في بطانة الأوعية الدموية، والتهاب مزمن، وتضيّق في الشرايين، ما يزيد من احتمالية الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية، حتى في غياب أي عوامل خطر تقليدية.
وأردف محذرًا: "إذا دمّرت حميتك بطانة الأوعية الدموية، فلن تنفعك عضلاتك مهما كانت قوية"، وبحسب المعايير المتبعة في هذه الحمية، لا يتم احتساب السعرات الحرارية، بل يُشترط أن يكون الطعام غنيًا بالبروتين والدهون.
وعلى الرغم من أن المنصات الرقمية تزخر بمقاطع تمجّد فوائدها، بما في ذلك فقدان الوزن السريع، فإن الأبحاث والدراسات الطبية تسير في اتجاه مغاير.
ففي دراسة من جامعة هارفارد عام 2023، تابعت أكثر من 200 ألف شخص على مدار 40 عامًا، بيّنت أن تناول حصتين من اللحوم أسبوعيًا يزيد من خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني بنسبة 62%. \
وفي بريطانيا، كشفت دراسة لجامعة أوكسفورد، أجريت على 1.4 مليون شخص، أن تناول 50 غرامًا إضافيًا يوميًا من اللحوم الحمراء يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 18%.
ورغم أن بعض الخبراء يشككون في نتائج هذه الدراسات لعدم تفريقها في بعض الأحيان بين اللحوم المصنعة واللحوم الطازجة، لا تزال التوصيات الصحية الرسمية تحث على الاعتدال، إذ تنصح هيئة الخدمات الصحية البريطانية (NHS) باختيار اللحوم الخالية من الدهون، وتقليل تناول اللحوم الحمراء والمصنعة لتفادي مخاطر الدهون المشبعة وارتفاع الكوليسترول.
واختتم يارانوف تحذيره بجملة لافتة: "الصحة الحقيقية لا تصنعها الحميات المتطرفة، بل التوازن الواعي بين ما نأكله وما نحتاجه فعلًا".
