دراسة تكشف العلاقة بين ارتفاع السكر وتراجع الأداء في العلاقة الحميمية
في نتائج مثيرة للجدل، كشفت دراسة علمية جديدة أُعلنت خلال مؤتمر ENDO 2025 السنوي التابع لجمعية الغدد الصماء في سان فرانسيسكو، أن ارتفاع السكر في الدم، حتى دون الوصول إلى مرحلة الإصابة بالسكري، قد يكون من أبرز الأسباب وراء تراجع الوظائف الجنسية والإنجابية لدى الرجال.
وبحسب التقرير الذي نُشر عبر موقع MedicalXpress، فإن التغيّرات الطفيفة في المؤشرات الأيضية، خصوصًا معدّل السكر التراكمي (HbA1c)، كانت مرتبطة بشكل مباشر بتراجع الانتصاب وانخفاض حركة الحيوانات المنوية، وهو ما يُعد تحولًا مهمًا في فهم أسباب ضعف الأداء الجنسي المرتبط بالعمر.
اقرأ أيضًا: حقنة كل أسبوع.. باحثون يكشفون عقارًا جديدًا لعلاج السكري
أجريت الدراسة على مدى ست سنوات ضمن مشروع بحثي طويل المدى يُعرف باسم FAME 2.0، وشارك فيها 200 رجل تتراوح أعمارهم بين 18 و85 عامًا في بدايتها، ثم اختُتمت عام 2020 بمشاركة 117 رجلاً بعد استبعاد أي حالات إصابة بالسكري أو أمراض القلب أو السرطان.
وتم خلال الدراسة تتبّع تطورات في مستويات الهرمونات، نوعية السائل المنوي، القدرة على الانتصاب، والرغبة الجنسية، إلى جانب المؤشرات الأيضية مثل مؤشر كتلة الجسم ومستويات السكر التراكمي.
ارتفاع السكر الطفيف... العامل الخفي وراء تراجع الأداء الجنسي
وأظهرت النتائج أن معظم الهرمونات التناسلية، بما في ذلك التستوستيرون، بقيت ضمن المعدلات الطبيعية طوال فترة الدراسة. إلا أن التغييرات الحقيقية ظهرت في جانبين: تراجع واضح في انتصاب القضيب، وانخفاض حركة الحيوانات المنوية، لدى من سجلوا ارتفاعًا بسيطًا في السكر، حتى دون تجاوز الحد المعرّف للسكري (6.5%).
اقرأ أيضًا: عقار تجريبي يُبشّر بثورة في علاج السمنة والسكري من النوع الثاني
وقال البروفيسور مايكل تسيتسمان، من مستشفى جامعة مونستر في ألمانيا: "لطالما اعتُقد أن العمر أو نقص التستوستيرون هما السببان الرئيسيان في ضعف الأداء الجنسي، لكن نتائجنا تشير إلى أن التغيرات في السكر تمثل العامل الأكثر دقة وتأثيرًا".
وأضاف: "هذا يعني أن الرجال قادرون على حماية صحتهم الجنسية والإنجابية من خلال التحكم في النمط الغذائي ومراقبة مستويات السكر، حتى مع التقدم في العمر".
تُعد الدراسة من أبرز الأبحاث التي تربط بشكل مباشر بين ارتفاع السكر غير المُصنّف كمرضي، وبين التدهور الوظيفي الجنسي لدى الذكور، وتفتح الباب أمام نهج وقائي جديد يربط بين التغذية، والتمثيل الغذائي، وجودة الحياة الجنسية.
