دراسة: أوميغا 3 تعزز نتائج التمارين وتحسن صحة القلب والدماغ
كشفت دراسة جديدة نُشرت مؤخرًا في مجلة Nutrients أن تناول مكملات أوميغا 3 بالتزامن مع ممارسة تمارين القوة قد يعود بفوائد صحية ملموسة، ليس فقط على الأداء البدني بل أيضًا على مؤشرات صحة القلب والدماغ. وأشار الباحثون إلى أن المشاركين الذين دمجوا بين التمارين والمكملات سجلوا تحسنًا في مستويات الكوليسترول، ومؤشرات التوازن الكيميائي في الدماغ، إلى جانب ارتفاع واضح في القوة العضلية.
أجريت الدراسة على عينة محدودة من الرجال الأصحاء الذين يملكون سجلًا لا يقل عن ثلاث سنوات في تدريب الأوزان، ما يجعل تعميم النتائج على عموم السكان أمرًا غير محسوم بعد. وعلى الرغم من هذا القيد، فإن النتائج قدّمت إشارات مشجعة حول دور أوميغا 3 كمكمل منخفض التكلفة وفعّال لتعزيز الأداء الرياضي والصحة العامة في آن واحد.
تصميم تجريبي صارم ونتائج لافتة
تم تنفيذ الدراسة في تركيا من خلال تجربة عشوائية خاضعة للرقابة، وشارك فيها 30 رجلًا تراوحت أعمارهم بين 18 و30 عامًا، قُسموا إلى مجموعتين: إحداهما تناولت مكملات أوميغا 3 يوميًا بجرعة 3,150 ملغم، بينما لم تتناول المجموعة الأخرى أي مكملات. خضع المشاركون لنظام تدريبي موحّد مكوّن من ثلاث حصص أسبوعيًا تشمل تمارين الجزء العلوي والسفلي من الجسم، إضافة إلى يوم شامل للجسم كاملًا.
ولضمان دقة النتائج، تم ضبط العوامل البيئية داخل الصالة الرياضية كالإضاءة ودرجة الحرارة، كما خضع جميع المشاركين لنظام غذائي موحد تحت إشراف أخصائي تغذية معتمد. وبنهاية فترة الدراسة، حققت مجموعة أوميغا 3 نتائج صحية ملفتة، شملت انخفاضًا في الكوليسترول الضار والدهون الثلاثية، تحسّنًا في المؤشرات الالتهابية، وارتفاعًا في المواد المضادة للأكسدة والناقلات العصبية مثل الدوبامين والسيروتونين.
أما من حيث الأداء البدني، فقد سجّلت المجموعة نفسها زيادة بنسبة 13.6% في أقصى وزن تمّ رفعه بتمرين الضغط على الصدر، و9.7% في تمرين القرفصاء، إضافة إلى تحسن في القدرة الانفجارية، ورد الفعل، والرشاقة.
هل تشمل الفوائد جميع الناس؟
رغم النتائج الواعدة، ما زال من غير الواضح ما إذا كانت تلك الفوائد قابلة للتطبيق على شريحة أوسع من الأشخاص، خصوصًا أولئك الذين يعانون حالات صحية مزمنة أو لا يمارسون التمارين بانتظام. وتشير اختصاصية التغذية أليسا كوان من جامعة ستانفورد إلى أن الدراسة استثنت جمهورًا واسعًا، مما يصعّب التنبؤ بتأثير أوميغا 3 في السياقات غير الرياضية.
اقرأ أيضاً دراسة: تناول أوميغا 3 خلال الحمل يؤدي إلى زيادة وزن الأطفال
مع ذلك، تقول كريستين كيركباتريك من Cleveland Clinic إن الفوائد المتعلقة بتحسين الدهون في الدم وتقليل الالتهابات قد تسهم في الوقاية من أمراض القلب والسكتات الدماغية، وتعزيز الصحة الإدراكية على المدى الطويل. وتضيف: "حتى بعيدًا عن الأداء البدني، فإن لأوميغا 3 أثرًا محتملًا في تحسين جودة الحياة وطول العمر".
ومن الجدير بالذكر أن الجسم لا ينتج أوميغا 3 طبيعيًا، لذا يجب الحصول عليه من مصادر غذائية مثل الأسماك الدهنية، الجوز، أو بذور الشيا. أما المكملات، فيمكن أن تُستخدم لسد الفجوة الغذائية عند الحاجة، شرط استشارة طبيب مختص، لا سيما للمرضى الذين يتناولون أدوية مثل مميعات الدم.
